القاهرة: الأمير كمال فرج.

في اكتشاف مفاجئ، كشف بحث جديد أن هناك فجوة جنسانية كبيرة في استخدام الذكاء الاصطناعي، وتحديدًا في تبني أداة ChatGPT الشهيرة من OpenAI.

ذكر تقرير نشره موقع Futurism أن "وفقًا للاقتصادي أندرس هاملوم من جامعة شيكاغو، فإن النساء يتخلفن بشكل ملحوظ عن الرجال في استخدام هذه الأداة، وهو ما وصفه بـ"الفجوة الجندرية المذهلة".

في نهاية العام الماضي، نشر هاملوم وزملاؤه، بما في ذلك إيميلي فيستيرغارد من جامعة كوبنهاغن، ورقة بحثية في مجلة "وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم" (PNAS) كشفوا فيها أن النساء يتخلفن عن الرجال بنسبة 16 نقطة مئوية في تبني ChatGPT. هذه الفجوة كانت واضحة حتى بين العاملين في نفس الوظائف والمهام، مما يثير تساؤلات حول أسباب هذا التفاوت.

ومن بين 11 وظيفة تم تحليلها في الدراسة، والتي شملت مطوري البرمجيات والمعلمين والمحامين وموظفي خدمة العملاء، كانت الوظائف الأكثر استخدامًا لـChatGPT هي الصحافة والتسويق، حيث أفاد حوالي 64% من العاملين في هذه المجالات أنهم يستخدمون الأداة في العمل. في المقابل، كانت النسبة الأقل بين المستشارين الماليين والمحاسبين، حيث قال فقط 18% منهم إنهم يستخدمون ChatGPT في العمل، وربما يعود ذلك إلى طبيعة عملهم التي تتطلب التعامل مع معلومات حساسة.

ولكن الأكثر إثارة للدهشة هو أن الفجوة الجندرية كانت واضحة في جميع المهن التي تمت دراستها. على سبيل المثال، أفاد حوالي 62% من الصحفيات ومسوقات المحتوى باستخدام ChatGPT في العمل، بينما كانت النسبة أقل من 10% بين النساء العاملات في المجال المالي.

ما أسباب هذه الفجوة؟

حتى الآن، لم يتمكن الباحثون من تحديد السبب الدقيق وراء هذه الفجوة الجندرية. وأشار هاملوم وفيستيرغارد في دراستهما إلى أن النساء "يتفوقن على الرجال في التفاؤل بشأن توفير الوقت الذي يقدمه ChatGPT"، بل إنهن يوفرن وقتًا أكثر عند استخدام الأداة مقارنة بالرجال. ومع ذلك، هناك أدلة تشير إلى أن النساء يواجهن "احتكاكًا أكبر" في تبني الذكاء الاصطناعي، ربما بسبب نقص التدريب على التكنولوجيا. كما أن النساء كن أكثر ميلًا من الرجال للإجابة بأنهن "لا يعرفن كيفية" استخدام ChatGPT.

وفي محاولة لفهم هذه الظاهرة، أشار الباحثون إلى دراسة أخرى أجريت في النرويج عام 2024، حيث وجدت أن الطلاب الذكور كانوا أكثر عرضة لاستخدام ChatGPT بنسبة تتراوح بين 10 و25 نقطة مئوية مقارنة بالطالبات. كما أظهرت الدراسة أن الطالبات كن أقل مهارة في كتابة الأوامر (Prompts) لـChatGPT وأكثر حساسية تجاه الحظر المفروض على استخدام الأداة في المؤسسات التعليمية.

تأثيرات مستقبلية

قال هاملوم لـPsyPost إنه مهتم بفهم "كيف يعيد الذكاء الاصطناعي التوليدي تشكيل أسواق العمل"، لكنه أضاف أن هذه الفجوة الجندرية كانت "مفاجأة كبيرة" لفريقه. هذه النتائج تثير تساؤلات مهمة حول كيفية تصميم أدوات الذكاء الاصطناعي لضمان وصولها إلى جميع الفئات بشكل عادل، وكيف يمكن توفير التدريب اللازم لتمكين النساء من استخدام هذه التكنولوجيا بفعالية.

في النهاية، هذه الفجوة ليست مجرد قضية تقنية، بل هي انعكاس لتحديات أعمق تتعلق بالمساواة الجندرية في الوصول إلى التكنولوجيا وتأثيراتها على سوق العمل. إذا لم يتم معالجة هذه القضية، فقد يؤدي التبني غير المتكافئ للذكاء الاصطناعي إلى تعميق الفجوات القائمة بين الجنسين في المستقبل.