عندما رأت الصديقة "سارة" إصراري على تصوير (كرستيانيا) وعدتني بالمساعدة، فاتصلت بصديق لها يعمل داخل المنطقة، وسألته عن إمكانية التصوير ، فحذرها من ذلك، ولكن عندما لاحظت إصراري قالت : "لا تيأس"، واتفقنا على أن نقوم بالمغامرة معاً. في اليوم المحدد وفي وضح النهار انطلقنا إلى المكان المحدد، وبعد أقل من نصف ساعة، توقفت السيارة أمام "كرستيانيا .. عالم الظلام" كما يطلقون عليه، وأوقفنا السيارة أمام مدخل المنطقة حتى نتمكن من الهرب عند الخطر، ودخلنا المنطقة مترجلين على الأقدام، وقد فضلنا دخول المنطقة في النهار لقلة الزوار، وحتى لا يؤدي استخدام الفلاش إلى كشفنا. الطبيعة جميلة والجو صاف، والأشجار المحيطة بالمنطقة تعطي بعداً خيالياً كأنك بطل لقصة تدور أحداثها في الغابات، التقطنا بعض الصور، وتجولنا في المنطقة، ومشينا على الأقدام، واقتربنا من تل عال يجاوره نهر، في منطقة نائية، فوجئت بشاب أسود يظهر فجأة أمامي وكأنه جاء من تحت الأرض، اقترب مني، كان متجهم الوجه تظهر عليه سمات المجرمين، وقال بصوت أجش شيئا ما، ... دارت في رأسي جميع الاحتمالات، تصورت أن الرجل لاحظ أننا نلتقط الصور فجاء ليفتك بنا، تصورت أن الرجل من مدمني المخدرات وجاء ليسرقنا، تصورات كثيرة في لحظة واحدة، بسرعة فكرت في طريقة مواجهته، هل استخدم قدمي بقوة وحذائي المدبب، أم أشل حركته بضربة مباشرة في الوجه، أم أفعل كما فعل بروس لي في أحد أفلامه، أشغله وأنظر في يدي، وعندما ينظر هو إليها أطيحها بقوة في وجهه، تصورات سريعة قطعها صوت سارة وهي تجيب عليه ببعض الكلمات، بسرعة غادر الرجل المكان، سألت سارة ماذا كان يريد، فأخبرتني أنه كان يسألك عن ولاعة سجائر ليشعل سيجارة!. وبعد أقل من ساعة انطلقت السيارة بنا على طريقة جان كلود فاندام لنخرج من المنطقة بسلام بعد أن تمكنا من تصوير صور لها.