القاهرة: الأميبر كمال فرج.
في مرحلة ما من كل مهنة تقريبًا، ينشأ السؤال حول ما إذا كان يجب عليك البقاء في الوظيفة أو الانتقال إلى وظيفة أخرى. قد يكون اتخاذ قرار بشأن الوقت المناسب للمغادرة أمرًا صعبًا، خاصة عندما تكون الوظيفة قد كانت مرضية في وقت ما أو كانت الشركة توفر الاستقرار.
ذكر بنيامين ليكر في تقرير نشرته مجالة Forbes إن "تجاهل العلامات الدقيقة التي تشير إلى أنه حان الوقت للمضي قدمًا قد يؤدي إلى الركود المهني أو الإرهاق أو حتى الاستياء. إن إدراك متى لم تعد الوظيفة مناسبة لك أمر ضروري للحفاظ على نموك وسعادتك ومسارك المهني بشكل عام، فيما يلي 5 طرق لمعرفة متى لم تعد الوظيفة مناسبة لك".
1. لم تعد تواجه تحديات
تتمثل إحدى العلامات الأكثر وضوحًا على أنه حان الوقت للمضي قدمًا في العمل عندما لم يعد عملك يثيرك أو يتحداك. في بداية الوظيفة، عادة ما يكون هناك منحنى تعليمي ومسؤوليات جديدة تجعلك منخرطًا. ومع ذلك، بمجرد إتقان مهامك وإذا وجدت أن هناك مساحة صغيرة لتعلم مهارات جديدة أو تحمل مسؤوليات إضافية، فقد يبدأ الركود.
غالبًا ما يتجلى هذا الافتقار إلى التحدي في شكل ملل. إذا وجدت نفسك تمضي يومك بسلاسة دون الشعور بالتحفيز الفكري أو الدافع من عملك، فقد يكون الوقت قد حان للنظر فيما إذا كانت الوظيفة لا تزال قادرة على دعم نموك. في حين أن الراحة في الوظيفة قد تكون جذابة على المدى القصير، فإن الرضا عن الذات على المدى الطويل قد يعيق تطورك المهني. إذا لم تعد وظيفتك الحالية تدفعك إلى النمو، فقد يكون ذلك علامة على أنك مستعد لتحديات جديدة في مكان آخر.
فكر في التحدث إلى مديرك حول الفرص المحتملة لتوسيع مسؤولياتك، ولكن إذا لم تؤد هذه المحادثات إلى تغييرات، فقد يكون الوقت قد حان لاستكشاف وظائف أخرى حيث يمكن توسيع مهاراتك وطموحاتك.
2. لم تعد قيمك تتوافق مع قيم الشركة
مؤشر حاسم آخر على أنه قد يكون الوقت قد حان للمضي قدمًا هو عندما تبدأ قيمك الشخصية في التعارض مع اتجاه الشركة أو ثقافتها. بمرور الوقت، يتطور كل من الأفراد والمنظمات، وما كان مناسبًا لك في السابق قد لا يتوافق مع قيمك الشخصية أو المهنية الآن.
ربما غيرت الشركة مهمتها، أو تبنت سياسات جديدة، أو تغير أسلوب قيادتها بطريقة تشعر أنها تتعارض مع مبادئك الخاصة. أو ربما تكون هناك مخاوف أخلاقية حول كيفية عمل الشركة. عندما لا تتوافق قيمك مع قيم صاحب العمل، فقد يؤدي ذلك إلى الشعور بخيبة الأمل، مما قد يؤثر على دوافعك وأدائك.
غالبًا ما يتم الشعور بهذا الخلل بمظاهر خفية في البداية - ربما تجد نفسك غير موافق على القرارات التي يتخذها كبار القادة، أو تشعر بعدم الارتياح تجاه الاتجاه الذي تسلكه الشركة. إذا استمرت هذه المخاوف في النمو، فمن الجدير التفكير فيما إذا كانت المنظمة لا تزال مناسبة لك على المدى الطويل.
3. وصلت إلى سقف التقدم
إن العلامة الواضحة على أنه حان الوقت للمضي قدمًا هي عندما تصل إلى السقف من حيث التقدم الوظيفي. إذا كانت شركتك لا تقدم فرصًا للترقية أو التطوير الشخصي، فقد تجد نفسك عالقًا في وظيفة بدون مسار واضح للمضي قدمًا. هذا شائع بشكل خاص في المنظمات ذات الهياكل المسطحة، حيث يتوفر عدد أقل من الوظائف الإدارية أو العليا.
من المهم تقييم مسار حياتك المهنية بانتظام وسؤال نفسك عما إذا كنت ترى مستقبلًا في شركتك الحالية. إذا كنت قد أديت بشكل جيد باستمرار ولكن لا يوجد مجال للصعود الوظيفي، فقد تتفوق طموحاتك في النهاية على وظيفتك. عندما تصل إلى هذه النقطة، قد يكون من المحبط مشاهدة الآخرين يتقدمون بينما تظل راكدًا.
قبل اتخاذ قرار المغادرة، يجدر إجراء محادثة صريحة مع مديرك حول أهدافك وطموحاتك. اسأل عما إذا كانت هناك مشاريع محتملة أو توجيهات أو أدوار قيادية يمكنك استكشافها. إذا كانت الإجابة لا، فقد حان الوقت للنظر في شركة تقدر إمكانات نموك وتقدم مسارًا واضحًا للتقدم.
4. تشعر بعدم التقدير
يعد الشعور بعدم التقدير أحد الأسباب الرئيسية لعدم الرضا الوظيفي. إذا لم يتم الاعتراف بعملك الشاق باستمرار، أو إذا لم يعترف مديرك أو زملاؤك بمساهماتك، فهذه علامة على أن جهودك قد لا تحظى بالتقدير. بمرور الوقت، قد يؤدي هذا الافتقار إلى التقدير إلى الإحباط وانخفاض الروح المعنوية وحتى الاستياء.
في بعض الأحيان، لا يكون الشعور بعدم التقدير ناتجًا عن قلة الثناء فحسب؛ بل قد ينعكس أيضًا على راتبك. إذا كنت تتحمل باستمرار المزيد من المسؤولية دون زيادة مقابلة في الراتب أو المزايا، فقد تشعر بالاستغلال. في هذه المواقف، من المهم تقييم ما إذا كانت الشركة تقدر عملك حقًا أم أنها تأخذ جهودك كأمر مسلم به.
يعد التواصل المفتوح مع رئيسك في العمل حول مساهماتك وكيف تتماشى مع راتبك خطوة أولى جيدة. ولكن إذا لم تؤد هذه المحادثات إلى أي تغييرات ذات مغزى، فقد تحتاج إلى البحث عن صاحب عمل يعترف بقيمتك ويكافئك عليها.
5. تعاني من الإرهاق
يعد الإرهاق علامة مهمة على أنه قد حان الوقت للمضي قدمًا من وظيفتك. تعرف منظمة الصحة العالمية الإرهاق بأنه حالة من التوتر المزمن تؤدي إلى الإرهاق البدني والعاطفي والانفصال والشعور بعدم الفعالية. إذا كانت وظيفتك تجعلك تشعر باستمرار بالتعب، حتى بعد أخذ إجازة، فقد تعاني من الإرهاق.
تشمل الأعراض الشائعة صعوبة التركيز، ونقص الطاقة، والانفعال، والشعور العام باللامبالاة تجاه عملك. إذا لم تعد قادرًا على استخلاص الرضا من إنجازاتك أو إذا كنت تشعر بأنك تكافح باستمرار لمواكبة المطالب، فمن الضروري معالجة هذه المشاعر قبل أن تتفاقم.
في حين أنه من الممكن التعافي من الإرهاق من خلال أخذ استراحة، فإن الحل الوحيد في بعض الأحيان هو تغيير الوظيفة. يمكن أن تساهم بيئة العمل السامة، أو التوقعات غير الواقعية، أو الإجهاد المزمن في الإرهاق. إذا كانت هذه العوامل متأصلة في ثقافة الشركة أو وظيفتك، فقد يكون المغادرة هو الخيار الأفضل للحفاظ على صحتك النفسية والجسدية.
كلمة أخيرة.. قد يكون إدراك الوقت المناسب لترك الوظيفة أمرًا صعبًا، خاصة عندما تستثمر الوقت والجهد في وظيفتك. ومع ذلك، فإن البقاء في منصب لم يعد يتماشى مع نموك الشخصي أو قيمك يمكن أن يؤدي إلى عدم الرضا على المدى الطويل.
سواء كان الأمر يتعلق بعدم وجود تحديات، أو عدم توافق القيم، أو الحد الأقصى للتقدم، فإن معرفة العلامات التي يجب البحث عنها يمكن أن تساعدك في اتخاذ قرار استباقي ومدروس. من خلال الاعتراف بهذه العلامات، يمكنك المضي قدمًا بثقة نحو فرص جديدة تتوافق بشكل أفضل مع تطلعاتك المهنية ورفاهتك الشخصية.