تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



صوت مسرسع | الأمير كمال فرج


المتابع لمظاهرات 30 يونيو في ميدان التحرير سيلفت مسامعه هذا الصوت النسائي "المسرسع" الواضح في الهتافات الجماعية، وسوف يكتشف بسهولة أن نسبة كبيرة من الموجودين في الميدان نساء.

والصوت "المسرسع" في القاموس الاجتماعي هو ذلك الصوت الرفيع الحاد، و"السرسعة" سمة تتصف بها أصوات الإناث.

مشهد يفرح القلب ..  الآلاف من نساء بلادي اللائي خرجن ليشاركن الرجل في أعظم مهمة، إسقاط النظام الظالم . سوف يتوقف التاريخ طويلا عند دور المرأة المصرية في ثورتي 25 يناير 2011، و30 يونيو 2013، لقد أثبتت المرأة المصرية "مجدعة" غير عادية، وتصدرت الميادين، وواجهت جنود الأمن المركزي، والغازات المسيلة للدموع،  وتعرضت للضرب والسحل، والإهانات اللفظية، ، وطعنت في سمعتها وشرفها ، وتعرضت للتحرش والاغتصاب، والجرح، والقتل ، ولكن ذلك كله لم يثنها عن الخروج على الظالم.

وهذا ليس غريبا ، فهن حفيدات نفرتيتي، وكليوباترا، وشجرة الدر، وغيرهن من النساء اللائي غيرن العالم. في بعض الأحيان، ومن كثرة المتظاهرات في شوارع وميادين مصر يخيل لي أن من خلع مبارك أساسا هم "النساء"، ومن أسقط  مرسي أيضا .. "النساء".

النساء عامل الحسم في أي ثورة،  وعندما أقول النساء، فأنا لا أعني فقط  السيدات  وكبيرات السن فقط، ولكن أعنى خاصة الفتيات الصغيرات في عمر من 14 : 20 عاما، وهي شريحة كانت ظاهرة بوضوح في الميادين، هذا جيل جديد منح الثورة الوقود والعنفوان.

يبلغ النساء 56% من تعداد السكان في مصر، وهذه القوة العددية لم تكن فقط السبب في ثورتها، فالمرأة نصف المجتمع ثار، وثوَّر النصف الآخر،  أي دفعه للثورة، فقد شاركت المرأة في الثورة، ودفعت نصفها الآخر الرجل للمشاركة.

ورغم تعارض الجنس الناعم واللطيف مع العنف، إلا أن الفتيات نزلن بشجاعة يحسدن عليها، دون أدنى ذرة من خوف، الفتيات اللائي يخفن عادة من الفئران تحولن على الأرض إلى طاقة ثورية خلاقة من أجل مصر.

 وإذا كان خوف النساء الغريزي على الأبناء أكبر من الرجال، فإن ما حدث هنا العكس، ففي كثير من الأحيان كن يحرضن الرجال على الثورة . سجلت ناشطة شابة اسمها رحيمة الشريف، مقطعا ونشرته على "يوتيوب" بعنوان "رسالة إلى شعب مصر قبل 30 يونيو" تشجع  فيه المصريين والرجال تحديدا على الثورة ضد "الأخوان"، ومما قالته "ما تبقاش إنت ساذج للدرجة دي، وتصدق الحرب النفسية، وتقول أنا مش هينفع أنزل، عشان عندي عيال، عيال إيه يأبوالعيال إنت، ماحدش خلّف غيرك، إنت هتنزل عشان عيالك، عشان المستقبل الجاي مظلم، عشان الناس دي لا تصلح أن تقود كشك سجاير".

إذا كان مبرر الشباب في الثورة قوي، فإن مبرر المرأة أقوى، لأن الدكتاتورية الدينية بطبيعتها القمعية إستهدفت بصورة أكبر المرأة، ولا أدري السبب ؟، معظم التيارات "المتأسلمة" تستهدف المرأة، وتعمل على التقليل من شأنها ونزع حقوقها، والتعامل معها كظل في المجتمع، رغم أن الاسلام الحقيقي كرمها، وحافظ عليها، وقدر دورها على صعيد الأسرة والمجتمع.

بالغت التيارات الاسلامية في تهميش المرأة، وحاولت إخراجها من المعادلة "كأنها غير موجودة" ، واعتبرت صوتها "عورة"،  ولكنها أثبتت أن صوتها "ثورة" كما عبر كاريكاتير جميل للرسامة دعاء العدل.

ولم يقتصر دور المرأة على المشاركة في المظاهرات، ولكنها قدمت أدوارا أخرى في علاج المصابين من خلال المستشفيات الميدانية، ولجان لتأمين الميادين، وحملات مواجهة التحرش.

وقدمت المرأة أشكالا جديدة للمعارضة الخلاقة، فخرجت في مظاهرة اعتراضا على الدستور الإخواني، وحملت الكفن على يديها، وخرجت في أخرى اعتراضا على الإعلان غير الدستوري الذي أعلنه مرسي، ومنح به لنفسه سلطات فرعونية، وقصت شعرها تأسيا بابنة "إخناتون" التي فعلت نفس الأمر تنديدا بظلم الكهنة لأبيها.

في اليمن، وفي خضم المظاهرات المطالبة برحيل النظام ، ألقى علي عبدالله صالح، تصريحا مستفزا كان له دور رئيسي في خلعه، فقد انتقد وجود النساء في الميادين، وألمح أن وجودهن بهذا الشكل مع الرجال "مخالفة شرعية" .

عندها تأكدت أن الرجل "رايح رايح" . وحدث ما توقعته فقد أثار هذا التصريح غضبة النساء فخرجن بالآلاف لاستكمال ثورتهن من أجل الحرية، والتي انتهت بخلع الدكتاتور، ليؤكدن مجددا أن "من يأتي على الولايا لا يكسب".

دخلت المرأة المصرية عالم السياسة منذ آلاف السنين، حيث كانت  مريت نيت أول ملكة فرعونية  تحكم عام 3050 ق.م.  لذلك ليس غريبا أن تخرج حفيداتها في الساحات، ليهتفن بصوتهن "المسرسع" الجميل لإسقاط النظام.

تاريخ الإضافة: 2014-04-04 تعليق: 0 عدد المشاهدات :1968
0      0
التعليقات

إستطلاع

مواقع التواصل الاجتماعي مواقع تجسس تبيع بيانات المستخدمين
 نعم
69%
 لا
20%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات