في المدرسة كانت المعلمة تصرخ في وجهي كلما تكلمت ، تشير لي بوضع إصبعها على فمها : أن اصمت! فأتكلم وأتكللللم في أتوبيس المدرسة كانت مشرفة الباص تصرخ في وجهي ، تعض على إصبعها بغضب غير مفهوم كلما سَمعتْ صوتي ، تترجاني كي أتوقف فأتكلم واتكلللم في البيت لم أكن أحب تناول الغداء الا وأنا احكي له عن يومي لكم حكيت الي أطباق الارز بالملوخية عن رفيق دُرجي في الفصل وكيف يستخدم أدواتي دون إذني وكيف أبتسم له ضامرًا غيظي وحقدي ، وعن معلم الحساب السمين وعينيه الجاهمتين وعن إخفاقي المتكرر في رسم تلك الحمامة البيضاء التي تسكن عقلي على ورقتي وعن كراهيتي للزحام .. عنفتني أمي وانا أعد حبات البازلاء _ التي تدير وجها عني وانا أكلمها _ فأرصَّها على الأرض وأدهسها بقدماي .... نهرتني أمي وهي تلتهم سماعة هاتفها shiiiit انت لا تتوقف عن الكلام أبدًااا ! !! ساعتها ظللت أتكلم وأتكللللم كنت أنتظر الليل ، آه _ لكم أحب الليل _ كانت أمي تصر أن ننام في الثامنة ترضخ اختي وأنتظر أنا ليبدأ يومي أحطم حوض السمك بحجرتي ، تتنفس السمكات مبتسمات لي وشاكرات ، يتعالى صوتهن بعد أن نام صوت أمهن الغليط ، أكسر النوافذ فتقتحمها كل عصافير الحي ارفع صوت الموسيقا اتركها تحكي بصخب كل ما ادخرته في الصباحات المؤجلة ، نلهو ونلهو حتى يهدنا التعب وننام ، تستلقي العصافير على الأرض وتنام السمكات في فراشي بينما احتضن قطة الجيران ونسبح معًا في فضاءات لامعة او نركب قطارانا الذي اشتريناه لنجوب العالم ونعود من النوافذ المفتوحة... يوقظني صوت أمي في الصباح ، أرتجف خوفًا جراء ما أحدثته من فوضى وخشية العقاب اشعر بقبلتها الدافئة فأفتح عيناي في دهشة ، تتركني أنظر في المرآة ، تملأ ابتسامته زجاجها أعلم أنه هو ، أشير له وأرسل قبلتي وأذهب ...
تاريخ الإضافة: 2019-02-06تعليق: 0عدد المشاهدات :862