ماذا ستفعل في 2017؟، هل حددت أحلامك؟، أم تجاهلت ذلك كما تفعل دائما، وقضيت الليلة على المقهى تدخن المعسل ، وتتجلى على إيقاع كركرة الشيشة؟، .. آه نسيت ، أكيد قالوا لك هذا عيد الكفار ، وحذروك من وصفه بعيد الميلاد أو الكريسماس .. أو حتى رأس السنة، فمرت عليك مقدمة السنة مثل ـ ولا مؤاخذة ـ مؤخرتها، وكأن شيئا لم يكن.
بداية عام جديد أمر جلل، ليس للجانب الدراماتيكي فيه، والذي يعني عاما مضى، وآخر جاء، وأن عمرك يتناقص، ولكن لأن بداية العام مؤشر لما سيحدث في العام نفسه، فإن كانت الانطلاقة قوية ستتمكن من العدو بسرعة، وتنافس على المركز الأول، وإن كانت ضعيفة ستنفرد بالمركز الأخير.
البعض دونوا أحلامهم، وأعلنوها على الملأ ، كتبوها في الكراسات وعلى الحوائط، وصفحاتهم الشخصية على فيسبوك، فكانت السفر إلى بلدان جديدة، أو قراءة المزيد من الكتب، أو تعلم لغة جديدة، أو إنشاء مشروع صغير فحققوا النجاح، في المقابل، كثيرون لم يكترثوا بالأمر، ففقدوا حماسة خط البداية، فلم يحصدوا إلا الفشل.
الثقافة العربية خدرت الناس على مدى ألفي عام، بالقناعة، وأحالت كل شيء للقضاء والقدر، وقالت "مد لحافك على قد رجليك" فأفرزت لنا الإرهابيين وقاطعي الرؤوس، أما ثقافة الغرب قدرت الوقت، فأفرزت لنا العقول المبدعة، والمخترعات الحديثة، ومكوكات تحتل الفضاء .
في العالم العربي تعتقل الأحلام ، لأن الحلم لبنة من التفكير، والتفكير عصافير تطاردها البنادق، ومعظم الحكام لا يريدون للناس أن يفكروا ويحلموا، لأن الذي يفكر سيقارن ويثور، لذلك استوطن الفشل في البر والبحر.
امسك ورقة وقلما واكتب أحلامك، لا يهم إن كان الخط رديئا أو بيشرب من البحر .. المهم أن تحفر بالقلم على الورقة لتترك حروفا لا تمحى أبدا، كتابة الحلم تهيئة نفسية ومعنوية للعمل، والكتابة بمثابة عقد بينك وبين نفسك على الالتزام بتحقيقه، فامسك قدرك واكتب .. حلم 2017.
الحلم أول خطوة نحو الحقيقة، .. ولكن مجرد الحلم يستفز الحساد والجهلاء والحاقدين، والبصاصين القادرين على تحويل أي حلم إلى كابوس، إذا حلمت ستتعرض للسخرية، والإحباط، والتسفيه، سيتكالب عليك الفاشلون لمنعك من تحقيق شيء حتى تهدأ ذواتهم القانعة بالفشل.
في هذا العصر الموبوء نضطر أحيانا إلى أن نحقق أحلامنا خلسة، لأن هناك شرطة سرية تعتقل الأحلام، وتحقق معك بتهمة التفكير، ولكن الحلم يستحق المحاولة، والعقبات وقود سحري لمحرك النجاح.
قبيل 40 عاما وقفت أمام المرأة وأنا صبي وقلت "لقد قررت أن أكون صحفيا"، وبمرور الوقت أصبحت كذلك ، الأمر ليس ضربا من الشعوذة، ولكن كل إنسان يمكن أن يكون ما يريد، بشرط الإرادة الانسانية الخلاقة التي تصنع المعجزات.
السعادة قدر والتعاسة كذلك، ورغم ذلك يصنع الإنسان حاضره ومستقبله، ويحدد مصيره، وإلا لما كان هناك حساب يوم القيامة.
كرة الحديد في قدميك، وميراث الجهل والحكم والأمثال التي تحذر من التفكير تحاصرك وتسجنك كالشلل الرباعي، ولكن رغم ذلك احلم، واعلن عن حلمك بصوت جهور أمام المرآة كما أفعل دائما، .. عندها فقط ستتحول وتحصل على القوة الأسطورية التي تحطم الجبل.
تاريخ الإضافة: 2017-01-07تعليق: 1عدد المشاهدات :1625
9 0
التعليقات
اسماعيل كريم (زائر)
2017-02-13
لا اريد الكلام عن فنيات المقالة، فهي اصلا لغة شاعر مرهف، طويل القلم كريشة نسر ذهبي، ولكن ما هزني ان المقالة تشير الى ان هذ القلم عمود نور يضيء للجيل المعاصر بؤرالعفونة التي تستهلك وقتهم واحلامهم أي بعارة اخرى هو مشرط جراح يفتح جرح المقاهي ويطهره ويوجه الشباب بنموذج نجاه فنعم القدوة العصامية واعتبروا
اسماعيل كريم (زائر)
لا اريد الكلام عن فنيات المقالة، فهي اصلا لغة شاعر مرهف، طويل القلم كريشة نسر ذهبي، ولكن ما هزني ان المقالة تشير الى ان هذ القلم عمود نور يضيء للجيل المعاصر بؤرالعفونة التي تستهلك وقتهم واحلامهم أي بعارة اخرى هو مشرط جراح يفتح جرح المقاهي ويطهره ويوجه الشباب بنموذج نجاه فنعم القدوة العصامية واعتبروا