القاهرة: الأمير كمال فرج.
بعد رفض كامل لاستخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، أعلنت جامعة ولاية أوهايو عن قرارها بإلزام جميع طلابها باستخدام الذكاء الاصطناعي في الفصول الدراسية، بدءًا من هذا الخريف.
صرح نائب الرئيس التنفيذي وعميد جامعة ولاية أوهايو رافي بيلامكوندا في بيان له: "من خلال إتقان الذكاء الاصطناعي، سيصبح طلاب ولاية أوهايو ثنائيي اللغة - متقنين لمجال دراستهم الرئيسي ولتطبيق الذكاء الاصطناعي في هذا المجال".
وأضاف: "مسلحين بإحساس قوي بالمسؤولية والإمكانيات، سنقوم بإعداد طلاب ولاية أوهايو لتسخير قوة الذكاء الاصطناعي وقيادة مستقبله في مجال دراستهم".
وأكد العميد أن " جامعة ولاية أوهايو لا تستسلم لضغوط صناعة التكنولوجيا، ولكنها تقوم بتدريس "إتقان الذكاء الاصطناعي" بنية حسنة لإعداد طلابها المتفوقين لعالم يصبح فيه مجرد كتابة "هل يمكنك إنجاز واجبي من فضلك؟" في ChatGPT مؤشرًا على الإبداع وحسن التصرف".
كانت هذه الخطوة متوقعة منذ فترة، فقد أصبحت نماذج اللغة الكبيرة تحظى بشعبية كبيرة بين الطلاب الكسالى - مما يثير استياء أساتذتهم، إذا لم يكونوا هم أنفسهم يستخدمون برامج الدردشة الآلية - وقد أقامت العديد من الجامعات بالفعل شراكات مع شركات التكنولوجيا لدمج أحدث أدوات الذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، بدأت جامعة ديوك للتو في توفير وصول غير محدود إلى ChatGPT لطلابها، بالإضافة إلى أداة "DukeGPT" الخاصة بها.
الطلاب متحمسون جدًا بعد منحهم الضوء الأخضر لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الفصول الدراسية، وتقنين هذه التقنية التي سنغير مفاهيم كثيرا في العالم، ومن بينها التعليم.
نقلًا عن NBC4، قال ستيفن براون، أستاذ مشارك في قسم الفلسفة بجامعة ولاية أوهايو، والذي يستخدم الذكاء الاصطناعي بالفعل في فصوله: "جاء إليّ طالب بعد تسليم الدفعة الأولى من الأوراق التي ساعدت الذكاء الاصطناعي في إعدادها، وشكرني على هذه المهمة الممتعة".
وأضاف: "وعندما قمت بتقييمها، وجدت الكثير من الأفكار الإبداعية حقًا، فقد نجح الطالب في ربط مفهوم فلسفي معقد مثل "الكارما" بموقف يومي بسيط وعملي مثل "إعادة عربات التسوق" إلى مكانها المخصص"
واعترف براون بأنه يشجع الطلاب على كتابة البحوث باستخدام الذكاء الاصطناعي كيفما شاءوا"، وقال أن "من بين التطبيقات التي أجازها تمرين يستخدم الذكاء الاصطناعي لإنشاء حوارات أفلاطونية بين شخصين يتخذان وجهتي نظر متعارضتين حول موضوع مثير للجدل، مما يساعدهم "على فهم كيف يمكن لأطراف ذكية ومفكرة أن تختلف حول هذه القضية".
وأوضح براون أن حظر الذكاء الاصطناعي في الفصول الدراسية تصرف قصير النظر، سيكون كارثيًا لطلابنا، حيث سيحرمهم ذلك من الاستخدام الفعال لإحدى أقوى الأدوات التي أبدعتها البشرية على الإطلاق".
وتابع أن "الذكاء الاصطناعي أداة قوية للتعليم الذاتي، ويجب علينا تكييف أساليبنا التعليمية بسرعة أو أن نتخلف عن الركب".
انتقد البعض موقف جامعة أوهايو، لأن الذكاء الاصطناعي عبارة تسويقية شاملة، لا تزال تعاني من "هلوسات" واقعية، حيث أن الأداة التي سيقوم الطلاب بالتعلم بواسطتها غالبًا ما تخطئ في الحقائق، وتفتقر إلى الخبرة في مجال معين يمتلكه شخص مثل براون.
كما أن التبني السريع لهذه التكنولوجيا يأتي رغم وجود القليل من الأدلة على فوائدها في التعليم، ووجود العديد من العلامات المقلقة التي تشير إلى عكس ذلك، حيث تربط دراسات متعددة استخدام ChatGPT بانخفاض الدرجات وفقدان الذاكرة وتدهور مهارات التفكير النقدي.
لكن جامعة ولاية أوهايو، جنبًا إلى جنب مع العديد من المؤسسات الأخرى، تندفع نحو تبني الذكاء الاصطناعي على أي حال. بدءًا من فصل الخريف لعام 2025، سيتعين على طلاب جامعة ولاية أوهايو الآن حضور ندوة إلزامية حول مهارات الذكاء الاصطناعي، مصممة خصيصًا لكل مجال دراسي.
وكمثال قدمته جامعة ولاية أوهايو لـ NBC4، قد يُطلب من طلاب تخصص التعليم استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء خطة درس، ثم يقومون بتقييمها ومراجعتها. بعد ذلك، سيكتبون تقريرًا حول استخدامهم للذكاء الاصطناعي.
وأكد تربويون أن بعض الطلاب يمكنهم الاستفادة من هذه الدورات لمعرفة الجوانب السلبية للذكاء الاصطناعي. ولكن بشكل عام، يمكن أن تؤدي سياسات الجامعة هذه إلى خلق بيئة لا يكون فيها استخدام الذكاء الاصطناعي مقبولًا علنًا فحسب، بل مرغوبًا فيه، مما يجعل الطلاب يعتقدون أنهم يتم تمكينهم بواسطة تقنية خيال علمي شاملة المعرفة، بينما في الواقع لا تزال تجريبية للغاية ومستقبلها غير مؤكد على الإطلاق.