القاهرة : الأمير كمال فرج .
خرجت الصحف المصرية "الورقية" في اليوم التالي لإدلاء الرئيس عبدالفتاح السيسي بخطابه الأخير بمانشيت موحد هو "مصر تستيقظ" .. أكثر من ١٠ صحف صدرت صفحاتها الأولى بنفس العنوان . وهو ما يثير الحيرة .. والتساؤل .. هل اتفاق كل هذا العدد من الصحف على مانشيت واحد مصادفة على سبيل "وقع الحافر على الحافر " الذي كان القدماء يعتمدون عليه في قضية السرقة الأدبية؟، أم أن هناك توجيه معين بالتركيز على هذا العنوان ؟.
لو صدق الاحتمال الأول، واتضح أن الحكاية "توارد أفكار" فإننا سنحسد كل رؤساء التحرير الذين يديرون هذه الصحف، ومنبع الحسد أنهم مكشوف عنهم الحجاب، ولديهم قدرتهم الفائقة غير العادية على التخاطر، وهو ما مكنهم من اختيار هذا العنوان الموحد الغريب.
أما لو اتضح أن هناك من وجه الصحف باختيار هذا العنوان ، فستكون "مصيبة سودا" حلت على الاعلام المصري، لأننا بذلك نكون قد عدنا إلى عهد الرقيب، والإملاءات السياسية، عندما كانت وسائل الاعلام تأتمر بأمر النظام، وهو عهد المفترض أنه إنقضى منذ سنوات طويلة.
منذ سنوات كنت في رحلة صحفية لدولة قطر بدعوة من قناة فضائية، وفي اليوم التالي للزيارة تفقدت الصحف القطرية، ففوجئت أن عنوان جميع موحد، فاستغربت ذلك، وأدركت عندها أن الصحف هناك تتلقى توجيهاتها المباشرة من الدولة، وسخرت في نفسي من هذا النوع من الصحافة الموجه الذي يعمل بالريموت كنترول، لذلك سأصاب بالفزع إذا ثبت أن أحد العاملين في محيط الرئيس وجه الصحف القومية بنشر هذا العنوان، ونظم لهم "حصة إملاء".
عموما .. الحقيقة ستظهر عاجلا أم آجلا، وكما يقول المثل "ياخبر بفلوس بكره يبقى ببلاش".