يبدو أن المقولة التي اخترعتها وهي "في السفر لابد أن تفقد شيئاً" ستصبح واقعاً يتداوله اللاحقون، ففي أحد الأيام بينما أنا أستقل القطار من "فودوفغا" إلى "السنتر"، وبينما أهم بمساعدة إحدى السيدات في إنزال عربة طفلها من القطار تحرك القطار بسرعة، نسيت حقيبتي ، وتحرك القطار ..، إنها حقاً مشكلة، ما العمل، توجهت إلى مكتب المفقودات في المحطة، وأبلغت عن الحقيبة، واسم القطار واتجاهه ومحتوياتها، وسجلت رقم هاتفي للاتصال بي عندما يجدونها، بعد ذلك اتصل موظفو المحطة بالمحطات التالية والتي سيصلها القطار، وطلبوا من المراقبين البحث عن الحقيبة في القطار المتجه في اتجاه HOLT، النتائج تصل تباعاً، لا يجدون الحقيبة. السيدة الكمسارية الجميلة ببدلتها الأنيقة تتفانى في تقديم معلومات لي عن القطارات واتجاهاتها ، وكأنني مسئول يقوم باستجوابها ، ولست مجرد صحفي من الشرق الأوسط فقد حقيبته، السيدة الكمسارية توقف القطار وتقوم بسؤال سائقه، ثم تعود وعلامات الأسف على وجهها .. لم تكن الحقيبة تحتوي على شيء مهم، فقط كان بها الكاميرا، وبعض العملات النقدية التي لا تتجاوز مبلغ 150 كرونا، لذا لم أحزن، ولكن حزني كان على شيء واحد، وهو الفيلم الموجود داخل الكاميرا حيث كان يحتوي على صور مهمة. همس لي صديقي قائلاً: "من المؤكد أن الحقيبة وقعت في يد شخص غير دنماركي"، التفت إليه مستغرباً وقلت له .. سيان ..، فقد راحت الحقيبة. في اليوم التالي اشتريت كاميرا جديدة، وواصلت الرحلة، ولكني تعلمت أن لا أحمل حقيبة أبداً، أما الكاميرا فيجب تثبيتها حول معصم اليد بحيث لا يمكن نسيانها في أي مكان. تذكر "في السفر يجب أن تفقد شيئاً"، ولكن المهم ألا تفقد نفسك ..!