الحرية كل لا يتجزأ، لا توجد نصف حرية ولا حرية إلا ربع، وهي حق دائم ، لا توجد حرية مؤقتة ، أو موسمية، وهي حق إلهي ، ليس من حق أحد أن يدعي الفضل في منحها فقد خلق الله الناس أحرارا، وهي أيضا حق مستمر ، لا يحق لأحد أن يمنحها ثم يأخذها ثانية وفقا لمزاجه.
نصت عليها المواثيق الدولية بعبارات واضحة لا لبس فيها، فقد ذكرت المادة 19 الاعلان العالمي لحقوق الإنسان، أن "لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية."
والحرية بمفهومها البسيط تعنى حصول المواطن على الحقوق في العمل والمعيشة والتعليم والكرامة والمساواة، وحرية الرأى والتعبير والعدالة الاجتماعية والقانونية واختيار ممثليه وحكامه.
ورغم أنها حقوق بسيطة ليست معجزة ، نصت عليها الأديان السماوية منذ آلاف السنين، ومن بينها الإسلام، إلا أن البعض يرفضها، ويعاديها ، ويعتبرها باب الخراب، ويخوف الناس منها، .. لماذا .. ؟, لأن فيها تهديدا لنفوذهم ومكتسباتهم ومناصبهم ورغبتهم المتوحشة في السلطة والاستحواذ.
ورغم أن جميع الدول وقعت على المواثيق التي تؤكد الالتزام بهذه الحقوق ، إلا أن معظمها لم يلتزم بما وقعوا عليه، وظلوا يحكمون شعوبهم بالحديد والنار، في بعض الدول الحرية مساحيق تجميل لإخفاء الدكتاتوريات العميقة، ولفظة سيئة السمعة ، كألفاظ أخرى مثل العلمانية والليبرالية، ترادف في بعض الأحيان الانفلات والفجور ، وتقابل في أحيان أخرى العمالة والتآمر على الوطن .
في الغرب حسموا القضية، ومنحوا شعوبهم حقوقهم، وتفرغوا للعمل والإنتاج ، فحكموا العالم، أما في الشرق طاردوا طيور الحرية بالبنادق، فحلت بدلا منها أسراب الغربان ، فحصدوا الخراب ، وأصبحوا في ذيل الأمم .
الحل الوحيد "تدويل الحرية" لم لا ؟، فالحرية قيمة إنسانية عالمية ، لا تختص بعرقية، أو شعب دون آخر، الحرية حق كفله الله لجميع البشر، وأكد في تعاليمه عز وجل على هذه الحرية ، بل أن الاسلام العظيم جاء في الأساس من أجل الحرية والمساواة، فألغى العبودية، وساوى بين الناس.
قد يتعلل البعض بالخصوصية ويزعم أن ما يطبقه الغرب لا يصلح لنا ، وأن للمجتمع الشرقي خصوصيته وتقاليده، وأن الغرب الجبان يريد أن يهدم القيم ويحطم المجتمع ، ويدعو لفجور المرأة، وينزع عنها شرفها وعفتها، وغيرها من التخرصات التي رددها الجهلاء 1000 سنة ، سوف يعيد البعض تكرار نظرية المؤامرة ، مدعيا أن الغرب يريد تدمير الدولة واحتلالها والاستيلاء على خيراتها، سوف يشيعون الخوف بين الشعب من كل ماهو أجنبي، ويحاولون سد عين الشمس، ويتهمون النشطاء بالخيانة والتجسس، ولكن هذه كلها دعاوى أصبحت مضحكة في عصر الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي.
"تدويل الحرية" يعني تحديد معايير عامة لها يجب على الدول الأعضاء بالأمم المتحدة الالتزام بها ، ويمكن تلخيصها في "حرية التعبير، وديمقراطية الحكم، والعدالة الاجتماعية، ونزاهة التوقيف والمحاكمة، ومحاربة الفساد"، وتقيم كل دولة وفقا لهذه المعايير ، وفقا لشرائح وألوان ، على أن يحاسب المجتمع الدولى الدول التي لا تلتزم بالحد الأدنى من معايير الحرية بالعديد من الإجراءات، تبدأ بالمنع من المشاركة في أنشطة المنظمة الدولية، وتنتهي بالمقاطعة الدولية.
تدويل الحرية الحل الوحيد لفرض الحرية الحق الإلهي الذي منحه الله للإنسان منذ ولادته، وجعله خليفة له في الأرض.
تاريخ الإضافة: 2017-08-09تعليق: 0عدد المشاهدات :1404