والتقينا بعد مَا طالَ الغيابْ
يا ملاكاً هلَّ من بينِ السَحَابْ

وغدونا مثلَ عصفورينِ طاراَ
في الخميلِ الرحبِ والعطرِ المذابْ

وانطلقنا في مروجِ الصبحِ نشدو
وفتحنا للأماني ألفَ بابْ

وانتشتْ في صدرنا الظاميِ سريعاً
فرحةُ اللقيا وأشواقُ الإيابْ

*   *   *

والتقينا بعدَ ما طالَ الغيابْ
وتداعى بيننا أعتى حجَابْ

وتبدَّى وَجهُكِ المرسومُ حلواً
فاستعادَ القلبُ في العمرِ الشبابْ

واستراحَ الشوقُ في القلبِ المعَنىَّ
ومضينا نرتوي الحُبَّ شرابْ

نحتسي كأسَ المنى خمراً مُدَاماً
يحتوينا عطرُ هاتيكَ الرِضابْ

*   *   *

عدتِ يا هيفاءُ لحناً لليالي
وأثيراً قَدْ شَفَى القلبَ المُصَابْ

وعلى الآفاقِ أقبلتِ اختيالاً
مثلَ شمس تزدهي خلفَ النقابَ

فأفاضتْ ساحةُ العشبِ الموشَّى
بالصفاءِ العذبِ والحلمِ المجابْ

فتعالي يا حياةَ القلبِ أهلاً
يا شذا الأزهارِ يا لحنَ الربابْ

*   *   *

يا مناىَ اليومَ تحوينا الروابي
مثلَ أمٍ في حنوٍ وتَحَابْ

لم أكن أدري بأن الدهَرَ يوماً
سوفَ يحنو هكذا بعد العذابْ

هلَّت الأحلامُ من أفْقِ التنائي
وأتتنا بعد نأيٍ واغترابْ

والتقينا في سياجِ الزهرِ صبحاَ
وشدونا للهوى لحنَ المآبْ

كفرالزيات في 1986م