ويعتبر التاكسي أيضاً إحدى وسائل التنقل الشهيرة هنا، ولكن المشكلة أنها أغلى وسائل الانتقال، فأقل مشوار بالتاكسي يكلفك 50 كرونا، لذلك تجنبت التاكسي طوال فترة إقامتي في الدنمارك، وإذا كان التاكسي في شوارع القاهرة قديم كالحذاء الذي تم تدعيمه بألف لوزة، فإن التاكسي في الدنمارك مرسيدس فاخرة من النوع الذي يطلقون عليه عندنا "أبو عيون"، وبين تاكسي الغرام المصري وأبو العيون الدنماركي مسافة شاسعة. ومادمنا نتحدث عن المواصلات فلا يمكن أن ننسى مطار كوبنهاجن الذي يعد تحفة هندسية وحضارية رائعة، تبهرك بمجرد نزولك سلم الطائرة، النظافة والنظام والجمال، .. المحلات الراقية، الخدمات الممتازة، والمطاعم والأزياء، زالعطور والمطاعم، الاستعلامات على مدار الساعة، مضيفات أنيقات يبادرن بخدمتك وعلى شفاهن ابتسامة، لا رسوم ولا بقشيش أو وساطة، لوحات ألكترونية أنيقة توضح الرحلات ومواعيدها، مداخل وبوابات أنيقة، تحفة معمارية وحضارية بكل المقاييس، وربما يكون المطار الوحيد في العالم الذي يمكنك المشي داخله لمدة ساعة كاملة دون أن ينتهي، ودون أن تتعب. متى نرى مطار القاهرة ومطاراتنا العربية بمثل هذا التطور الخلاق؟، ترى ماذا ينقصنا. .. قدم أم ذراع عن هؤلاء الذين شيدوا الحضارات، ونحن أصلاً أصحاب الحضارات ..؟ وللسياقة أو للسواقة أصول يتقيد بها الجميع، واحترام قواعد المرور شيء مقدس، حتى ولو كان الشارع خالياً يلتزم الجميع بالإشارة، والغريب أنه لا يوجد عساكر أو دوريات للمرور، فقط إشارات في الشوارع يحترمها الجميع.