أعوام تمضى ، وأعوام تأتى ، ونحن نبحر في خضم الزمن ، ونخوض في بحور الحياة .
نودع عاماً ، ونستقبل آخر ، أحلام تتحقق ، وأحلام تتجدد ، وكل عام وأنتم بخير .
الإنسان بطبعه متفائل ، يحلم دوما بالأحلى والأبهى والأجمل ، ويتمنى من الله ان يوفقه في كل أموره الحياتية .
هل صحيح أن أجمل القصائد هي تلك القصيدة التي لم نكتبها بعد ، وأن أجمل الأوقات هو ذلك الوقت الذي لم نعشه بعد !
كثيرة هي الأحلام التي تراودنا ، وكثيرة هي الأمنيات التي نتمناها، والقافلة تسير ، والطيور تصدح .
لكل شخص أحلامه الخاصة ، ولكل شخص أمنياته العامة ، على كافة الصعد ، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفنية.
في العام الجديد ، حيث تبدأ الاحتفالات عادة بالاغنيات الجميلة ، والإضاءات الملونه ، اتمنى من الله العلي القدير أن يحقق الأماني ، وأن يستجيب لكافة التطلعات المشروعة .
ماذا عن حصاد السنة الماضية ، وهل كانت سنه صعبة بحق كما يقولولون ، ويردد الكثيرون ، أم كانت سنة عادية كباقي السنوات السابقة !
على المستوى السياسي ، هل ما تزال أمتنا العربية تحلم بالوحدة والحرية والديمقراطية ، أم كفت عن ذلك ، والتفتت الى تأمين لقمة العيش ، وتربية الاولاد ، والبحث عن الأمن والأمان !
وهل ما تزال قضية فلسطين هي قضية العرب الأولى تجمعنا و توحدنا ، وتؤلف بين قلوبنا يا ترى !
وماذا عن الثقافة ، هل ما يزال للمثقف دوره الهام ، ومهمته النبيلة في خدمة وطنه وأمته ومجتمعه ، وهل ما يزال لقيم الحق والخير والجمال أنصار !
بدل أن نلعن الظلام ، فلنحاول أن نضيء شمعة ، ولنحاول أن نكون قدوة لغيرنا ، لعل الله أن يجعل لنا مخرجا .
كل عام وأنتم بخير ، كل عام وأنتم الى الله اقرب ، وأنقى وأتقى وأجمل .
تمنياتي للأمة العربية بسنة جميلة وسعيدة وواعدة ، وتمنياتي لأهلنا في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين بالنصر والحرية والاستقلال .
" يا رب ..
يا رب في اقصاك ..
أرجو صلاة ..
تغفر الذنب ..
وتروي قلوب العاشقين " .
ــــــــــــــــــــ
محمد إدريس
شاعر وكاتب أردني/ فلسطيني معاصر .