القاهرة: الأمير كمال فرج.
استكشفت دراسة جديدة كيف يقوم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاث إلى خمس سنوات بقياس مدى موثوقية المعلومات الواردة من البشر والروبوتات.
ذكر تقرير نشرته مجلة Neuroscience أن "الدراسة بينت أن الأطفال يظهرون ثقة انتقائية بناءً على دقة المخبر السابقة، حيث يكون الأطفال الأصغر سنًا أكثر عرضة لقبول المعلومات من إنسان غير دقيق مقارنة بالروبوت، في حين أن الأطفال الأكبر سنًا لا يثقون في المخبرين غير الموثوقين بغض النظر عن طبيعتهم".
يقدم هذا البحث الذي أجرى في جامعة SUTD رؤى حول تطوير الثقة والتعلم الاجتماعي في العصر الرقمي، حيث يتفاعل الأطفال بشكل متكرر مع المصادر المعتمدة على الذكاء الاصطناعي. ويؤكد على أهمية مراعاة مراحل نمو الأطفال عند تصميم الروبوتات التعليمية وأدوات الذكاء الاصطناعي.
في هذا العصر الرقمي، يتعرض الأطفال لكميات هائلة من المعلومات عبر الإنترنت، بعضها لم يتم التحقق منه، ويتم إنشاؤها بشكل متزايد من مصادر غير بشرية، مثل نماذج اللغة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي. مع تقدم الأطفال في السن، تعد القدرة على تقييم موثوقية المصدر مهارة مهمة في تنمية التفكير النقدي.
يُظهر الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاث إلى خمس سنوات ثقة انتقائية بناءً على دقة المخبر السابقة عند مواجهة كل من البشر والروبوتات، وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة تنمية الطفل بعنوان: "يثق الأطفال الأصغر سنًا، وليس الأكبر سنًا، في مخبر بشري غير دقيق أكثر من مجرد مخبر آلي غير دقيق.
وأوضح لي شياو تشيان، الباحث في جامعة سنغافورة للتكنولوجيا والتصميم (SUTD) والذي شارك في تأليف الدراسة مع المشرف على درجة الدكتوراه البروفيسور يو وي كوين، أستاذ علم النفس ورئيس مجموعة الفنون الإنسانية والعلوم الاجتماعية في جامعة SUTD "لا يثق الأطفال في أي شخص يعلمهم التسميات فحسب، بل يثقون في أولئك الذين كانوا موثوقين في الماضي. نعتقد أن هذه الانتقائية في التعلم الاجتماعي تعكس فهم الأطفال الصغار الناشئ لما يجعل مصدرًا جيدًا (موثوقًا) للمعلومات"، "السؤال المطروح هو كيف يستخدم الأطفال الصغار ذكائهم ليقرروا متى يتعلمون ومن يثقون".
في الدراسة، تم تقسيم المشاركين من رياض الأطفال في سنغافورة مثل ChildFirst وRed SchoolHouse وSafari House، الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاث وخمس سنوات، إلى مجموعات "أصغر سنًا" و"أكبر سنًا" على التوالي. وتم إقرانهم بروبوت أو مخبر بشري، والذي قدم إما تسميات دقيقة أو غير دقيقة للأشياء، مثل "كرة" أو "كتاب".
ثم قام الباحثون باختبار لمعرفة ما إذا كانت هوية المخبر (إنسان أو روبوت) وسجله كمخبر موثوق به وكذلك عمر الطفل قد أثرت على ثقة الطفل في المخبر لتسمية الأشياء بشكل صحيح في المستقبل.
تم تقديم مخبر واحد فقط للمشاركين أثناء الدراسة، وتم قياس ثقتهم من خلال استعدادهم لقبول معلومات جديدة. تم استخدام الروبوت الاجتماعي الذي يشبه الإنسان من إنتاج شركة SoftBank Robotics، NAO، والذي يتمتع بصوت يشبه الإنسان ولكنه آلي، كمخبر آلي.
وللحفاظ على الظروف قابلة للمقارنة، قام المخبر البشري بمطابقة حركاته مع حركات الروبوت. وكان يجلس أيضًا أحد المجربين بجانب المشارك لطرح الأسئلة الضرورية، حتى لا يشعر المشارك بالضغط للموافقة على المخبر.
وكشفت الدراسة أن الأطفال كانوا على استعداد لقبول معلومات جديدة من كل من المخبرين من البشر والروبوتات الذين سبق أن قدموا معلومات دقيقة، ولكن ليس من مخبر يحتمل أن يكون غير موثوق به وارتكب أخطاء في الماضي - خاصة عندما كان المخبر روبوتًا.
أما بالنسبة لتأثير العمر، فقد أفاد المؤلفون أن الأطفال الأصغر سنًا كانوا أكثر ميلًا لقبول المعلومات من إنسان غير موثوق به مقارنة بالروبوت غير الموثوق، ولكن وجد أن الأطفال الأكبر سنًا لا يثقون أو يرفضون المعلومات الواردة من مخبر غير موثوق به، سواء كان إنسانًا أو روبوتًا.
وقال الدكتور لي أن "هذه النتائج تشير إلى أن الأطفال الأصغر والأكبر سنا قد يكون لديهم استراتيجيات ثقة انتقائية مختلفة، وخاصة الطريقة التي يستخدمون بها موثوقية المخبرين وإشارات الهوية عند تحديد من يثقون به. إلى جانب الأبحاث الأخرى حول الثقة الانتقائية لدى الأطفال، نظهر أنه مع تقدم الأطفال في السن، قد يعتمدون بشكل متزايد على إشارات الموثوقية لتوجيه سلوك الثقة لديهم".
أظهرت الأبحاث السابقة أن الأطفال يعتمدون على عوامل مثل العمر والألفة واللغة لمعرفة ما إذا كان المخبر موثوقًا به أم لا؟. ربما يعتمد الأطفال الأصغر سنًا على إشارات الهوية مثل هذه أكثر من اعتمادهم على الأدلة المعرفية. مع تقدمهم في السن، يركز الأطفال بشكل أكبر على "ما تعرفه" بدلاً من "من أنت" عندما يقررون الثقة في أحد المخبرين.