القاهرة: الأمير كمال فرج.
يتزايد لجوء المعلمين إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في مهامهم، بينما يمنعون طلابهم من فعل الشيء نفسه، وهو ما أثار مشكلة خلافية في الحقل التعليمي.
فبحسب ما أوردته صحيفة New York Times، يستخدم المعلمون والإداريون الذكاء الاصطناعي في تصحيح أوراق الطلاب، وتقديم الدروس الخصوصية، وحتى تحليل سجلاتهم.
يرى جون غولد، مدرس التاريخ في رود آيلاند، أن استخدام برنامج ChatGPT في إعداد الخطط الدراسية أمر مقبول نسبياً، ويُطلع طلابه بشفافية على كيفية استخدامه لهذه الأداة. لكنه في الوقت ذاته، يمنع طلابه من استخدام البرنامج نفسه في كتابة المقالات أو إجراء البحوث.
وصرح غولد للصحيفة قائلاً: "أنا أؤيد بشدة الإلمام بالذكاء الاصطناعي أكثر من تأييدي لاستخدامه الفعلي."
من جانبها، أكدت جينيفر كارولان، وهي معلمة تاريخ سابقة ومؤسسة شركة Reach Capital المتخصصة في الاستثمار في تكنولوجيا التعليم القائمة على الذكاء الاصطناعي، للصحيفة أن هذه التقنية "تُستخدم بالفعل من قبل غالبية المعلمين والطلاب." قد يكون هذا الرقم غير الرسمي مبالغًا فيه بعض الشيء، بالنظر إلى أن استطلاعًا حديثًا أجرته مؤسسة RAND Corporation وجد أن 25 % فقط من المعلمين أقروا باستخدام الذكاء الاصطناعي في التدريس أو تخطيط الدروس. ولكن نظرًا لأن هذه الردود جاءت من العام الدراسي 2023-2024، فمن المرجح أن هذه النسبة قد زادت".
يبدو أن التناقض بين استخدام المعلمين للذكاء الاصطناعي ومنع الطلاب من استخدامه يزداد حدة على المستوى الإداري. فعلى سبيل المثال، يعتبر أليكس بارون، وهو مسؤول في مدرسة مستأجرة في واشنطن العاصمة، أن استخدام الطلاب لتطبيقات مملوكة لشركة Alphabet مثل PhotoMath و Google Lens بمثابة غش، بينما يعتبر استخدامه هو لهذه التقنية أمرًا مشروعًا على ما يبدو.
أوضح بارون أنه غالبًا ما يستخدم برامج الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الأكاديمية والسلوكية للطلاب وتقسيمهم إلى مجموعات مستهدفة لتقديم الدعم. وعلى الرغم من أنه لم يكشف عن التطبيقات التي يستخدمها، إلا أن هذا المسؤول الإداري المؤيد للذكاء الاصطناعي وأمثاله يمتلكون خيارات متعددة. فعلى سبيل المثال، يدعي برنامج يسمى Securly Discern أنه يمكن أن يساعد المسؤولين في تحديد ودعم "الطلاب المعرضين للخطر" من خلال مراقبة سلوكهم عبر الإنترنت – أي باختصار، التجسس عليهم وتقديم تقارير إلى المدير.
بغض النظر عما إذا كانوا يستخدمون الذكاء الاصطناعي للخير أو للشر، فإن الطلاب أنفسهم غير متحمسين لفكرة استغلال معلميهم لهذه التقنيات التي يُمنعون هم من استخدامها. وعندما سألتهم الصحيفة في وقت سابق من هذا العام عن شعورهم حيال استخدام المعلمين للذكاء الاصطناعي في التصحيح – وهو ربما الاستخدام الأكثر إشكالية لأن الذكاء الاصطناعي يرتكب أخطاء باستمرار – قال العديد منهم إنهم يعتبرون هذه الممارسة نفاقًا وحتى إهانة.
وعلق طالب في المرحلة الثانوية يدعى أيدان قائلاً: "إذا كان الطلاب يبذلون الجهد والعمل، فلماذا يُسمح للمعلمين بالتكاسل والسماح للذكاء الاصطناعي بالتصحيح نيابة عنهم؟ إنه يعطي انطباعًا بأنه، لأنني أكبر سنًا وأنا رئيسك، يمكنني استخدام الذكاء الاصطناعي ولا يمكنك أنت، وهذا ليس مثالًا جيدًا للطلاب."
في المقابل، دافعت معلمة من سكرامنتو تدعى LP عن استخدامها للذكاء الاصطناعي، وكتبت قائلة: "لقد حصل المعلمون على شهادات وغالبًا ما يحملون شهادات ماجستير متعددة. نحن نعرف المهارة التوليدية للتكوين، وإذا كان بإمكاننا استخدام الذكاء الاصطناعي لدعم عملية التصحيح، فيمكننا قضاء المزيد من الوقت في التخطيط والإعداد ودعم الطلاب."
من الواضح أن هذه مسألة خلافية – ومن غير المرجح أن تختفي مع تزايد تطبيع استخدام الذكاء الاصطناعي.