تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



الخجل العادي vs القلق الاجتماعي


القاهرة: الأمير كمال فرج.

القلق الاجتماعي هو اضطراب نفسي يتميز بخوف شديد ومستمر من المواقف الاجتماعية، حيث يشعر الشخص بأنه تحت المراقبة أو الخوف من الإحراج أو النقد من الآخرين. هذا الخوف يتجاوز مجرد الخجل الطبيعي،.. ولكن لماذا يعاني الجميع من القلق الاجتماعي الآن؟ وهل نحتاج جميعًا إلى التحلي بمزيد من التحمل؟

ذكرت هيلين كوفي في  تقرير نشرته صحيفة Independent إن "بيانات جديدة تشير إلى تأثر ما يقرب من ثلاثة أرباع الشباب بالخوف من المواقف الاجتماعية، وهذه النسبة تثير العديد من الأسئلة: هل السبب أجهزتنا الإلكترونية، وهل فقدنا فن التحمل في العصر الحديث؟".

قصص تعكس الواقع: "كيف تتغلب على الخروج بمفردك؟"

"أريد نصيحة من أشخاص لا يخافون الخروج بمفردهم. أريد الذهاب إلى المقاهي والمكتبات بمفردي، لكن قلقي يقول لا. كيف تفعلون ذلك؟"

هذه التغريدة الحديثة لامست مشاعر الكثيرين، حيث حصلت على أكثر من 200 ألف إعجاب و10 آلاف رد. تدفقت النصائح في التعليقات من أشخاص تغلبوا على مخاوفهم:

    "خذ سماعات وكتابًا معك."
    "ابدأ بالذهاب إلى السينما بمفردك."
    "تدرّب على ما ستقوله إذا سألك أحدٌ ما تفعله."
 "تخيل أن الجميع حولك مجرد شخصيات في لعبة فيديو."

البعض علق ساخرًا: "يا إلهي، الناس بحاجة إلى التحكم بأنفسهم!" لكن بغض النظر عن ردود الأفعال، فإن انتشار المنشور يعكس حقيقة واضحة: نعيش في عالم يزداد فيه القلق الاجتماعي.

الأرقام الصادمة: انتشار القلق الاجتماعي

كشفت جمعية الإرشاد والعلاج النفسي البريطانية (BACP) أن:   54 % من البريطانيين يعانون من القلق الاجتماعي، وترتفع النسبة إلى 72% بين الشباب (16–24 سنة)، و90 % من الحالات الجديدة تبدأ قبل سن 23.

وتقول الدكتورة "إيلين لوكهارت" من الكلية الملكية للأطباء النفسيين:"ارتفعت معدلات القلق والأمراض النفسية بين الشباب بشكل كبير. الخدمات الصحية تعاني من تزايد الطلب، والكثير ينتظرون فترات طويلة."

في إنجلترا وحدها، يتم تحويل 500 طفل يوميًا إلى خدمات الصحة النفسية بسبب القلق – أكثر من ضعف المعدل قبل جائحة COVID-19.

الأسباب الرئيسية: لماذا يزداد القلق؟

1. الأجهزة ووسائل التواصل الاجتماعي

    ربطت دراسة "BrainWaves" بين الاستخدام المفرط لوسائل التواصل وزيادة القلق والاكتئاب،  تتهم دعاوى قضائية TikTok بالتسبب في أضرار نفسية للمستخدمين، مثل:

        فقدان المهارات التحليلية.
        انخفاض التعاطف.
        زيادة القلق.

يقول المعالج "فيديريكو فيراريس": "الاعتماد المفرط على التفاعلات الافتراضية يعيق تطوير المهارات الاجتماعية ويزيد القلق في المواقف الواقعية."

2. الضغوط الخارجية: الاقتصاد، المناخ، الصراعات

تشير الدكتورة "كارولين كينان" إلى أن: الأزمات الاقتصادية، والتغير المناخي، والصراعات العالمية. كلها عوامل تزيد القلق، خاصة مع تراجع الخدمات العامة وارتفاع تكاليف المعيشة.

3. آثار جائحة COVID-19

    1 من كل 3 أشخاص يشعر بقلق اجتماعي أكبر بعد الوباء، وترتفع النسبة إلى 1 من كل 2 بين الشباب، حيث زادت العزلة الاجتماعية وفقدان الروتين من اضطرابات القلق.

القلق الاجتماعي vs. الخجل العادي: ما الفرق؟

وفقًا للدليل التشخيصي للأمراض النفسية (DSM-5)، تشمل معايير اضطراب القلق الاجتماعي (SAD) : خوف مستمر من المواقف الاجتماعية خوفًا من النقد، وتجنب المواقف الاجتماعية أو تحملها بقلق شديد، واستمرار الأعراض لأكثر من 6 أشهر، وتأثير سلبي على الحياة اليومية.

أوضح البروفيسور ديفيد بالدوين أن"القلق الاجتماعي ليس مجرد خجل. المصابون يعانون من أعراض جسدية ونفسية شديدة، وقد يؤدي إلى الاكتئاب أو إدمان المخدرات."

ويشير البروفيسور "أندريا دانيز" إلى أن: بعض الشباب يخلطون بين القلق الطبيعي والاضطراب النفسي. لكن في المقابل، كثيرون لا يطلبون المساعدة رغم معاناتهم الحقيقية".

تراجع المرونة النفسية: لماذا لم نعد نتحمل؟

أظهرت دراسة "PISA 2022" أن طلاب المملكة المتحدة يسجلون أداءً ضعيفًا في: مقاومة التوتر، والتحكم العاطفي، والمثابرة.

وتقول تشارلي هارتلي خبيرة بناء المرونة النفسية لأن "المجتمع لم يعد متحملًا كما كان، مشيرة إلى أن المرونة تُبنى عبر مواجهة التحديات، لكننا نخشى الفشل.

كيف نتعامل مع القلق الاجتماعي؟

1. العلاج السلوكي المعرفي (CBT)

    نجح  العلاج السلوكي المعرفي في مساعدة الكثيرين، مثل "سيريس" (25 عامًا)، التي تقول: "العلاج ساعدني في السيطرة على قلقي بعد سنوات من المعاناة."

2. تعزيز المرونة النفسية

يتم تعزيز المرونة النفسية بتشجيع الشباب على مواجهة التحديات تدريجيًا، وتعليم تقنيات التنفس واليقظة الذهنية.

3. العادات الصحية

  وذلك بالنوم الكافي، وممارسة الرياضة، والمشاركة في أنشطة اجتماعية أو روحانية.

 تقبل عدم الراحة هو الحل

الخلاصة، القلق الاجتماعي ليس ضعفًا، لكن مواجهته تتطلب،  فهم أسبابه، وبناء المهارات الاجتماعية، وتقبل أن النمو يأتي عبر الخروج من منطقة الراحة.

وأوضح البروفيسور دانيز إن "الضيق ليس دائمًا مرضًا نفسيًا، فالتجارب الصعبة تُعلّمنا كيفية التعامل مع الحياة

تاريخ الإضافة: 2025-04-07 تعليق: 0 عدد المشاهدات :354
0      0
التعليقات

إستطلاع

مواقع التواصل الاجتماعي مواقع تجسس تبيع بيانات المستخدمين
 نعم
69%
 لا
20%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات