طللٌ تراءى فجأةً ورمانِي
بالسهمِ خَضَّبَ خافقَ الوجدانِ

فتتابعتْ في الخُلْدِ ذكرى عشتها
واريتها بالأمسِ في أحزانِي

يا أيها الطلَلُ القديمُ أجبتْ هنا
كانتْ تغني ابنةُ البستانِ

مازالَ أبصرُ في نقوشكَ طيفَها
متبسماً كالزَنْبقِ الفرحانِ

تغدو وتمرحُ في الَبراحِ كأنها
طيرٌ يعانقُ فرحةَ الأغصانِ

وإنا كبجماليونَ أرقبُ رسمَهَا
علَّ الحياةَ تلفُهُ من ثَانِ

وأعانق الطيفَ الجميلَ وأستقى
نفحَ الشذا من وجهها الرَّيانِ

*   *   *

يا طيفها المرسومُ فوقَ نواظري
يا لحْظَهَا المغروسَ في وجداني

لو كنتُ أدري أن يحَرِك عاصفٌ
لرفضتُ تَرْكَ أحبتي ومكاني

أبحرتُ في بحرِ الحنينِ مغامراً
وسفينتي الحيرى غَدَتْ عنواني

الريحُ والموجُ الغضوبُ صُحائبي
وعيونكِ الحوراءُ لي شطآني

*   *   *

يا مبعث الأحلامِ والطيفَ الذي
أحيا المَوَاتَ بزهرةِ الأفنانِ

قلبي كعصفورٍ صغيرٍ في الربى
قد شردتهُ عواصف الأحزانِ

يا زهرةَ النارِ التي أحببتها
وألفتُ فيها حرقةَ النيرانِ

الأرضُ تسأل عن أحبتها هُنَا
والريحُ باكيةٌ على الشطآنِ

وأنا كسيزيفِ الحزينِ مُعَذَبٌ
مازلتُ أحملُ صخرتي وأعاني

*   *   *

مازلتُ أذكرُ يومَ كنا هَا هُنَا
بينَ النخيلِ وبهجةِ الألوانِ

نتوسدُ الأحلامَ ننسجُ في الهوى
حُلماً يقاتلُ قسوةَ الأزمانِ

ينسابُ شَعْرِك نائماً في ساعدي
وأحيطُ قلبَكِ في هوىً وحنانِ

أشتم في عينيكِ فصلَ تطيبٍ
وتضمناً كفُ الربيعِ الحاني

*   *   *

يا أيها الطللُ الذي أبصرتُهُ
الشوقُ أحرقَ أضلعي وكَيَانِي

أشعلتَ في قلبي الحزينِ جوانحاً
وأثَرْتَ فيهِ مدامعِ الأشجانِ

يا ويحَ قلبي بالصبابةِ يرتوي
في العشق مقتولٌ هناكَ وجاني

طللُ الحبيبةِ عِمْ سلاماً خالداً
واسلمْ لقلبي يا أعزَّ مكانِ

كفرالزيات في 1989م