القاهرة: خاص.
على الرغم من التضاؤل النسبي للنزاعات المسلحة على مر العقود، تشهد النفقات العسكرية العالمية ارتفاعًا حادًا ومتزايدًا عامًا بعد عام، مسجلة أرقامًا غير مسبوقة في تاريخ الحروب.
وذكر تقرير نشره موقع Futurism إن "جزء كبير من هذا الإنفاق يُعزى إلى صعود صناعة التكنولوجيا العسكرية. فبين عامي 2021 و2023، ضخت شركات رأس المال المخاطر مبلغًا هائلاً قدره 100 مليار دولار في الشركات الناشئة المتخصصة في التكنولوجيا العسكرية في الولايات المتحدة وحدها، طمعًا في الفوز بعقود مربحة لكل شيء بدءًا من أنظمة متطورة لمكافحة الطائرات بدون طيار وصولًا إلى أسراب قاتلة من الطائرات المسيرة".
ومع هذا الكم الهائل من الشركات الناشئة وتكتلات الدفاع التي تقدم شتى أنواع المعدات المتطورة، يصبح من الصعب التكهن بالشكل الذي ستبدو عليه الحروب المستقبلية.
بيد أن دولًا مثل فرنسا لا تتردد في محاولة التنبؤ. فقد أعلن الجنرال برونو باراتز، قائد برامج القتال المستقبلية في الجيش الفرنسي، مؤخرًا عن نية البلاد نشر مقاتلين آليين على الخطوط الأمامية في أقرب وقت ممكن بحلول عام 2028.
وصرح الجنرال باراتز خلال تدريبات للروبوتات العسكرية بالقرب من باريس قائلاً: "نأمل في امتلاك قدرات متطورة إلى حد ما في غضون ثلاث سنوات، مع استعداد أولى قدرات الروبوتات البرية لتجهيز قواتنا".\
وأضاف أن الحكومة الفرنسية تتوقع "نشر أنظمة متطورة ذات فائدة عملية لعناصرنا القتالية قبل عام 2040 بوقت طويل"، مشيرًا إلى تاريخ مستهدف لنشر الروبوتات كان قد حُدد في عام 2021.
جاء هذا القرار في إطار دعوة من القادة العسكريين الفرنسيين للاستعداد لـ "حرب عالية الشدة" من خلال تحديث المعدات، وزيادة احتياطي الجيش، والاستعانة بمصادر خارجية من المتعاقدين الخاصين، والاستثمار في برامج الطائرات بدون طيار والروبوتات عالية التقنية.
وذكرت تقارير مؤسسة Barron أنه خلال تجارب الروبوتات العسكرية، اجتازت وحدات غير مأهولة ذات أرجل وجنازير وعجلات عقبات وتفادت أفخاخًا تهدف إلى محاكاة ظروف ساحة المعركة.
ويتوقع الجيش الفرنسي نشر الوحدات الروبوتية لمجموعة متنوعة من المهام، بدءًا من المراقبة إلى أعمال الإصلاح عن بعد وصولًا إلى إزالة الألغام.
وقال الجنرال توني مافيس، رئيس الفرع التقني في الجيش: "الآن، نحتاج إلى إثبات أن الروبوتات يمكن أن تكون أكثر فعالية عندما تحتك بخصم. يجب أن يسهل الروبوت القتال، لا أن يعيقه".
وعلى الرغم من أن فرنسا تشير إلى الحرب الروسية الأوكرانية كسبب لتبني المعدات عالية التقنية، فقد أكد الرئيس إيمانويل ماكرون مؤخرًا أن فرنسا لن ترسل قوات إلى أماكن الصراع – مما يثير تساؤلاً هامًا حول الغرض الحقيقي من جيشها الروبوتي.
وتقوم القوة الأوروبية العظمى حاليًا بسحب قواتها من عمليات الانتشار في دول أفريقية مستعمرة سابقًا مثل تشاد والنيجر وبوركينا فاسو، وهو ما يحذر بعض النقاد من أنه مجرد ستار لعودة فرنسا إلى أنواع المخططات السرية التي اشتهر بها جيشها في جميع أنحاء القارة.
وقد سبق لفرنسا أن استخدمت تكتيكات مثل الحرب الاقتصادية في غينيا، والتجسس بالطائرات بدون طيار في جمهورية أفريقيا الوسطى، ونقل الأسلحة عالية التقنية إلى دولة غيانا الغنية بالنفط، على سبيل المثال لا الحصر.
يبقى من غير المؤكد كيف ستنشر فرنسا تقنيتها العسكرية المتطورة في المستقبل، ولكن من الصعب تصور أنها ستبقى حبيسة المخازن تتراكم عليها الأتربة.