رغم أن اسمه لم يرتبط إلا بمسابقات الجمال التي كان يرعاها في أمريكا منذ 30 عاما، أؤيد قطب العقارات الأمريكي دونالد ترامب ليكون الرئيس الأمريكي الـ 45، وتأييد مواطن عربي لمرشح أميركي ـ رغم أنه لن يفرق لدى الشعب الأمريكي الذي يختار رئيسه بديمقراطية ـ لا يعد تدخلا في الشؤون الداخلية لدولة شقيقة ، وذلك بعد أن ثبت ـ وفقا للتبعية ـ تأثير السياسة الأمريكية على العالم عامة، والشرق الأوسط خاصة .
أؤيد ترامب رغم تصريحاته باعتزامه منع دخول المسلمين أميركا، وذلك على خلفية الإرهاب الذي يضرب أماكن عدة في العالم، ويتركز حاليا على أميركا ودول أوروبية، والمتهم فيها للأسف مواطنون عرب ومسلمون، أو ذوى أصول عربية وإسلامية.
أؤيد ترامب رغم العريضة التي وقعها مشاهير أمريكا منذ أسابيع، والتي حذروا فيها من وصوله إلى البيت الأبيض ، واعتبروا ذلك مؤشرا على تراجع الحريات، وتنامي العنصرية في بلد العدالة، والمساواة، والحرية.
أؤيد ترامب، لأنه أفضل السيئين، ولأن البديل مدمر، لأسباب عدة ، فالمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون "أم تشيلسي" إمتداد لسياسة الرئيس الأميركي بارك أوباما التي وقفت ضد الحقوق العربية ، وليت الأمر اقتصر على ذلك ، ولكنها أضاعت سوريا، وليبيا، والعراق، وأفغانستان، وأوشكت على إضاعة مصر، وأنتجت لنا وحوشا خرافية جديدة، كـ "الإخوان.
سياسة أوباما هي نفسها السياسة التي أسست "الإرهاب المنظم" والذي تمثل في عشرات الجماعات المتطرفة بدءا بداعش، ومرورا بالنصرة ، وأنصار الشريعة، وانتهاء بأحرار الشام، وهو ما حول الإرهاب من عمل فوضوي عارض إلى عمل دولي منظم يملك دولا وأراضي وإمكانات، ودول محددة تمول الإرهاب تحت الرعاية الأمريكية.
هيلاري التي عملت وزيرة خارجية في عهد أوباما ، (2009 : 2013) ستفشل أيضا إذا أصبحت رئيسة، لأنها تمثل نفس السياسة الأمريكية غير الأخلاقية، والتي تبرر أي شيء ـ حتى لو كان تدمير الدول ـ للحفاظ على الإمبريالية الأمريكية.
رأينا هذا الفيلم بنفس شخوصه، وأحداثه ، ومؤامراته ، فإذا فازت هيلاري انتظروا 8 أعوام أخرى من التواطؤ الأمريكي ليس فقط ضد المصالح العربية ، وإنما ضد أمن واستقرار العالم .
فوز هيلاري كلينتون سيضع الديمقراطية الأمريكية في مأزق عالمي ، فبعد أن ترأس زوجها بيل كلينتون أميركا (1993 :2001) سيأتي دور زوجته لتترأس البلاد ، وهو ما سيجعل الأمر أشبه بالتوريث السياسي، وسيقرب الوضع كثيرا من الحكم الملكي.
حتى لو جاء فوزها عن طريق انتخابات ، لا يمكن تجاهل الثغرة الكبيرة التي يمثلها رئاسة الرجل للبلاد ، ثم رئاسة زوجته بعد سنوات ، وكأن البلد ليس بها إلا عائلة كلينتون التي تحتكر العبقرية السياسية .
حدث ذلك في أميركا نفسها منذ سنوات عندما ترأس بوش الأب البلاد لسنوات ، وبعد فترة ترأس نفس البلاد بوش الإبن، وكان من المخطط أن يكون لعائلة بوش رئيس ثالث وهو جيب بوش ، إلا أنه انسحب مبكرا من السباق الرئاسي.
وحدث كذلك في دول أخرى بالعالم مثل الأرجنتين التي ورث بها الرئيس الأرجنتيني نيستور كيرشنر (2003 : 2007) الكرسي لزوجته كرستينا إليزابيث فيرنانديز ( 2007 : 2015).
رغم أن كل هذه الحالات تحدث عن طريق انتخابات . إلا أن الثغرة الهوة تتسع ، ليصبح لدينا نموذجا غريبا للديمقراطية يبيح توريث المنصب، بمحلل ، وهو الانتخابات.
أعلم أن الرؤساء العرب يفضلون هيلاري التي يعرفونها جيدا، ويعرفون مفاتيح شخصيتها، وفقا لمبدأ "اللي تعرفه أحسن من اللي ما تعرفوش"، ولكن هؤلاء يعرفون جديدا ان فوز هيلاري سيزيد الإرهاب العالمي ، ويجمد المصالح العربية، ويطلق يد إسرائيل، وسيسقط المزيد من الدول العربية .
أما بالنسبة لتصريحات ترامب التي يراها البعض معادية للعرب والمسلمين ، فيجب أن ننظر إليها من منظر مختلف ، وهو حرص الرجل على حماية بلاده، هناك قاعدة أؤمن بها جيدا وهي " إذا لم تستطع حماية حقوقك ، فلن تستطع حماية حقوقي".
أما عن مواقف ترامب التي توصف بالتشدد السياسي ، فإن التاريخ أثبت أنه كلما كان الرئيس متشددا في مواقفه، كلما كان ذلك أدعى للحفاظ على الحقوق العربية، ولدينا مثلا قريبا في إسرائيل ،.. الخطوات المتقدمة التي حدثت على مدى الخمسين عاما في مباحثات السلام العربية الإسرائيلية قام بها رؤساء متشددون بالمعنى اللفظي للكلمة.
نقطة أخرى إذا فازت هيلاري النتيجة معروفة ومحددة ، أما ترامب فلن يكون أسوأ من سابقه ، وكما يقول المثل "ضربوا الأعور على عينه .. قال عورة عورة". ولكن سنكون هنا قد جربنا سياسة جديدة ، بالأحرى شاهدنا فيلما جديدا بدلا من فيلم عائلة كلينتون الممل.