في الوقت الذي تتصاعد فيه الكراهية في العالم، يبرز النموذج الإماراتي باسقا كعادته ليعلم الناس أبجدية التسامح، وفيما تعلو المآذن في بعض الدول بسبَّ الشيعة والنصارى والروس ـ أي والله ـ الروس، تنفتح الإمارات على العالم، وتفتح ذراعيها بحب لكل الناس بغض النظر عن الدين أو العرق أو الجنسية .
وفي الوقت الذي مازالت فيه العديد من الدول تحمل ميراث الجاهلية، وتتفاخر بالقبيلة والأنساب، كانت الإمارات تبنى المستقبل، وتطلق مسبار الأمل، وتخطط لاستيطان المريخ.
وفيما تنظر بعض الدول للمقيمين بازدراء، وتتابع بحسد "تحويلاتهم الخارجية"، تتبارى إمارات الخير السبعة في تقديم التسهيلات للجميع للإقامة والعمل والكسب الحلال، دون ضرائب أو أعباء، في تطبيق عملي لإحدى قيم المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل ناهيان رحمه الله الذي قال "الأرض أرض الله، والرزق رزق الله".
وعندما اشتعلت الحرب الموسمية ضد الأجانب، وطالبت فنانة عربية بإلقائهم في البر، حولت الإمارات للنيابة أحد الإعلاميين الذين أساءوا لإحدى الجنسيات.
تقدم الإمارات للمقيمين تسهيلات للعمل والتجارة وإنشاء المشاريع، وتقدم للمخالفين المهل للبحث عن عمل، وتسهل عليهم الأمور، حتى أصبح بوسعك أن تؤسس شركة في 5 دقائق عن طريق الإنترنت، تطمح من ذلك لأن يكون إنشاء شركة مثل إنشاء بريد ألكتروني، وهي إحدى رؤى حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم .
وعندما ضربت العالم جائحة الفيروس التاجي، وظهرت أشكالا من قيح التمييز والعنصرية ضد المهاجرين واللاجئين، برز الشيخ محمد بن زايد بكل هدوء وثقة ليقول لشعبه ومقيميه "لاتشلون هم" ، ليس ذلك فقط، ولكن أمر بإرسال الطائرات محملة بالمواد الطبية لمساعدة الدول على مواجهة الأزمة، فقدمت الإمارات أكثر من 80 ٪ من معدات الوقاية الشخصية إلى 100 دولة.
وبرز الفارس الإماراتي ليقدم درسا في التعاون والتآذر، ويؤكد أنه فخور بـ "أهل الإمارات" ، وقال "عندما أذكر أهل الإمارات فإنني أتحدث عن المواطنين والمقيمين في هذا البلد ولا أفرق بينهم"، وأضاف "أتمنى بشكل شخصي أن نحسس المقيمين في دولة الإمارات بأن هذا وطنهم الثاني".
تحتضن الإمارات 200 جنسية، وهي علامة فخر، فتجد بها الشامي والمغربي، المسلم والمسيحي، تتجاور في محراب العمل عمامة الشيخ، وعمامة السيخ، والهلال والصليب، كلهم يعملون ويبدعون، يساهمون في نهضة هذا الوطن، لا سلطان عليهم إلا القانون.
لهذا تقدمت الإمارات، وتصدرت العالم في الأرقام والإحصائيات، وأصبح اسمها مرادفا للعديد من الأشياء الأولى في العالم، ولهذا يحمل المقيمون الأعلام الإماراتية، ويغنون في الشرفات النشيد الوطني الإماراتي "عيشي بلادي .. عاش اتحاد إماراتنا"، ولهذا كله أصبح "الحلم الإماراتي" مصطلحا مشروعا ينافس "الحلم الأمريكي" الذي طالما داعب الشباب العربي.