المكتبات في الدنمارك ليست كثيرة، ففي خضم العناوين الكبيرة المرسومة بالنيون تلمح بصعوبة على البعد مكتبة تقاوم الصخب، توقفت عند إحدى المكتبات واسمها Samleren صاحبها العجوز اندهش عندما استأذنته في تصوير أرفف الكتب، ولكن دهشته زالت عندما علم أنني صحفي من الميدل إيست، والكتب في الدنمارك أسعارها مقاربة لأسعار الكتب في مصر والدول العربية.
وفي المكتبات ترى كتباً من كل شكل ولون، هنا كتب في السياسة والأدب والموسوعات والمراجع، هنا أيضاً كتب ومجلات الجنس تباع لمن هو أكبر من 16 سنة تقوم بإنتاجها شركات متخصصة، ولها معدون ومنتجون وممثلون والمقومات الفنية كافة من ديكور وإضاءة .. تجارة وبيزنس هام جداً ، ومربح جداً ، ومدمر جداً، بعض الباعة يعرض كتبه على شكل مجموعات مخفضة، ورغم عدم معرفتي بـ "الدانش" أو اللغة الدنماركية اشتريت مجموعة من الروايات الأنيقة بـ 25 كرونا لعلني أستطيع قراءتها ذات يوم.
والشعب هنا يحب القراءة، وهي صفة قد تكون عامة في الغرب، ولعل الدليل على ذلك أن الكتب توزع لديهم الملايين من النسخ، ويصبح الكتاب أثرياء في لحظة، بينما توزع الكتب لدينا العشرات، ويعاني الكاتب عندنا من الفقر والعوز، ولعل من الأدلة أيضاً على تقديرهم للقراءة أن هناك أكثر من تمثال شاهدته يمثل شخصاً يقرأ، أو لرجل في يده كتاب.