أقبلت لكن كلهم ذهبوا
وتعبت حتى ملني التعب
ألقيت في جمر البعاد قصائدي
شب اللظى واجتاحتي اللهب
وحبيبتي رحلت كأي فراشة
فأصاب كل حدائقي العطب
وبقيت في ليل الفجيعة ساهرا
وحدي تموت بخافقي الشهب
أجتر في الحزن المقيم لواعجي
فتحت فوق مصائبي السحب
تنشق جدران النوى فأخالها
طيفا يحوم فينطلي الكذب
وتجيء كالعبق الجميل شهية
تمشي يبرقش جيدها القصب
وتهل كالمهر الجميل وتنثني
فيلين عند لقائها العتب
اللحظ سحر لا تخيب سهامه
رشق الفؤاد فأضرم الحطب
والوجه كالقمر المطل تحية
للنيل يكسي شعرها الذهب
والمقلتان بحيرتان استهوتا
بهما يضيع الشعر والأدب
فأمد كفي في الفضاء لعلني..
فيثور بين جوانحي الغضب
ويهزني رجع الصدى ويميتني
سيف السراب المر يقترب
عودي لتخضر الدروب ويزدهي
عشب الغدير ويورق العنب
وإذا تلهاك الرحيل فإنني
قلب طواه الجد واللعب
ياأيها النخل البعيد حبيبتي
رحلت فقل لي ماهو السبب؟
ستظل في التاريخ مثل أميرة
تزهو وتعلي ذكرها العرب
وتظل في قلبي الحزين حكاية
تروي جميع فصولها الكتبُ