مع الريح طيري بثوب الأملْ
فقد حان في الروضِ وقتُ العملْ

وهُزي جناحيكِ فوق الروابي
فلا وقت يا حلوتي للكسل

وتيهي بألوانك الزاهيات
على ضفةِ اللوتس المنسدل

تطاردُ ثوبكِ كلُ الأيادي
يسدونَ حولك كل السبل

تروغين في خفةٍ في الغصونِ
فيضحكُ حولكِ نحلُ العسل

وتمضين في جولةٍ في المعالي
ولم تعرفي في الحياة الكلل

*     *     *

أتى الصبح يحملُ زهر النسيم
ليملأ أفقَ الدجى المرتحل

وزقزق في الدوح طيرٌ وغنى
أغاريدَ لحنٍ هنا لمْ تزل

وشمسُ الجمالِ أتت بالأماني
لتمنحَ وجه الحياة القبل

وهذي الصباباتُ تهفو إلينا
وهذي الربوع تقولُ الزجل

فكوني على صفحة العشب دوماً
فأنت لمعنى الجمال امثل

ليبدو جمالكِ للناظرينَ
يعلم كلَ الزهورِ الغزل

*     *     *

على سطح نافذتي في المساءِ
وقفت وفي وجنتيك الوجل

فقد غابت الشمسُ وقت الغروبِ
وضوء الصباح مضى وارتحل

وقفتِ تريدينَ بعض الضياءَ
فليل الدجى ذاك لا يحتمل

وحلقتَ في غرفتي يا فراشُ
فهلاً علمت اقترابَ الأجل

دنوت لمصباح ضوءٍ صغيرٍ
تعلقَ في غرفتي .. يشتعل

سقطت سريعاً على مكتبي
كأي شهيدٍ .. كأي بطل.