"سرق أحدهم قصيده للشاعر منشورة بجريدة (المساء) وألقاها في برنامج (مسرح المنوعات) بالإذاعة وحصل على جائزة البرنامج وقدرها عشرة جنيهات".

باركَ اللهُ الإذاعَهْ
والحوانيتُ المُبَاعَهْ

سرقَ النصَّابُ شِعْري
وعلى الدنيَا أذاعَهْ

وبقلبِ السوقِ جَهْراً
برخيصِ السعرِ باعَهْ

صَفَّقَ الجمهورُ شوقاً
صَدَّقوا تواً خِدَاعَهْ

فسألوا يا قومُ شِعْري
من بنى يوماً يَرَاعَهْ

واسألوا البحرَ ... سفيني
من بنى يوماً شِرَاعَهْ

اسألوا القِرطَاسَ عنَّى
اسألوا حَرْفَ الطباعَهْ

كلُّ حرفٍ فيهِ نبضي
كلُّ لفظٍ قَدْ أشَاعَهْ

*   *   *

أيها النقادُ هُبُّوا
واصنعوا سَدَّ المَنَاعَهْ

إنَّ جيشَ النهبِ يدنو
يَمدُدُ الآن ذِراعَهْ

وكفانا من حديثٍ
بثَّ في رأسي صُدَاعَهْ

وكفانا النقدَ لغواً
والمواقيتِ المضاعَهْ

صارت الآدابُ مأوى
لهلافيت الجماعَهْ

وتراثُ الأمسِ صِرنَا
نبتغي اليومَ ضياعَهْ

قد مضى عصرُ المَعَالي
وأتى عصرُ الوضاعَهْ

*   *   *

يا لصوصَ الشعرِ مهلاً
إنَّ للقرصانِ سَاعَهْ

إنَّ قرصانَ القوافي
مثلَ قرصانَ البضاعَهْ

لن يزيدَ الشعرُ لصاً
ليس تكفيهِ القناعَهْ

*   *   *

إنني في الشعرِ صَبُّ
أحسنَ المولى طِبَاَعَهْ

قد عاهُ الوحىُ يوماً
أنْ يلبي فأطَاعَهْ

ليصوغَ الحرفَ شعراً
تبتغي الدنيا سَمَاعَهْ

فإذا ما جاءَ لصٌ
يرتدي ليلاً قِنَاعَهْ

يبتغي شعري فحسبي
إنَّ في شعري انتفاعَهْ

هلْ يضيرُ الفجرَ شيءٌ
عندما يُعْطِي شُعَاعَهْ؟

السلوم في 1989م