القاهرة : خاص.
دعا الكاتب الصحفي الأمير كمال فرج إلى ثورة في النشر الإلكتروني لمواكبة التغير الكبير الذي حدث في أساليب النشر ، والذي أصبح يعتمد على شبكة الإنترنت ، وما يحققه ذلك من مزايا مدهشة أهمها الانتشار الواسع عبر العالم.
وقال الأمير أن "المسؤولين عن النشر في العالم العربي يجب أن يدركوا التغيير الهائل الذي حدث في أساليب النشر، وأن يبدأوا في عملية تحويل المنشورات المطبوعة إلى منشورات رقمية ، وياليتنا في هذا الصدد ندشن مشروعا عربيا متكاملا لتحويل التراث العريي القديم والمعاصر المطبوع على الورق إلى النشر الإلكتروني ، ليجد مكانه تحت الشمس".
معايير جديدة للنشر
أضاف الأمير أن "الكتاب المطبوع أدى دوره في حقبة زمنية معينة، ويجب عليه الآن أن يتطور، فلا يمكن أن نترك التقنية التي تحقق للمؤلف الانتشار العالمي، حيث يقرأ العمل الملايين، بل والمليارات، ونتمسك بالكتاب الورقي الذي تطبع منه 2000 نسخة، ولا أحد يعلم عدد النسخ التي وزعت فعليا"، مؤكدا أن الكتاب المطبوع بمعايير النشر الجديدة لم ينشر بعد .
عامل الموثوقية
وأوضح الأمير أن "النشر الإلكتروني يتفوق على الطباعة بمزايا عديدة، منها الانتشار الواسع، وقلة التكلفة ، وسهولة الحمل والتصفح، والحرية الفكرية، وتراجع الرقابة، والخدمات التفاعلية مع الكاتب والإصدار، والخدمات الجديدة بالمواقع الإلكترونية مثل إمكانية الترجمة ، والاستماع إلى نص الكتاب بدلا من قراءته".
وقلل من تقليل البعض عامل الموثوقية في الإنترنت ، والادعاء بأن الكتاب المطبوع أفضل من ناحية التوثيق ، مؤكدا أن مشكلة التزييف موجودة في الأسلوبين الطباعة والإنترنت"، مشيرا إلى أن الطباعة يمكن أن تستمر في نطاق محدود بهدف التوثيق ليس إلا.
تهديدات ألكترونية
وتطرق الأمير إلى مخاوف البعض من حدوث مشكلة عالمية أو تهديدات ألكترونية ما تؤدي إلى تدمير شبكة الإنترنت ، وما تضمه من معلومات هائلة، وقال أن "المخاوف الأمنية موجودة دائما سواء في الواقع أو في الفضاء الإلكتروني، ويمكن التغلب عليها باستحداث خيارات متعددة للتوثيق عبر الشبكة ، وبعضها موجود، والمزيد من التثقيف بطرق الحفاظ على الأمن الإلكتروني ، والنسخ الاحتياطية ، وغيرها من أدوات الحفظ والتوثيق"
وانتقد الأمير إصرار العديد من هيئات النشر المصرية والعربية على النشر الورقي الذي وصفه بـ "البدائي" ، واستمرار البعض في شراء ماكينات طباعة مكلفة ، في الوقت الذي يتخلص منه العالم من المطابع والورق، ويتجه إلى النشر الإلكتروني ، مؤكدا أن الإصرار على شراء ماكينات الطباعة إهدار لمال العام .
تطور التدوين
وقال الأمير أن "البشر بدأوا للتدوين في فجر التاريخ بالكتابة على الأحجار واللوحات الطينية ، وبعد فترات زمنية اكتشف الفراعنة ورق البردي الذي كان وسيلة أفضل في التدوين والحفظ ، ثم تطور الأمر في عصور لاحقة، وبعد عام 1820 وصلنا إلى الورق الحديث، ومنذ ذلك التاريخ لم تتطور أدوات التدوين ، حتى جاء النشر الإلكتروني، حيث أصبح الإنترنت الوسيلة الأفضل للكتابة والتدوين والنشر العالمي".
الثقافة المسموعة
وأبان الأمير أنه بدأ منذ شهور من خلال موقعه الخاص مشروعا للنشر الإلكتروني، وقال "بدأنا منذ شهور في النشر الإلكتروني ، ونتميز في هذا الجانب بخدمة ReadSpeaker التي توفر إمكانية الاستماع إلى النص بدلا من قراءته"، متمنيا أن يتضاعف عدد الكتب التي ينشرها في الشهور المقبلة ، لإتاحة الفرصة للمزيد من المبدعين للتواجد الفكري عبر الشبكة العنكبوتية ، وأن يكون ذلك بداية لعصر الثقافة المسموعة.