"يلا نحب KZ " مدونة عمالية مصرية، ابتكرها عامل بشركة كفر الزيات للمبيدات والكيماويات التي تعرف اختصارا بـ KZ ، على موقع التدوين العالمي "بلوجر، لتعبر عن حبه للشركة التي يعمل بها منذ 25 عاما من ناحية، ولكي تكون نافذة إعلامية للتعبير عن قضايا زملائه العمال من جهة أخرى.
العامل بقسم المنزلية في أكبر الشركات المتخصصة في صناعة المبيدات في مصر فضل أن يقدم مدونته باسم مستعار هو "واحد من العمال"، ربما للحديث بحرية، وربما تحسبا لردود أفعال غير متوقعة حول تجربته الجديدة في المجتمعات العمالية، وجعل شعارها هو "نتمدد بحرية".
وعرف "واحد من العمال" نفسه بالأتي : "رئيس ورديه إنتاج (أد الدنيا) ودايب دوب فى حب kz شركتى (مصر الصغيره بتاعتى) والتى أعمل بها ولحم كتافى من خير ربنا وخيرها، وبتمنى تكـبر ونكبر معاها وتكـبر مصرنا معانا لاننا حتة منها ومش بخاف ولا بطاطى ولا بحب الصوت الواطى .. بس بطريقتى"
بدأ "واحد من العمال" رحلة التدوين، مستعينا بثقافته العريضة التي كونها منذ أن كان صبيا، حيث نشأ في أسرة متوسطة يعمل معظم أفرادها في قطاع التعليم، ورغم تعليمه المتوسط كان قارئا نهما في مختلف مناحي الثقافة والسياسة والأدب.
وبمرور الوقت اكتسبت المدونة العمالية الجريئة "يلا نحب KZ " الشهرة في مجتمع الشركة الكبير، وساعد على ذلك التحول انتشار الإنترنت في الطبقة المتوسطة، فأصبحت نموذجا لـ "التدوين العمالي" الذي يمكن البناء عليه، وأن يكون نواه لصحافة ألكترونية جديدة تعبر عن أكبر حركة نقابية، وهي الحركة العمالية.
ساعد على نجاح المدونة الصدق، والجرأة، والنقد الصريح للسلبيات، وتسليط الضوء على الإيجابيات، ورصد أخبار المجتمع العمالي بالشركة بفعالياته المختلفة، مع التركيز على البسطاء، والحس الوطني الذي تنطلق منه، وكذلك منطلق الوحدة الوطنية، والحرص على مصلحة طرفي العلاقة العمال والشركة في آن واحد.
خصص "واحد من العمال" معظم وقته لمدونته، ففي كل مساء كان يعد كوبا من الشاي الثقيل في دكانة صغيرة في قريته كفور بلشاي، ويبدأ التدوين على جهاز كمبيوتر موضوع على بنك المحل، ويحلم لمحبوبة فريدة اسمها KZ التي يعتبرها "مصر الصغيرة".
وحرص المدون المجهول على تطوير مدونته، فأصبحت تشمل الأخبار، والتقارير، والفيديوهات، والصور، والبانرات الإعلانية التي خصصها بإيثار غريب لمنتجات شركته.
وفي شهور بسيطة أصبحت المدونة حديث المجتمع الكزداوي، واكتسبت الآلاف من المتابعين من مصر ودول عربية وأجنبية، وارتفع ترتيبها لتكون الأولى في محرك البحث الشهير "جوجل".
وبسرعة باتت شخصية المدون الغامض محورا للتخمين، وأصبحت لغزا يحاول الجميع حله، خاصة بعد أن طالت سهام النقد الهادف بعض القيادات بالشركة، فأقسم البعض أن يكشف سر المدون المجهول.
في يوم جاء موزع وصلات الإنترنت متوترا ليخبر صاحبه المدون المجهول بأن شخصيته قد كشفت، وعندما استفسر عما حدث، أخبره أن مباحث أمن الدولة في القاهرة استدعته، فأخذ معه محاميا، وهناك طلبوا منه كتابة بيان بجميع من يوصل لهم خدمة الإنترنت فكتب، واستنتج من ذلك أن شخصية المدون الشهير الغامض زورو قد انكشفت.
في هذا التوقيت قرر "واحد من العمال" أن يعلن شخصيته الحقيقية، فغير لأول مرة هويته في ترويسة مدونته وجعلها "واحد من العمال جلال الجرباني"، وهو اسمه الحقيقي.
وبعد سنوات من التغريد في السر، أصبح الجرباني يغرد في العلن، ورغم ذلك لم يغير طقوسه اليومية، ففي كل مساء كان يعد كوبا من الشاي الثقيل في دكانة صغيرة في قريته كفور بلشاي، ويبدأ التدوين على جهاز كمبيوتر موضوع على بنك المحل، ويحلم لمحبوبة فريدة اسمها KZ التي يعتبرها "مصر الصغيرة".