تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



ألف باء الديموقراطية | الأمير كمال فرج


تألمت عندما قال الدكتور محمد البرادعي إن 80 في المئة من الشعب المصري لا يعرف الديموقراطية، وهو كلام يشبه إلى حد ما ما قاله أسامة سريا رئيس تحرير "الأهرام" الأسبق عندما قال إن "الشعب المصري لا يعرف الديموقراطية" و"إننا مستعدون لانتظارها 20 سنة".

ورغم أن توجه القائلين مختلف، فالأول أحد رموز الثورة، قاد فكرة التغيير، وتحمل تبعات ذلك حتى تحققت، والثاني كان أحد رموز النظام الذي قمع الشعب 30 عاما، ولذلك كان الهدف أيضا من المقولتين مختلف.

الدكتور البرادعي قال هذا الكلام بعد الاعتداء الذي تعرض له وأسرته خلال إدلائه بصوته في استفتاء التعديلات الدستورية في إحدى لجان منطقة المقطم، وذلك بعد أن قامت مجموعة من الأغبياء بالاعتداء عليه باللفظ والقول والأحجار محطمين سيارته، معتبرين أنه لا يمثل الشعب كما ورد في أحد التقارير التلفزيونية.

أتفهم حالة اليأس التي أصابت الدكتور البرادعي الذي بذل جهده على مدى سنوات في ترويج فكرة التغيير داخليا وخارجيا، من أجل مستقبل أفضل لهذا الشعب، وعندما نجحت الثورة، وحصل الشعب على حريته، قامت فئة تنتمي إلى هذا الشعب بالاعتداء عليه، .. أتصور حالة الإحباط ، والمهانة التي أحس بها الدكتور وهو يغادر المكان تحت حماية البعض بعد أن تحطمت سيارته، ولسان حاله يقول" أعلمه الرماية كل يوم .. فلما اشتد ساعده رماني".

لقد قلت عقب واقعة الاعتداء أن ما حدث صورة مبكرة للتنافس الانتخابي، معللا ذلك بالعبارات التي وردت على ألسنة هؤلاء المهاجمين والتي تركظت على أن "الدكتور البرادعي مقيم بالخارج، ولا يعرف واقعنا وهمومنا كمصريين"، وهي نفس التيمة التي استخدمها النظام السابق في خطته لتشويه سمعة الدكتور البرادعي .. والتي وصلت إلى حد نشر صور لابنته مع زوجها بملابس السباحة، لكي يقولوا ـ بخسة وندالة ـ للشعب المتدين بطبعه "هذا من يريد أن يكون رئيسا لكم".

 قال البرادعي رأيه المفعم باليأس في حالة إحباط انتابته عقب الحادثة، وهي حالة انتابتنا جميعا عقب الواقعة التي كانت ليس فقط اعتداء على الدكتور البرادعي، ولكن أيضا اعتداء على الثورة وقيمها والديموقراطية التي سقط الشهداء من أجلها.

أما الرأي الثاني المغاير الذي ورد على لسان سرايا فقد كان يصب في خطة النظام الذي كان يريد أن يصيب المصريين بالعجز حتى لا يطالبوا بحقوقهم، .. النظام الذي قمع الحريات، ورعى الفساد، وهمش الكفاءات،  فبدت مصر صحراء مقفرة من الكفاءات، وهو النظام الذي صعب علينا ممارسة الديموقراطية، وهي الحالة التي نمر بها الآن.

 من المسلم به أن الشعب المصري لا يعرف الديموقراطية، والشعوب العربية كلها كذاك، فقد عانت الشعوب العربية من القمع السياسي في معظم تاريخها الحديث، وثوراتها ضد الاستعمار لم تنجح في منحها حريتها، ولكنها استبدلت الاستعمار الأجنبي باستعمار محلي.

 وعندما نقول إن المصريين لا يعرفون الديموقراطية لا نجانب الحقيقة، فبعد أكثر من 50  عاما من الحكم العسكري، وبعد كل هذه السنوات الطويلة من قمع الحريات وتزوير الانتخابات، وحرمان الشعب من حقوقه السياسية، من المؤكد أن الشعب سيكون على هذه الصورة البائسة. فإذا خرج التلميذ من المدرسة لمدة 50 عاما، ثم قررت إعادته للتعليم مرة أخرى .. هل ينجح في الامتحان؟.

والجاني في هذا الوضع هو الأنظمة المتوالية التي تعمدت تجهيل الشعب، ووضع عصابة على عينيه، حتى لا يعرف الطريق. لقد استخدمت الأنظمة الدكتاتورية مع شعوبها سياسة العصا والقطيع، وتعمدت أن تشغلها بالركض وراء لقمة العيش لكي تنصرف عن ممارسة السياسة.

ولكن ماذا نفعل هل ننتظر 20 أو 50 عاما الديموقراطية كما رأى سرايا، وفي هذا الفترة يكون جراد النظام الفاسد قد قضى على الأخضر واليابس، وورّث الحكم لابنه وزوجته وابن خالته، وتدفع بذلك أجيالنا المقبلة الثمن؟، أم نتعلم ألف باء الديموقراطية، ونجتهد في استيعابها مهما كلف الأمر.

 يجب أن نبدأ في حملة توعوية شاملة حول الديموقراطية، فنقدم في مراحل التعليم مناهج مبسطة مركزة عن درس الحرية، وطرق التعبير عن الرأي، واحترام الرأي الآخر، والحقوق السياسية، والصوت الانتخابي وكيفية الإدلاء به، وقواعد الحوار، وأدب الاختلاف .. وغيرها من عناصر الديموقراطية الحقيقية.

,نستخدم في ذلك وسائل الإعلام والمسجد والكنيسة، وكل منابر التوجيه والتعليم، ونوظف كل الفنون من رسم وكاريكاتير وأغنية ومسرح وسينما. ويكون الهدف الأساسي لهذه الحملة توعية الشعب بأسس الديموقراطية والأسلوب الصحيح لممارستها.

 للديموقراطية ـ في هذه المرحلة ـ أخطاؤها وسلبياتها ، منها ما تعرض له الدكتور البرادعي وما تعرضنا له نحن من بعض هواة الظلام الذين يستكثرون علينا ممارسة الضوء والبوح والحرية.

 مازلنا نحبو على أرض الديموقراطية، ومن الطبيعي أن نتعثر، ومن البديهي أن نخطئ، نحن نمارس السباحة لأول مرة، ومن المتوقع أن "نضبش" وفقا للتعبير العامي، ونشرب المياه، ونوشك على الغرق، ولكننا في النهاية ومع تكرار المحاولات، سنتعلم السباحة، ونتمكن ـ بإذن الله ـ من عبور مانش الديموقراطية العظيم.
تاريخ الإضافة: 2014-04-04 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1150
0      0
التعليقات

إستطلاع

مواقع التواصل الاجتماعي مواقع تجسس تبيع بيانات المستخدمين
 نعم
69%
 لا
20%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات