يفتح الستار على قاعة العرش.فى القصر الملكى،الملك جالسا على العرش،ويقف أمامه ددى الكاهن الطاعن فى السن ،متكئا على عصاه،وتحت إبطه أوراق البردى.
الملك خوفو(متسائلا):
لماذا لم نراك من قبل أيها المبجل.؟
ددى:
مولاى ..
من دُعى أجاب،ولما دعوتنى لبيت..
 وقد سعدت وشرفت بدعوتكم  لى فى إفتتاح هرمكم العظيم(أفق خوفو)  ،أنه بحق صرحا يليق- ساجدا- بعظمة مولاى الملك الإله.
خوفو(مرحبا ):
تفضل بالجلوس أيها الكاهن المبجل.
ددى(بود جالسا):
ثبت"رع" فؤاد مولاى الإله،وجعل مشروعاتك كلها ناجحة.
مولاى ..
إنت زهرة لوتس مطهرة،
خرجت من لمعان الضوء،
مكانك على أنف رب الشمس،
إنت زهرة لوتس مطهرة،
أتت من الحقل.
خوفو(بود وإستحسانا لكلام ددى):
علمت بأنك تحتفظ بكتاب المعبود "تحوت" .
وقد رأيت أن أحتفظ بهذا  الكتاب فى مكتبة المعبد الجنائزى
 الواقع شرق هرمى هذا.
ددى:
أمرك سيدى ،لكن ..لكن...
خوفو:
لكن ماذا؟
ددى:
إن تعاليم وأسرار المعبود "تحوت" هنا- يشير إلى صدره-،
ولا أستطيع البوح بها لأحد!!
خوفو(مستنكرا):
ماذا تقول أيها الساحر الكاهن ؟!!
ددى:
 عذرا مولاى و سيدى الملك الإله .
فمثلى لا يجرؤ على غضب إله عظيم مثلك.
 لكن ربما كان فى الكتاب ما يغضبكم،ويعكر صفو حياتكم،ولا أريد أن أسبب لكم أى ضيق.
خوفو(مستفسرا):
وهل فى الكتاب حقا ما يغضبنى؟!
ددى:
يامولاى الكتاب فيه أخبار السابقين وأنباء اللاحقين.
تاريخ الأجداد..ومستقبل الأحفاد.
خوفو:
وهل فى مستقبل الأحفاد ما يعكر الصفو؟!!
ددى (يلوذ بالصمت)
خوفو(محاولا سبر أغوار ددى):
لقد سمعتُ عن مواهبك فى السحر ،وأنك تستطيع أن تجبر أسدآ على أن يسير آليفا طائعا خلفك،
وأنك تستطيع أيضا أن تقطع رقبة إنسان ثم تتلو عليها تعاويذك فتعود إلى مكانها من الجسم، وتسترد حيويتها.
ددى(وقد بُش بكلام خوفو):
مولاى وسيدى..
كان هذا فى الماضى البعيد،أنا الآن أبلغ من العمر العاشرة بعد المائه.
خوفو(محاولا إثارة حماس ددى):
أيها الساحر والكاهن المبجل،أريد أن أرى معجزة من معجزات الماضى.. هيا،هيا .
(ينادى):
 يا حراس أحضروا سجينا (ينظر إلى ددى):
سأقطع رأسهُ وأريدك ان تعيدها بسحرك إلى مكانها مرة أخرى.
ددى(رافضا ):
لا..لا يا سيدى صاحب الجلالة،
لا تقتل كائنآ بشريآ .
فمن المحرم تجربة هذه الأمور على قطيع الله،
وحسبك أن أحدآ لم يطلب أداء شىء من ذلك على هذا الشعب النبيل.
خوفو(بضيق ساخرا):
إذا لا معجزات سنراها منك الليلة!
ذكرتنى بكبير الكهنة المرتلين فى عهد والدى الملك العظيم سنفرو،
وكان يدعى "جاجا معنخ"،فقد أرسل له والدى وسأله عن تسرية يرفه بها
 عن نفسه ،فأشار عليه أن يلتمس التسرية فى الخضرة والماء والوجه الحسن.!!
ددى(محاولا إرضاء الملك خوفو):
مولاى وسيدى..
سأحكى  لكم  قصة  مثيرة تتعلق بهذا الهرم العظيم ،وستحدث فى أخر الزمان.
خوفو(هازئا):
ستروى لى قصة أيها الكاهن.!!
ددى (بهدوء):
ولكنها قصة ليست ككل القصص  يا مولاى،وسأذكرك يا مولاى ،
بأن الملك الراحل ،الإله سنفرو ، أمر حامل أختامه أن يستدعى إليه
أعضاء بلاطه ذات صباح وطلب إليهم أن يشيروا عليه بحكيم حتى
 يحدثه بمواعظ قصيرة أو حديث لطيف يتلذذ بسماعه.فسجد الرجال
 فى حضرته وأشاروا عليه بكاهن مرتل من تل بسطه يدعى "نفرر حو" ،
فأمرهم بأن يستدعوه إليه ،وعندما وفد الحكيم سجد أمامه،فطلب من الفرعون العظيم أن يحدثه بمواعظ مختصرة سديدة .
وسأله "نفررحو":
هل مما حدث أو مما سيحدث،مولاى؟
فقال له الملك سنفرو :
بل ما سوف يحدث ،فإن ما حدث تم وإنقضى.
وعندما تهيأ نفررحو للرواية مد الملك يده إلى صندوق أدوات الكتابة ،وسحب منه لفافة بردى ولوحة وتهيأ للكتابة،فى جلال الحكام وتواضع العلماء.
خوفو(متجاهلا الأمر،ومتسائلا بحدة):
وهل هذه القصة موجودة فى كتاب "تحوت"؟!!
ددى(بذكاء):
نعم يا مولاى وسيدى ..
خوفو(ساخرا):
 وهل هذه القصة مما حدث أو مما سيحدث؟
ددى( مبتسما):
التاريخ يعيد نفسه يا مولاى الملك.
بل ما سوف يحدث ،
فإن ما حدث تم وإنقضى.كما أخبرنا مولاى سنفرو آنفا.

ومن خلالها ستتعرف  على  مستقبل "كمت"  ،
وهذا الصرح العظيم الذى سيخلد أسمكم،
كل الأشياء تتبدد بفعل الزمن إلا صرحكم هذا.
خوفو(منتشيا بكلام ددى):
عظيم..عظيم ..
تحدث فقد شغفت بحديثك.وأصبحت أتحرق شوقا لسماع قصتك.
ددى(بحذر):
ولكن علىً أن أذكركم أيضا بشىء هام .
الملك(مترقبا):
 ما هو هذا الشىء الهام يا ددى؟
ددى( بذكاء):
كان مولاى الملك الإله سنفرو يخاطب أهل العلم فى عصره بلفظ الأخوة كما خاطب كاهنه المرتل ،........
خوفو (بحزم مقاطعا):
أيها الكاهن المبجل ددى ،
 أنا غير والدى الإله.
ددى(بهدوء):
لكن أطلب منكم الأمان .
فالقصة بها –ربما- ما يغضبك،
فأمنحنى الأمان.
خوفو(بهدوء ):
لك ما طلبت .
إخرج ما فى صدرك أيها الساحر الكاهن المبجل.


ددى(يتلو بعض الأدعيه ):
التحيات لك أيها الإله  الذى فى تل الماء.
جئت إليك ؛لكى أشرب من النهر،
كما فعلت مع الرب العظيم.
لأجله تحمى الآلهة فى مواكبها،
فليأت الفيضان وأتسيد على الخضرة،
فأنا ابنك المحبوب دوما.
أعطانى ربى مكانا طاهرا
محبوبا منك.
فأنا ابنك المحبوب دوما.