تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



علامة تعجب | الأمير كمال فرج


إذا قارنت بين الشخصية المصرية في الستينات والشخصية المصرية الآن ستكتشف بدون جهد أن الهوية المصرية تغيرت، ليس فقط تغيرت، ولكنها تعرضت لشيء يشبه التدمير والانهيار .

قاهرة الخمسينيات التي وثقتها أفلام الأبيض والأسود والتي كانت لا تختلف عن أي دولة أوروبية ، حيث الشوارع النظيفة، والأزياء المهندمة، والإتيكيت في التعامل،  أصبحت الآن نموذجا للتلوث البصري والواقعي، والأزياء المصرية الراقية التي كانت تستلهم الموضات الأوروبية والتي كانت سائدة بغض النظر عن الفقر والغنى أصبحت كما نرى في الشارع المصري خليطا من الملابس العشوائية .

ما أعرفه أن الشخصية تتطور، ويكون هذا التطور للأفضل والأحسن، ولكن إنتكاس الشخصية بهذا الشكل وبهذه السرعة، يضع أكثر من علامة تعجب ؟!.

الملابس المصرية وحدها يمكن أن تعطيك تصورا عن التغير الكبير الذي حدث ، فبعد أن كانت الفتاة في الطبقة المتوسطة كمثال في الخمسينات مكشوفة الشعر، ترتدي التايير الأنيق القصير مكشوف الكتفين "الكات" والجيبة البسيطة، أصبحت في القرن الواحد والعشرين ملفوفة مغطاة، بالحجاب مرة ، وبالنقاب مرة أخرى وبالإسدال مرة ثالثة، وأصبح اللون الأسود مسيطرا.

وبغض النظر عن مشروعية ذلك من عدمه، ورغم أن الزي يبقى حرية شخصية،  فإنني أثبت فقط التغير الهائل الذي حدث في سنوات معدودة " 20 عاما فقط (1960 : 1980)"، وفي جيل واحد وليس حتى جيلين .

لا تحاول إقناعي بأن المصريين اكتشفوا فجأة الاسلام الصحيح ، وأنهم كانوا طول عقود على ضلال ، وتوصلوا إلى أن الزي الذي ترتديه المرة الآن هو الصواب؟، لا تحاول إقناعي أن ما حدث في زي المرأة تطور طبيعي  يحدث في كل مناحي الحياة ، ومن بينها الأزياء ؟ ، خاصة مع ظهور فتاوى جديدة تنسف نظرية تغطية المرأة من رأسها إلى أخمص قدميها.

البعض يرى أن الانهيار الاقتصادي السبب، وهو رأى لا أميل إليه، ففي الستينات كان هناك مايمكن أن نسميه "الفقر الأنيق" ، حيث الحالة الاجتماعية لا تؤثر على أسلوب الحياة المنظم والمرتب في كل شيء ، بدءا من الملابس ومرورا بالمواصلات العامة، وانتهاء بأسلوب المعيشة.

التغير الكبير في فترة زمنية قليلة يثير الشك، ويعزز ذلك أن الشخصية المصرية حافظت لقرون على سماتها الأساسية ، ولم  تنجح الموجات الاستعمارية في تغيير هذه الشخصية أو التأثير عليها،  وفي الوقت الذي تأثر المغاربة "تونس والجزائر والمغرب" بالاستعمار لدرجة أنهم أتقنوا اللغة الفرنسية، خرج الشعب المصري من الحقبة الاستعمارية وهو لا يعرف كلمة واحدة أنجليزية أو فرنسية .

كانت مصر دائما تتباهى بأنها مقبرة الغزاة ، وأنها تهضم الثقافات المختلفة وتحافظ على هويتها التاريخية، فماذا حدث إذن، وما سبب هذا الإنهيار السريع ، وهل كان ذلك صدفة أم مدبرا ؟.

لن أسبق الأحداث وأتساءل عن الأسباب، أو أدخل في فخ المشروع وغير المشروع، ولكني فقط  أثبت الانهيار الكبير الذي حدث والذي يستلزم ليس فقط دراسة اجتماعية، ولكن عمل استخباراتي لأن انهيار الشخصية المصرية بهذا الشكل يؤثر على الأمن القومي للبلاد.


تاريخ الإضافة: 2018-08-08 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1831
4      0
التعليقات

إستطلاع

مواقع التواصل الاجتماعي مواقع تجسس تبيع بيانات المستخدمين
 نعم
69%
 لا
20%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات