تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



دبي .. تدشين صناعة المستقبل


دبي : الأمير كمال فرج.

تميزت مدينة دبي بكونها مدينة ذكية تقرأ المستقبل، تتجاوز المقياس الزمني، وتستشرف ملامح الزمن الآتي، وهي تؤسس الآن لهذا المستقبل بما يحمل من مظاهر عجيبة مدهشة،  تماما مثل "آلة الزمن" التي تحدثت عنها الأساطير والتي تتيح للإنسان السفر إلى أزمنة قادمة.

أدرك حاكم دبي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مبكرا دور التخطيط للمستقبل في بناء المدن العظيمة، وكان من مظاهر ذلك التخطيط لما ستكون عليه مدينة دبي بعد 50 عاما، وهو التخطيط الذي أثمر عن أفكار مشاريع نوعية ، وفي سنوات معدودة نجحت رؤية دبي ، وتحولت المدينة الخليجية التي عانقتها الشمس إلى نموذج في فنون الحكم والإدارة.

رؤية دبي

نجحت تجربة دبي لأسباب كثيرة ، لعل أهمها التركيز على الإنسان وإسعاده ، وهذا ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي قال "الأمم العاقلة هي الأمم التي تؤمن بالإنسان وبقيمته، وبأن رأس مال مستقبلها الحقيقي في عقل هذا الإنسان وأفكاره وإبداعاته".

ولم تكن رؤية دبي المتوثبة تجربة نظرية بعيدة عن الواقع ، ولكنها كانت رؤية مدروسة، ممزوجة بالعرق والطموح،  تؤمن بالإمكانيات الهائلة التي يملكها الإنسان، ولكنها فقط تحتاج إلى خطة وصدق وإيمان وتحفيز وعمل.

 هناك الكثير من الأدلة على نجاح تلك الرؤية، ومنها "الحكومة الإلكترونية"، التي أطلقتها دبي منذ عقد، والتي ثبتت بمرور السنوات أهميتها في التقدم وبناء الأمم، كما أثبت تحدى الفيروس التاجي COVID-19 الذي يواجهه العالم اليوم أهمية الإدارة الإلكترونية، والتطبيقات التي تساعد على تطبيق الحجر المنزلي بفاعلية، وهو ما ساعد على محاصرة الفيروس بنجاح تحدثت عنه الدول،  لتجني دبي من ذلك كله ثمرة الفكر المتقدم والتخطيط الذكي للمستقبل.

التخطيط للمستقبل

ومن الأمثلة أيضا على رؤية دبي الصائبة وتخطيطها الجيد للمستقبل التعلم عن بعد، والدراسة الذكية، عندما وضع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد مبكرا أساسيات التعلم عن بعد ، وأطلق موقـع «مدرسة» الإلكتروني، وهي الرؤية المتقدمة التي إكتشف العالم الحاجة القصوى إليها الآن .

قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في تغريدة على صفحته في "تويتر" (استثمرنا لمدة 10 سنوات في التعلم الذكي .. وفِي الخدمات الالكترونية والذكية .. وفِي تعزير الجاهزية لحالات الطوارىء والكوارث ... واليوم نجني الثمرة عبر استمرارية عمليتنا التعليمية وخدماتنا الحكومية الأساسية .. والاستباقية في التعامل مع الظروف الصحية العالمية ..)

ولعل أحد الأمثلة المهمة أيضا على صواب رؤية دبي وتخطيط الإمارات العربية المتحدة للمستقبل، الخطوة الإستباقية في تطوير الاستثمارات غير النفطية،  وهو ما توج بحلول دولة الإمارات العربية المتحدة في المركز الأول عربياً لأفضل الدول الجاذبة للاستثمار، في مسح أجرته «Forbes » هذا العام.

التجربة الإماراتية

ألهمت دبي العالم بالتطور النوعي والكمي ، وحولت الصحراء في سنوات معدودة إلى مشاريع عملاقة أولى في العالم ، ورسخت مايمكن أن نسمية "التجربة الإماراتية" و"الحلم الإماراتي" الذي أصبح يرواد شباب العالم، وأصبح بديلا حقيقيا لـ "الحلم الأمريكي" الذي داعب خيال الشباب طويلا.

لذلك كله كان يجب توثيق تجربة دبي الرائدة في قراءة المستقبل والتخطيط له ، وتقديم هذه التجربة للعالم، وتدشين صناعة جديدة هي "صناعة المستقبل" ، ولا نقصد بالصناعة استعارة لغوية ، ولكن نقصد بالفعل تحويل المستقبل إلى صناعة لا تختلف عن الصناعات الأخرى مثل صناعة الدواء والأزياء والصناعات التحويلية.. وغيرها .

مؤسسة دبي للمستقبل

وفي هذا الإطار، تأسست مؤسسة دبي للمستقبل عام 2016 ، لتنفيذ رؤية مستقبلية، وهي أن تكون دبي رائدة مدن المستقبل، ووضع جميع المقومات لتخيّل وتصميم مستقبل دبي. من خلال استباق العالم بسنوات.

كما تسهم المؤسسة بتعزيز مكانة دبي كوجهة عالمية لأفضل العقول وحاضنة لأصحاب الابتكارات الواعدة والشركات الناشئة والمؤسسات العالمية للعمل على إيجاد حلول مبتكرة وتطبيقها على أرض الواقع.

هذا المنهج عبر عنه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل عندما قال " ورغم أننا أنجزنا بفضل هذ النهج خلال فترة قصيرة ما لم تحققه دول في عقود كثيرة، الإ أن طموحاتنا الكبيرة دفعتنا إلى بدء مرحلة جديدة من العمل على تشكيل المستقبل وفقاً لتطلعاتنا، وذلك من خلال استباق العالم بسنوات، وتقديم نماذج مستقبلية متطورة في العمل لتكون نموذجاً تحتذي به حكومات دول العالم."    

صناعة المستقبل

وفي غضون أربعة سنوات ، قدمت المؤسسة الكثير ، ونجحت في تدشين صناعة المستقبل، من خلال العديد من الخطط والمشاريع والمبادرات ، مثل مركز محمد بن راشد لأبحاث المستقبل، ومجالس دبي للمستقبل، ومرصد المستقبل، وأكاديمية دبي للمستقبل، ومبادرة مليون مبرمج عربي، ومسرّعات دبي المستقبل، ومختبر التشريعات.

ومن المبادرات الرائدة لمؤسسة دبي للمستقبل، مؤسسة «بالمود»، الأولى من نوعها في المنطقة، التي تعمل على تقديم حلول مستقبلية مبتكرة للتحديات التي تواجهها المؤسسات الحكومية والخاصة في مختلف المجالات الخدمية والتنموية والتقنية في الدولة. وذلك عبر تعزيز شراكتها مع مؤسسة «آي دي إي أو» العالمية للاستشارات والتصميم المبتكر، والتي تعد من أكبر المؤسسات العالمية في مجال تصميم المفاهيم وتطوير العديد من المنتجات والخدمات وابتكار الحلول التقنية في السيليكون فالي، من خلال تبادل الرؤى والمعارف والخبرات والإطلاع على تجارب عالمية رائدة في مجال الإبداع والتصميم والابتكار.  

الأحداث المستجدة

وحرصا على مواكبة الأحداث المستجدة، في ضوء تحديات العصر، سلطت المؤسسة  الضوء على مستقبل التجارة بعد COVID-19 حيث أطلقت تقرير "الحياة بعد COVID-19 : مستقبل التجارة"، كما أنها استشرفت مستقبل التعليم عن بعد، من خلال تقرير «الحياة بعد COVID-19 : مستقبل التعليم»،  وقدمت رؤيتها  حول مستقبل العمل بعد COVID-19 " من خلال  تقرير "الحياة بعد COVID-19 : مستقبل أماكن العمل".

أجمل مافي رؤية دبي ، ورؤية مؤسستها صانعة المستقبل أن التجربة ليست محلية، ولكنها عالمية تستهدف خير دبي وخير الوطن ، وخير العالم الكبير . لذلك استحقت التجربة الإماراتية أن تكون بحق تجربة عالمية.

واليوم ونحن في عام 2020 ومع تزايد التحديات العالمية ومنها الصحية والاجتماعية والمناخية، تواصل مؤسسة دبي للمستقبل العمل بجد وحماس، تضع الخطط ، وتنفذ المشاريع ، وتستقطب الكفاءات، وتحقق كل يوم المزيد من الأهداف.

وطن العالم

واليوم، أمام المؤسسة الكثير من الأهداف، منها تحديد تعريف وهوية ومجالات "صناعة المستقبل" ، وإصدار القوانين والامتيازات الخاصة التي تقنن هذه الصناعة وتشجع عليها، وتخصيص منهج تعليمي باسم "إدارة المستقبل" يعمم في المراحل الدراسة المختلفة وفق طبيعة كل مرحلة .

من أهداف مؤسسة دبي للمستقبل أيضا تعزيز الإمارات كـ "وطن للعالم" ، وتوضيح وإبراز المقومات التي  تتميز بها ، والتي تؤهلها لذلك عن جدارة، وإنشاء جامعة تركز على "علوم المستقبل"، لتخريج أجيال للمهن التي لم تظهر بعد والتي يتوقع الخبراء ظهورها في المستقبل.

وفي هذا الإطار يمكن تأسيس هيئة براءات اختراع بإسم دبي، توثق براءات الاختراع المحلية، وتمنحها فرصة العالمية، وتشجع السكان على الابتكار والإختراع، إضافة إلى تأسيس إعلام بكل اللغات.

ولعل التحدي الأساسي، تحويل صناعة المستقبل إلى منهج للتطوير الشخصي والعملي،  تمارسه الهيئات والشركات، بل الأسر والأفراد ، ولاشك أن  مؤسسة دبي للمستقبل  قادرة على ذلك.

 

تاريخ الإضافة: 2020-06-30 تعليق: 0 عدد المشاهدات :868
1      0
التعليقات

إستطلاع

هل سينجح العالم في احتواء فيروس كورونا ؟
 نعم
68%
 لا
21%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات