تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      

وعندما أقول إن الدنماركيين يحبون الرياضة، فأنا لا أقولها هكذا مجاملة أو تحصيل حاصل، ولكنني أعني ذلك تماماً، فهناك دلائل كثيرة على ذلك، في أحد الأيام خرجت من السوبر ماركت الرئيسي في "فودوفغا" من الباب الخلفي،  فوجدت مساحات كبيرة من الغابات، فمشيت رغبةً في استكشافها، وجدت طريقاً معبداً محاطاً بالأشجار، الطريق يمر تحت محطة القطار الرئيسية "محطة فودوفغا"، مشيت في النفق، جدار النفق عليه شخبطة وكتابات عشوائية، وإن كان معظمها مكتوب بشكل فني، لا أدري هل هي إعلانات مكتوبة بالخط كما يحدث عندنا يتبارى الخطاطون والذين يتعلمون الخط فيكتبون على الجدران الإعلانات؟، أم أنها كتابات مراهقين ..؟
تقابلك في الطريق قنطرة قديمة كتلك التي تقابلك في قرى مصر،  وتفصل بين المزارع، عندما تعبر القنظرة ستجد أمامك على امتداد البصر مساحة كبيرة من الخضرة، عندما تقترب ستكتشف في قلب المساحة الخضراء ثلاثة ملاعب كبيرة لكرة القدم، الملعب الأول به فريقان من الأطفال عمرهم ما بين أربع سنوات وثماني سنوات، ومعهم مدربهم الشاب، يتكون الفريق من ستة عشر لاعباً، على جانب الملعب العديد من الكرات البيضاء، الجميع يتدربون،  والمدرب من حين لآخر يلقي توجيهاته، على جانب الملعب توجد مقاعد عامة غارقة في الأشجار، يمكنك الجلوس عليها،  والتمتع بهذا الجو الفريد أو متابعة المباريات ..
إذا تجاوزت هذا الملعب بقليل ستجد ملعباً آخر وفريقين آخرين، ولكن الاختلاف في أعمار اللاعبين، حيث تتراوح أعمار اللاعبين ما بين ثماني سنوات وخمسة عشر عاماً، والأمر نفسه اللاعبون يلعبون،  والمدرب معهم يلقي توجيهاته.
عندما تتجاوز هذا الملعب أيضاً ستجد ملعباً ثالثاً، وفريقين آخرين، ولكن الاختلاف أيضاً في عمر اللاعبين، فهم جميعاً هنا شباب فوق العشرين، ومعهم أيضاً مدربهم الذي يلقي من حين لآخر توجيهاته.
تعجبت من هذا التنظيم الذي يدل على وعي كبير بأهمية الرياضة، الرياضة هنا ليست كلمة مطلقة ندعو إليها ونتشدق ونتبجح بلا تنفيذ، ولكنها كما يبدو منهج وتنظيم وسلوك يهتم به الجميع.
تمنيت أن أقابل المسئول عن الرياضة في هذه البلاد لأحييه على الاهتمام بالرياضة، وهذا التنظيم العمري الذي قسم اللاعبين إلى أطفال وصبية، وشباب، الملاعب الثلاث متجاورة، وكل ملعب يلعب به لاعبون من سن معين، من المؤكد أن هذا التجاور،  وهذا التصنيف لم يأت اعتباطاً أو صدقةَ، ولكنه جاء تخطيطاً وتنظيماً، إنهم يريدون أن يرسخوا اهتمام الأجيال المختلفة بالرياضة، لم يفعلوا ذلك بالوعظ والتلقين، ولكن بالتجربة والاحتكاك.
الطفل الصغير الذي يشاهد الصبية الذين يكبرونه يمارسون الرياضة في الملعب المجاور، أيضاً يرى الشباب يلعبون في الملعب الذي يليه يترسخ عنده الإيمان بأهمية الرياضة، وبالنظر إلى أن عادات كثيرة نكتسبها بالتقليد، فإن الرياضة ستصبح بذلك عادة جميلة مكتسبة منذ الصغر.
العلماء يقولون أن الأطفال من سن الثامنة إلى الخامسة عشر يتعلمون عاداتهم وسلوكياتهم بالتقليد، وهذه المجاورة ستدفع الأطفال لا شك إلى تقليد الكبار، فتصبح الرياضة عندهم سلوكاً وأسلوباً للحياة.
تعرفت على الفرق التي تلعب،  وبدأت بالأطفال،  ثم الصبية،  ثم الشباب، وتعرفت على مدربيهم،  والتقطت معهم الصور التذكارية، وحاورت بعضهم في أمور شتى، ولا ضير من اللعب معهم لبعض الوقت.
تذكرت الكرة الشراب التي كنا نلعب بها في شوارعنا القديمة، تذكرت ملاعبنا المدرسية التي اختفت الآن تحت زحف الأبنية التعليمية الخرسانية الجديدة، وصوت الكاتب إبراهيم حجازي الذي بُح من كثرة مناداته بعودة الرياضة إلى مدارسنا، تذكرت الشكل البيضاوي لأجسام المصريين رجالاً ونساء والكروش الموقوتة التي تقابلك في كل مكان، أردت التعبير عن غضبي فلم أجد غير الكرة فضربتها بقدمي ضربة قوية أطاحت بها خارج الملعب.
إنني أدعو لتبني مشروع (الرياضة للجميع) على غرار مشروع (القراءة للجميع) والذي يعتبر أهم منجز معرفي تشهده مصر في تاريخها الثقافي، حيث أعاد المشروع للكتاب ريادته،  ووفر الكتاب بأسعار زهيدة للجميع. نريد أن نوفر الرياضة لملايين المصريين.

تاريخ الإضافة: 2014-04-21 تعليق: 0 عدد المشاهدات :966
التعليقات

إستطلاع

مواقع التواصل الاجتماعي مواقع تجسس تبيع بيانات المستخدمين
 نعم
69%
 لا
20%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات