خبِّرني ما ذنبي يا أبي؟! خبِّرني ما ذنبي ؟! لو أبلغُ سنَّ العشرين ويحطُّ طائرُ الكناريا على خصْري؟! لو أغسلُ النهدَ في أوديةِ البرقوقِ وماءِ الشعرِ؟! ما ذنبي لو أحبلُ بالسفرجلِ ويختبئ الفيروزُ تحت الثغرِ؟! أذنبي أن فَرّخَ الحَمَامُ في الشجرِ؟! أَيُدهِشُكَ لو البرتقالُ في عروقي يجري؟! ليس شأني لو ينامُ طائرُ "الكوكاتو" في شَعري أَعَيْبي أن يَلَعَبَ السمكُ الأحمرُ في نهري؟! ماذا يا أبي لو يخرجُ مِنك "عنترةُ بن شدادٍ "و "هولاكو "و "هتلر"؟! ماذا لو أنك تدخِّنُني في نارجيلتك كعودِ عنبرْ؟! ماذا لو تحبسُني في قهوتِك كقالبِ السكرْ؟! ربَّما بأنوثتي ببراءتي بطفولتي بالخوخِ في دفاتِري أتعطرْ يا أبي ! لو أنكَ تُحللُ فَصيلةَ دمي لو أنك تُحللُ شريَاني لا أقدرُ أن أفسرّ كراتِ دميَ البيضاءَ وكراتِ دميَ الحمراءَ الآن تتحرَّرْ ما ذنبي لو يسكنُ شرياني "دوستويفسكي" و "باولو كويلو "؟! ما ذنبي لو في حضرةِ "الخيميائي " أسكرْ؟! يا أبي ! لو أنك قبضتَ على كلِّ شراييني لو أنك هاجمتَ الأوردةَ لن تقدرْ لو هاجمتَني بهراواتِ الجنوبِ والقبيلةِ و البربرْ سأهاجمُك بغاباتِ الليمونِ والتفاحِ الأخضر ذاكَ الموجُ في عروقي كبركانٍ لن يهدأَ لن يتكررْ افعل يا أبي ما شئتَ لو تقدرُ امنع الوردَ أن يتعطرْ لو تقدرُ أن تكسِرَ البلورَ في الحلماتِ و على النهدِ فاكْسِرْ فكلما هاجمتَني بجيشٍ من الرومانِ سأهاجمُ بجيشِ "حتشبسوت" وأقهرْ اضربني أكثرَ فأكثرْ سأهاجمُ بكل المرمرْ سأهاجمُ بأغصاني البابليةِ بقططي الفرعونيةِ بأشعارِ "بنت المهدي " و العنبِ الأحمرْ اضربْ خُلجاني و مُدني
اضرب قِلاعي وسُفني
فما يعيبُ الغيم َلو يمطرْ؟! أفما تريدُ يا أبي أن يأكلَني الهنودُ الحمرُ في طبقٍ و أشكرْ؟! أفما تريدُ أن أبلعَ عوداً من الكبريتِ في جوفي وأصبرْ؟! يا أبتي لستُ أقدرْ أفما يعجبُك لو تحفرُ حُفرةً للنهدِ و ترميهِ ككُرةِ البولينج في البرقعْ؟! أفما تودُّ لو تبيعُ ممالكي لبني وهب و أركعْ؟! يا أبتي لستُ أركعْ كم مرةٍ يا أبي دفنتَ حضاراتي في الأدمعْ؟! أفما يكفيكَ؟! أفما ينفعْ؟! لو أنه بيدي أن أقلعَ نهديَّ لتشبعْ؟! لو أنه بيدي أن أقذفَ الخصرَ في الشمسِ وأرجعْ؟! ربما كنتُ لك أخضعْ تعال نتفقُ على هدنةٍ
نرسُمُ فيها خريطةً للكحلِ كعُقلةِ إصبعْ
تاريخ الإضافة: 2019-01-07تعليق: 0عدد المشاهدات :1134