القاهرة: الأمير كمال فرج.

كشفت تقارير حديثة عن انتشار سياسة "القوائم السوداء"، التي تمنع بعض الموظفين السابقين من العودة للعمل لديها مرة أخرى. وأشار مستخدمو منصة ريديت إلى أن شركات كبرى مثل  Meta مالكة Facebook  وInstagram وAmazon وGoogle وMicrosoft  تطبق إجراءات مماثلة.

ذكرت إيما بورلي في تقرير نشرته مجلة Fortune إن "خبراء أكدوا أن القوائم السوداء ممارسة أكثر شيوعًا مما يتصور البعض، كما كشفوا عن الأسباب التي قد تؤدي إلى إدراجك في هذه القوائم – وكيفية الخروج منها".

قوائم حظر Meta

تعرض أحد المهندسين السابقين في Meta لصدمة عندما تقدم لـ20 وظيفة داخل الشركة، لكنه لم يتلق أي رد من مسؤولي التوظيف. ليكتشف لاحقًا أنه مُدرج في "قائمة المحظورين" دون أن يعلم.

وقال الموظف السابق لموقع Business Insider: "كانت تلك المرة الأولى التي أدرك فيها أنني موجود في قائمة ما."

وأكد موظفون ومديرون سابقون في Meta أن الشركة العملاقة (بقيمة 1.5 تريليون دولار) تُصنف الموظفين السابقين بناءً على إمكانية إعادة توظيفهم، حيث تُمنح بعضهم علامة "مغادرة غير مأسوف عليها" أو "غير مؤهل للتعيين"، مما يعيق فرصهم في العودة.

هل يمكن للموظفين المتميزين العودة؟

ذكر بعض الموظفين السابقين أنهم مُنعوا من العودة إلى Meta رغم حصولهم على تقييمات أداء عالية في السابق. لكن الناطق الرسمي باسم Meta نفى ذلك، قائلاً لموقع Fortune : "من الخطأ الادعاء أن الموظفين الذين غادروا في ظروف جيدة غير مؤهلين لإعادة التوظيف بسبب 'قوائم داخلية' أو 'تقدير المدير".

وأضاف أن الشركة تُقيِّم أسباب مغادرة الموظف (مثل انتهاك السياسات، أو الفصل بسبب الأداء، أو الاستقالة الطوعية) بالإضافة إلى أحدث تقييماته لتحديد إمكانية إعادة توظيفه. كما أوضح أن هناك نظامًا للضوابط والتوازنات يمنع أي مدير من إدراج شخص في القائمة دون مبرر.

شركات أخرى تمتلك "قوائم محظورين"

كشف خبراء في مجال التوظيف أن "القوائم السوداء" آخذة في الانتشار، خاصة في القطاعات التنافسية مثل التكنولوجيا. وعلى الرغم من أن معظم الشركات تحتفظ بهذه القوائم سرًّا، فإن المناقشات على Reddit كشفت أن Amazon وGoogle وMicrosoft  يتبعون سياسات مشابهة.

وعلق أحد المستخدمين: "أمازون تُصر على أنها لن تعيد توظيف أي شخص تم فصله. أعرف شخصًا قبل عرض إنهاء خدمته ثم عمل في Whole Foods، لكن عندما استحوذت أمازون على الشركة، طُلب منه البحث عن عمل آخر!"

في المقابل، نفت Google وجود مثل هذه القوائم، بينما لم تعلق Amazon  وMicrosoft  على الأمر.

ما الأسباب التي قد تُدرجك في القائمة السوداء؟

حدد الخبراء عدة أسباب قد تجعل الشركات تمنع موظفًا سابقًا من العودة، منها:

    سلوكيات صريحة ضد سياسات الشركة (مثل الاحتجاج على قرارات الإدارة).
    أداء ضعيف أو سلوك غير لائق في مكان العمل.
    تغير ثقافة الشركة أو تبدل القيادة، مما يجعل الموظف السابق غير مناسب للعودة.

وقالت جينيفر دولسكي، الرئيسة التنفيذية لشركة Rising Team: "قد يؤدي التحدث ضد القيادة السامة أو المطالبة بظروف عمل أفضل إلى إدراج الموظف في القائمة السوداء، حتى لو كان يتصرف بدافع النزاهة."

كيف تعرف أنك في القائمة؟ وكيف تخرج منها؟

لا يتم إعلام الموظفين السابقين عادةً بإدراجهم في القوائم السوداء، لكن الخبراء يشيرون إلى أن التجاهل من مسؤولي التوظيف مؤشر قوي على ذلك.

لكن هناك طرقًا أخرى للتعامل مع الأمر، مثل:

    سؤال الشركة مباشرة عن وضعك عند المغادرة.
    إعادة بناء سمعتك المهنية عبر تحديث السيرة الذاتية، والمشاركة في المحافل العامة، أو نشر مقالات متخصصة.
    التواصل مع شبكة علاقاتك القديمة في الشركة لاستكشاف الفرص.

الخلاصة: الأفضل هو المضي قدمًا!

ينصح الخبراء الموظفين الذين يجدون أنفسهم في القوائم السوداء بأن يتعاملوا مع الأمر كـانفصال نهائي، والبحث عن فرص أفضل في أماكن أخرى. ففي النهاية، قد يكون الابتعاد عن شركة لا تقدر مهاراتك هو القرار الأذكى لحياتك المهنية!