القاهرة: الأمير كمال فرج.

لا يعتبر شاي الزنجبيل مشروبًا دافئًا ولذيذًا فحسب، بل يقدم عددًا من الفوائد الصحية أيضًا، هذا التقرير يعدد فوائد هذا الشاي وفقا للخبراء.

ذكرت بيكا ستانيك في تقرير نشرته مجلة Forbes أن "هناك أدلة على أن هذا المشروب، المشتق من نبات تم استخدامه طبيًا لآلاف السنين، يمكن أن يساعد في تخفيف الأمراض التي تتراوح من الغثيان إلى تقلصات الدورة الشهرية، كما أنه يتميز بخصائص مضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة. كما أنه من السهل صنعه، حيث يمكنك القيام بذلك باستخدام قطعة من الزنجبيل الطازج والماء المغلي فقط".

وفيما يلي نظرة فاحصة على ماهية الزنجبيل وشاي الزنجبيل، والفوائد الصحية المحتملة التي يقدمها هذا المشروب:

ما هو الزنجبيل؟

الزنجبيل هو نبات موطنه الأصلي أجزاء من آسيا، بما في ذلك الهند والصين واليابان. جزء النبات الذي يستخدم تقليديًا في الغذاء والأغراض الطبية هو جذمور النبات، أو الجذع الموجود تحت الأرض.

والجذمور ساقٌ تنمو أفقياً تحت الأرض يستعملها النبات للانتشار وتكوين نباتات جديدة تطلق جذوراً و سوقاً عند العقد الساقية، وهو منتفخ ومعقد المظهر، ذو جلد بيج رقيق، في حين أن الجزء الموجود فوق سطح الأرض من النبات له أوراق خضراء طويلة وضيقة وأزهار تكون إما بيضاء أو خضراء مصفرة اللون.

يتمتع الزنجبيل بتاريخ طويل من الاستخدام في كل من الطهي، حيث يستخدم غالبًا كتوابل، وفي الطب. يُذكر أن النبات قد تم استخدامه في آسيا طبيًا لأكثر من 2500 عام، وكتوابل للطهي لمدة 4400 عام على الأقل.

ما هو شاي الزنجبيل؟

"على الرغم من تسميته بالشاي (الذي يتضمن عادةً أوراق الشاي)، فإن شاي الزنجبيل عبارة عن خليط أو منقوع من جذمور الزنجبيل"، كما تقول كانثا شيلك، الحاصلة على درجة الدكتوراه، وعالمة الأغذية المعتمدة، والتي تعمل كمديرة في علوم الأغذية وأبحاثها في شركة الأبحاث Corvus Blue LLC ومحاضرة في جامعة جونز هوبكنز.

يتم تحضير شاي الزنجبيل عن طريق وضع الزنجبيل الطازج في الماء المغلي وتركه ينقع، أو عن طريق تحريك ملعقة من محفوظ الزنجبيل في الماء الساخن. تقول مونيك ريتشارد، اختصاصية التغذية الوظيفية المتكاملة التي تمتلك عيادة خاصة مقرها في جونسون سيتي بولاية تينيسي: "قد يستغرق نقع الزنجبيل الطازج 10 دقائق أو أكثر مع الماء المغلي للحصول على الفوائد وتكسير النبات".

الفوائد الصحية لشاي الزنجبيل

تم استخدام الزنجبيل طبيًا لآلاف السنين بسبب فوائده الصحية المتصورة، وهناك الآن بيانات تدعم بعض المزايا المحتملة. ومع ذلك، في كثير من الحالات، تكون الدراسات أولية وبحاجة إلى مزيد من البحث.

بالإضافة إلى ذلك، تسلط شيلك الضوء على أن الفوائد المحتملة المستمدة من شاي الزنجبيل تعتمد على عدد من العوامل، بما في ذلك مدى قوة الخليط، وما الذي يتم استهلاكه بجانبه، وشكل الزنجبيل وعدد مرات استهلاك شاي الزنجبيل.

تنصح كل من شيلك وريتشارد بشرب شاي الزنجبيل باعتدال، وتلاحظان تفاعله المحتمل مع مخففات الدم وأدوية ضغط الدم، وكذلك مع الأفراد الذين يعانون من اضطرابات النزيف، والأفراد الذين يعانون من حالات معينة، مثل الأشخاص الذين يعانون من حصوات المرارة أو مرض السكري أو الأشخاص الحوامل أو المرضعات، قد يفكرون أيضًا في التحدث إلى الطبيب قبل تناول الزنجبيل.

فيما يلي نظرة على الفوائد الصحية التي قد تجنيها من احتساء هذا الشاي الحار:

1ـ مصدر الفيتامينات والمعادن

يمكن أن يكون احتساء شاي الزنجبيل بانتظام طريقة رائعة لدمج المعادن والفيتامينات الحيوية في نظامك الغذائي. ووفقا لريتشارد، يحتوي الزنجبيل على الفيتامينات والمعادن بما في ذلك فيتامين C وفيتامين B6 والمغنيسيوم والبوتاسيوم والنحاس والمنجنيز والألياف والماء.

الفيتامينات والمعادن ضرورية لنمو الجسم ووظائفه الطبيعية. على سبيل المثال، يساعد فيتامين C الجسم على امتصاص الحديد والحفاظ على صحة الأنسجة وشفاء الجروح. وفي الوقت نفسه، يساعد فيتامين ب6 في تكوين خلايا الدم الحمراء والحفاظ على وظائف المخ. ويشارك المغنيسيوم في أكثر من 300 تفاعل كيميائي حيوي في الجسم، مثل وظيفة الأعصاب والعضلات.

2ـ خصائص مضادة للالتهابات

تعتبر كل من ريتشارد وشيلكي التأثيرات المضادة للالتهابات للزنجبيل إحدى فوائده. تشير الدراسات إلى أن العديد من المكونات النشطة في الزنجبيل يمكن أن تقلل الالتهاب، بما في ذلك عن طريق قمع السيتوكينات المسببة للالتهابات وتقليل تنظيم تحريض الجينات الالتهابية.

على سبيل المثال، تظهر الدراسات أدلة واعدة على أن الزنجبيل يمكن أن يساعد في تخفيف الألم لدى الأشخاص الذين يعانون من التهاب المفاصل العظمي، وهو الشكل الأكثر شيوعًا لالتهاب المفاصل الناتج عن انهيار غضروف المفصل أو تلفه.

3ـ علاج الغثيان والقيء

تاريخيًا، تم استخدام الزنجبيل للمساعدة في تخفيف الغثيان والقيء، وتدعم الأدلة العلمية الحالية فعالية الزنجبيل في هذا الصدد. على وجه الخصوص، تشير الدراسات إلى أن الزنجبيل يمكن أن يكون مفيدًا في تخفيف هذه الأعراض أثناء الحمل. وجدت دراسة منفصلة أن تأثيرات الزنجبيل كانت أقوى من تأثير الدواء في تقليل الغثيان والقيء بعد إجراء عملية بسبب التخدير العام.

يجب على الأفراد دائمًا الرجوع إلى مقدم الرعاية الصحية الخاص بهم عند تحديد العلاج المناسب لهم.

4ـ المساعدة على الهضم

تقول شيلك: "يستخدم الزنجبيل في كثير من الأحيان للتأثير على حركية الجهاز الهضمي، أي مدى سرعة خروج الطعام من الجهاز الهضمي". وجدت الدراسات أن الزنجبيل له تأثير إيجابي على مقدار الوقت الذي يستغرقه الشخص لهضم الطعام، وكذلك على عدم انتظام ضربات القلب، وهو اضطراب يضعف حركة الطعام عبر الجهاز الهضمي.

ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن الآثار السلبية للزنجبيل بالنسبة لبعض الأشخاص يمكن أن تشمل آثارًا على الجهاز الهضمي، مثل بعض الانتفاخ أو الضيق العام، كما تقول ريتشارد.

5ـ التخفيف من تشنجات الدورة الشهرية

فائدة أخرى محتملة لشاي الزنجبيل هي علاج عسر الطمث، أو الألم الذي يحدث مع الدورة الشهرية، وفقا لريتشارد.

في الواقع، وجدت مراجعة الأدلة من ست تجارب مختلفة أنه لا يوجد فرق كبير بين الزنجبيل ومضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، مثل الأسبرين أو الإيبوبروفين، في علاج آلام الدورة الشهرية، على الرغم من أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث.

6ـ الفوائد الأيضية المحتملة

تقول شيلك: "يُستخدم تأثير الزنجبيل الدافئ في المنتجات المتعلقة بإدارة الوزن"، بسبب "تأثيره الأيضي"، في إشارة إلى خصائص الزنجبيل الحرارية، والتي يمكن أن تحفز معدل الأيض (كمية السعرات الحرارية التي يحرقها جسمك). وفقا لإحدى الدراسات، يمكن للزنجبيل تخفيف السمنة من خلال عدد من الآليات بما في ذلك توليد الحرارة، والسيطرة على الشهية وتثبيط امتصاص الدهون المعوية، من بين أمور أخرى.

بالإضافة إلى التأثيرات المحتملة المرتبطة بالوزن، وجدت الدراسات القديمة أيضًا أن الزنجبيل قد يساعد في خفض نسبة الكوليسترول. وقد يمنع أيضًا الدم من التجلط، مما قد يساعد في الوقاية من أمراض القلب. بالإضافة إلى ذلك، فقد وجد أن الزنجبيل قد يساعد في تحسين نسبة السكر في الدم بين المصابين بداء السكري من النوع الثاني.

7ـ حماية صحة الدماغ

وتشير ريتشارد إلى قدرة الزنجبيل على "حماية صحة الدماغ من الإجهاد التأكسدي"، وهي فائدة تدعمها الأدلة من الدراسات العلمية. والإجهاد التأكسدي هو حالة يمكن أن تحدث عندما لا يكون هناك ما يكفي من مضادات الأكسدة للتخلص من وفرة الجذور الحرة في الجسم، مما قد يؤدي إلى تلف الخلايا والأنسجة. ويرتبط هذا بالأمراض التنكسية مثل مرض الزهايمر ومرض باركنسون.

على وجه التحديد، وجدت الدراسات أن خصائص الزنجبيل المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة هي ما يمكن أن يساهم في تقليل الإجهاد التأكسدي وكذلك علامات الالتهاب.

خاصة إذا كنت تستمتع بالطعم، فمن السهل أن ترى لماذا يمكن أن يكون شاي الزنجبيل إضافة رائعة لنظامك الغذائي. يمكنك احتساءه للحصول على الفيتامينات والمعادن والمضادات للالتهابات وغيرها من الخصائص المفيدة، أو إذا كنت تبحثين عن بعض الراحة من الغثيان أو تقلصات الدورة الشهرية. وكمكافأة إضافية، من السهل نسبيًا تحضيرها في المنزل وبأسعار معقولة.