المتاحف هي ذاكرة التاريخ، وقفة ضد تيار النسيان الذي يجرف كل شيء، الأحلام والأحداث والذكريات، والمتاحف في الدنمارك كثيرة ومتنوعة، ومن المتاحف الهامة التي زرتها متحف يقع بجوار مبنى الحكومة الدنماركية، ويتكون من قاعات كبيرة ملأى بالتماثيل العملاقة، والتي تمثل معظمها العصر اليوناني. فرسان على أحصنتهم، وشخصيات تاريخية، وحيوانات، ووجوه تجسدها كلها تماثيل عملاقة بالحجم الطبيعي، وتفوق هذا الحجم أحياناً. فهذا تمثال أبيض لفينوس ربة الجمال عند الإغريق، وتمثله فتاة جميلة الجسم عارية، تتأمل في يدها اليمنى تفاحة، بينما تمسك في يدها اليسرى رداءها، وهذه قاعة كبيرة يقف في صدارتها تمثال يجسد المسيح عليه السلام، وهو يفتح ذراعيه، وعن يمينه ويساره وقف صفان من التماثيل لأشخاص يجسدون حوارييه، وفي نهاية القاعة في المنتصف تمثال لفتاة بجناحين مرتكزة على ركبتيها، وتحمل بيديها وعاءً كبيراً. وهذا تمثال آخر للمسيح يحمل في يده اليسرى عصا نهايتها على شكل صليب، ويرفع يده الأخر مخاطباً قومه، وهذا تمثال لأسد قابع على الأرض، وتمثال آخر لرجل ينحني وفي يده اليمنى ما يشبه الدلة، وفي يده اليسرى وعاء يسقي منه طائراً كبيراً، وهذا تمثال لفارس قوي تقف تحت ذراعه فتاة صغيرة. عشرات التماثيل، وعشرات القاعات، كلها تبرهن على عظمة فناني هذه العصور القديمة، وقدرتهم وبراعتهم في فن النحت، هذه القدرة التي ربما تضاهي – بصراحة- أجدادنا الأعزاء المصريين القدماء، ولكن الاختلاف الرئيسي بين آثارنا أن معظم تماثيلهم تجسد أشخاصاً عارية .. رجالاً ونساءً، بينما لا تجد ها الاتجاه في الآثار المصرية القديمة، أو ربما كان موجوداً ، واندثر بفعل التقاليد. وفي هذا المتحف أيضاً قاعات كبيرة، حوائطها وأسقفها ملأى بالرسوم الجميلة الملونة، بعضها يمثل المسيح والسيدة مريم عليهما السلام، كما تمثل صور كثيرة رحلتهما وقصتهما، وقصة المسيحية ونشأتها. ومن المعالم الشهيرة في الدنمارك مدينة الألعاب الشهيرة Legoland ، وهي عبارة عن مدينة كاملة للألعاب والمجسمات الجمالية، مشيدة بالكامل باستخدام مكعبات ليجو، وشركة ليجو هي ماركة الألعاب ذات الشهرة الكبيرة في العالم .. أسسها كيرك كريستيانس الذي بدأ نجاراً في أحد المصانع في الدنمارك عام 1916، وكان كيرك يتميز بحب الابتكار والتميز .. وسرعان ما طور أفكاره، واخترع ألعاباَ مصنوعة من الخشب، وسرعان ما نجحت هذه الألعاب، وأقبل عليها الجمهور، مما دفعه إلى تطوير أفكاره ونماذجه، ثم كون بعد ذلك شركته الخاصة لإنتاج الألعاب، وتم تسمية الشركة باسم "ليجو" Lego ، وهي كلمة مشتقة من كلمتين دنماركيتين هما Godt, Leg ، ومعناهما "العب جيداً"، وهكذا بدأت شركة "ليجو" أولى خطواتها، وانطلقت بعد ذلك لتصبح في سنوات قليلة أهم وأشهر شركات إنتاج وبيع لعب الأطفال في العالم، تنتشر منتجاتها في معظم دول العالم، وتتميز ألعابها بمساعدة الطفل على الابتكار والتخيل والتركيز من خلال العمل على تكوين شكل معين باستخدام المكعبات البلاستيكية الصغيرة. وشيدت الشركة مدينة الألعاب Legoland في بيلوند في الدنمارك عام 1968، وبلغ عدد القطع المستعملة في بنائها 42 مليون قطعة، ويرتادها اليوم عدد كبير من السياح من جميع أنحاء العالم. وقد حضرت مؤتمرا صحفيا لهذه الشركة في مدينة جدة، حيث تولت الشركة برعاية إحدى الشركات ، وهي شركة باسمح التجارية إنشاء أكبر علم سعودي في جدة باستخدام مكعبات ليجو.