مظاهرة حاشدة تنطلق من قلب المدينة يشارك فيها دنماركيون وعرب من جميع الجنسيات تضامنا مع الشعب الفلسطيني، سيدات محجبات، وأشخاص يرتدون الكوفية الفلسطينية، يرفعون أعلام الدنمارك وفلسطين، وهتافات تقول (داون داون إسرائيل) (Israel Down Down) ومعناها (تسقط إسرائيل)، فتيات شقراوات أوربيات ودنماركيات انحزن إلى الحق والعدل، خطب نبرية، ومسرح في الهواء الطلق، المسرح عبارة عن عربة نقل كبيرة تم تجهيزها لتكون مسرحاً متنقلاً، على المسرح يقوم بعض الأشخاص بإلقاء الخطب المنددة بإسرائيل وأمريكا، حامية إسرائيل التي تنتهك حقوق الإنسان كل يوم وكل لحظة . الحشود تتدافع وتتجمع في حماس، وتحرق العلم الأمريكي أمام السفارة الأمريكية، والهتافات تتعالى (داون شارون)، (داون إسرائيل)، البوليس يحرس المظاهرة، بمرور الوقت يتزايد حجم المتظاهرين بانضمام أعداد جديدة لها، شخص يحمل مكبر صوت في يده ويهتف (Down Down USA) ، المظاهرة تشق قلب كوبنهاجن، تمشي ببط في الشوارع الرئيسية، وتتجمع وتقف أمام مبنى الحكومة الدنماركية. أكد أحد المتحدثين في المظاهرة أنه سيقدم إلى السفير الإسرائيلي ورئيس الحكومة الدنماركية رسالة احتجاج من الشعب الدنماركي على المجازر الصهيونية التي ترتكبها إسرائيل في فلسطين. فتيات محجبات يهتفون بالعربية (لا إله إلا الله .. محمد رسول الله .. الشهيد حبيب الله) .. (Down Down USA)، شخص يحمل كاميرا ، ويلتقط الصور، لافتة تتأرجح بين يدي مجموعة من الشباب مكتوب عليها باللغة العربية (أمريكا الشيطان الأكبر)، طفل صغير يرتدي الكوفية الفلسطينية يحمل في يده علما عربيا هو علم فلسطين، أشخاص يقودون الدراجات على جانب المظاهرة، صور الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات تحملها الأيدي، لوحات عليها عبارات باللغة الدنماركية تندد بإسرائيل، بعض المتظاهرين يحملون صوراً بالأبيض والأسود لأطفال فلسطيني قتلتهم الأيدي الإسرائيلية القذرة التي لا تفرق بين رجل وطفل، امرأة وشيخ، عائلة مصرية . أب يحمل طفله على كتفه، والأم أجنبية تمسك بيدها كاميرا فيديو، وتسجل وقائع المظاهرة، تحدثت معهم فأكدوا أنهم حضروا للمشاركة في هذه المظاهرة للوقوف مع الشعب الفلسطيني، والوقوف في وجه المحتلين ولو بالتظاهر. إشارات المرور خضراء دائماً تيسيراً للمظاهرة، وحتى لا تعيق السير، الشرطة تسهل مرر المظاهرة، وتتيح للمتظاهرين التعبير عن موقفهم. والتظاهر في الغرب وسيلة للتعبير عن الرأي، وهي إحدى الوسائل المؤثرة في الرأي العام الأوروبي، وقد علمت أن هذه المظاهرة جاءت ردا على مظاهرة حاشدة نظمت منذ أيام قام بها أنصار إسرائيل. ولكن حق التظاهر مسلوب في العامل العربي، فإذا فكر أحد أن يخرج إلى الشاعر ليعبر عن رأيه بطريقة سليمة في قضية ما، قام رجال المباحث بدورهم على أكمل وجه، هذا بالطبع عدا بعض المظاهرات التي تنظم إما بإيعاز من الحكومة، أو تشجيع منها لسبب سياسي معين، أو لعدم القدرة على مواجهتها كبعض المظاهرات التي تحدث دعم القضية فلسطين. المظاهرة الآن تصل إلى منطقة يوهاون، وهي منطقة سياحية شهيرة في العاصمة، هتافات عربية (نحن عشاق الحرية)، ... (واحد اثنين .. الجيش العربي وين)، وهتافات أخرى تندد بزعيمين عربيين بالاسم أحدهما مات، والآخر عائش.