ماذا أقولُ؟ وما يقولُ لساني
والشعرُ يبكي والحروفُ تعاني؟

والشمسُ نازفةٌ على جسرِ المدى
ودمُ العروبةِ في الخريطةِ قاني

قدرٌ علىَّ بأن أخطَّ قصيدتي
والقلبُ مصلوبٌ على الجدرانِ

عادَ التتارُ إلى الزمانِ جحافلاً
وبنوا قلاعَ الشركِ والأوثانِ

نهبوا الكويتَ وشردوا أبناءَهَا
وأتوا بكلَّ نقيصةٍ وهَوَانِ

هَدَمُوا البيوتَ وقَتَّلوا أطفالها
وانهدَّ حلمٌ كانَ في الريعانِ

*   *   *

يا خادمَ الحرمينِ جئتُ مبايعاً
للحق أعلنُ للأنامِ بَياني

شيدتَ للوطنِ الكبيرِ مفاخراً
وأقمتَ صرحَ العدلِ في الأوطانِ

ومضيتَ ترعى المسلمين وتقتفي
في الأرض هدى شريعةِ القرآنِ

ومدَدْتَ كفكَ للشعوبِ سخيةً
بالحبَّ مُدَّتْ للجموعِ يَدَانِ

لكنَّ أنيابَ الحَجُودِ تمردتْ
لتعضَّ كفَّ البذلِ والإِحسانِ

هذي جموعُ المسلمين تدفقتْ
كالسيلِ تقصدُ كعبةَ الرحمنِ

لتذودَ عنها بالنفوسِ وتلتقي
لتردَّ كيدَ البغي والعدوانِ

الخيلُ تركضُ والسيوفُ فتيةٌ
والنصرُ يملأُ أعينَ الفرسانِ

والبيتُ بين الخلق يرسلُ ضوءَهُ
ويبثُ نفخَ العطِر في الأكوانِ

كمْ من بغيٍ جاءَ يطلبُ هدمَهُ
فأرتدَّ يجرعُ خيبةَ الخسرانِ

للبيتِ ربُّ دامَ يحمي عِزهُ
ماذا ستفعلُ عصبةُ الغلمانِ؟!

*   *   *

يا خادمَ الحرمينَ أبشرْ إننَا
للحقِ جيشٌ ثابتُ الأركانِ

إن كانَ جيشُ الليلِ منا قد دنى
الفجرُ يأتي والشموسُ أماني

والأرضُ إن عبثَ الطغاةُ بزهرهَا
ستكونُ مقبرةً لكلَّ جَبَانِ

فإذا أتى لص العراق مُشَبَّعاً
بالحقدِ يرفعُ رايةَ القرصانِ

سنهبُّ نفدي بالنفيس بلادَنَا
ونجزُّ رأسَ الحقدِ والطغيانِ

ليكونَ للباغينَ دوماً عِبرةً
تُروى بكلَّ مدينةٍ وزمَانِ

*   *   *

يا أيها الوطنُ العزيزُ تحيةً
- رغمَ الجراح – يبثها وجداني

عاشتْ جموعُ المسلمينَ قويةً
في الأرضِ ترفَعُ رايةَ الإِيمانِ

والظلمُ إنْ ملكَ الروايةَ ساعةً
الحقُ يبقَى سيدَ الأزمانِ

جدة في 16/9/1990م