القاهرة : الأمير كمال فرج .

رغم الدور الذي تلعبه الفضائيات والقنوات والمواقع الإخبارية الأجنبية في التواصل بين الحضارات ، فإن السلبيات أكبر من المزايا، ولعل السلبية الأساسية عدم مراعاة هذه الوسائل للتقاليد العربية التي تختلف كثيرا عن الغربية .

أحد الأمثلة على ذلك برنامج "آفاق" الذي تقدمه قناة BBC العربية والذي أنتج حلقة خاصة عن صناعة الأفلام الإباحية ، والمؤسف أن القناة قدمت هذه الحلقة وكأنها تقدم حلقة عن صناعة الأجبان أو الثلاجات ، فأصبحت ـ دون أن تدري ـ بوقا لترويج هذه الصناعة، وإضفاء طابع العادية والإنسانية أحيانا عليها .

تضمنت الحلقة ـ التي قدمها مذيع عربي ـ لقاءات مع منتجين للأفلام الإباحية وممثلين وممثلات في هذه الأفلام المباحة في العالم الغربي ، ولكنها محرمة في العالم العربي والإسلامي ، حيث يمنع على المسلم إقامة علاقات جنسية قبل الزواج ، كما يمنع عليه التعري والإباحية .

الغريب أن مقدم البرنامج أجرى ضمن حلقته لقاءات مع ممثلات "مومسات" ، ووكلاء أعمال "قوادين" تحدثوا إليه بالكثير من الجدية والوقار ، وكأنهم يقدمون رسالة مهمة، وخدمة جليلة للبشرية.  

ولننظر إلى إجابة إحدى المومسات على سؤال مقدم البرنامج عن سبب إقبالها على تمثيل الأفلام الإباحية ، حيث قالت المومس النجمة "أنا مهتمة منذ فترة بمجال الترفيه عن الراشدين"، وتقول أخرى "بدأت العمل في تمثيل الأفلام الإباحية لأنه عمل مريح ماليا، وممتع في الوقت نفسه"، وتقول ثالثة "كان لدى شغف بالجنس منذ أن كنت صغيرة، فكنت أشاهد الأفلام الإباحية، وكنت مهتمة بفكرة الإثارة". 

الحلقة رفعت على موقع "يوتيوب في 4 / 4 / 2012، وحظيت حتى اللحظة بـ 531934 مشاهدة، ونشرت  القناة الناطقة باللغة العربية التعريف الآتي للحلقة :

(آفاق ياخذكم في كواليس و اسرار صناعة الافلام الاباحية في هوليوود من خلال جولة في ستوديوهات شركة فيفيد احدى اكبر شركات الانتاج في هذا المجال في العالم. نكتشف خلال الحلقة اهمية هذه االصناعة بالنسبة للاقتصاد المحلي و الجدل الدائر في كاليفورنيا حول فرض إستعمال وسائل الوقاية خلال التصوير. و اجرت افاق حديثاً مع مدير عام شركة فيفيد ستيفن هيرش الذي كان له دوراً تاريخياً في نقل هذه الافلام الى الضوء بعد ان كانت شبه سرية. اما مدير حملة استعمال الواقي في تصوير الافلام فقد شرح لنا اهداف و نتائج حملته التي استهدفت أسماء مشهورة في انتاج هذه الافلام و منهم ستيفن هيرش. )

الحلقة بما تضمنته من لقاءات وحوارات وترجمة على الشاشة ، تعتبر حلقة إباحية فعلا ، تخدش حياء المشاهد العربي والغربي على السواء .

الفضائيات الأجنبية يجب أن تراعي المجتمعات الموجهة إليها ، وإلا ستعانى من العزلة ، قد تحظى هذه البرامج الفاضحة على متابعة لفترة بحكم سخونة موضوعاتها ، ولكنها بعد قليل ستقابل باستحقار ، لكونها تخالف أساسيات العقيدة العربية .

المؤسف والجدير بالأسف أيضا مشاركة شباب عربي من دول عربية محافظة في إعداد وتقديم مثل هذه البرامج التي تخالف  عقائدهم وتقاليدهم ، بل وتتنافى مع قطاع غير قليل من المجتمعات الغربية الذي بدأ يعترض على الإباحية ، بعد أن لمس تأثيراتها المدمرة ، وبدأ يطالب بالعودة إلى الأخلاق .