تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



نقل المصطلح الغربي دون علم خيانه



عمر عبدالعزيز :     على الجهات اللغوية والألسنية أن تواصل تجديد القاموس العربي
زهور كرام :     التوعية بالمصطلح المدخل المنطقي للفهم والمعرفة والعلم والأدب
محمد الأمين : اللغة العربية بريئة والمشكلة في الانقطاع بين الثقافة المشرقية والمغربية



الأمير كمال فرج

انتقد نقاد وأكاديميون تساهل البعض في التعامل مع المصطلحات، ونقل المصطلح من بيئته الغربية، واستعماله في الثقافة العربية دون معرفة بسياق تأسيسه، وهو ما يوقع النقاد في أخطاء فادحة، واعتبر البعض ذلك يرقى إلى خيانة الأدب العربي.  

جاء ذلك في جلسة حوارية نقدية، نظمتها إدارة الدراسات في دائرة الثقافة في الشارقة، عبر برنامج زووم، حول كتاب "المصطلحات الفنية في الممارسة النقدية التشكيلية العربية .. الخلفيات، الوظائف، الأبعاد" للناقد الراحل إبراهيم الحجري (1972 : 2020)، والذي صدر في سلسلة "دراسات نقدية".

شارك في مناقشة الكتاب ـ الذي فاز بالجائزة الثانية في مسابقة جائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي الدورة 11 لعام 2020 ـ الروائي التشكيلي مدير إدارة الدراسات في دائرة الثقافة في الشارقة الدكتور عمر عبدالعزيز، و الأستاذة في جامعة محمد الخامس في المغرب الدكتور زهور كرام، والفنانة التشكيلية الدكتورة نجاة مكي، والفنان التشكيلي إحسان الخطيب، بمشاركة أم أسعد أرملة الكاتب الراحل إبراهيم الحجري، بتنسيق عائشة آل علي، وأدار الندوة الفنان التشكيلي تاج السر حسن.

ثقافة عالية

قال الدكتور عمر عبدالعزيز إن "الدكتور ابراهيم الحجري رحمه الله كان واسع الحضور في الجغرافيا الثقافية العربية بمختلف تجليات الخطاب فيها، وكان مجتهدا ومنتجا حقيقيا، وعندما رصدنا إنتاجه في دائرة الثقافة وجدنا أنه له العديد من المؤلفات، وأتذكر أنه كتب عن أول رواية لي "الحمودي" قبل عقد من الزمان، وكانت مقاربته الشفيفة للرواية تدل دلالة قاطعة على امتلاكه الأدوات النقدية المنهجية من جهة، وعلى ثقافته العالية من جهة أخرى".

وأضاف "أود أن أفصل بين شيئين : السجايا الكبيرة التي ظهر بها الدكتور الحجري في عطائه الثقافي الثرّ، وبين هذا الكتاب على وجه التحديد، فثقافة الراحل الأدبية كانت تتسع للألسنيات والإنثربولوجيا والتمازج بين الأنواع الفنية، والفنون التشكيلية والبصرية بعامة، وتبعا لذلك لم يقرأ الأدب بوصفه نصا يستقيم على اللغة المجردة فحسب، ولكن كان يستقريء هذه النصوص من خلال تواشجها وتقاطعها مع العديد من الأنواع الفنية، وتبعا لذلك نقول أن منهجه في الكتابة النقدية الأدبية كان يتقاطع مع الكتابة النقدية للفنون المختلفة، وهذا ما يمكن استجلاؤه من خلال فوزه في أكثر من جائزة في إطار جائزة الشارقة للنقد التشكيلي العربي، فهذه الجوائز كانت قائمة على تحكيمات لها صلة مباشرة بالنقد الفني، وأدواته وسبل معالجة قضاياه ومنها ظاهرة الاصطلاح".

وأوضح الدكتور عمر "عندما نقف عند المصطلح في النقد الفني، نجد سلسلة من المواضيع والإشكاليات، والدكتور الحجري كان يحرص على التأصيل المعرفي النظري الواسع، وقد لاحظت في هذا الكتاب أنه قام بتأصيل نظري للمدارس الفنية المختلفة، ووقف على هذه المدارس من حيث تميزها الخاص في كل نوع سواء كان كلاسيكيا أو واقعيا أو رومانتيكيا، وتبعا لذلك استطاع أن يقدم بنية شاملة لمفهوم هذه المدارس، كما قدم تفكيكا فنيا ونظريا لهذه البنى . بعد ذلك بدأ يبحث في المصطلح في الفن التشكيلي".

إشكالية المصطلح

يرى الدكتور عمر أن "إشكالية المصطلح في عدم وجود اتفاق في المعاجم اللغوية العربية على توحيد المصطلحات، من جهة، كما أن هناك تقاربات اجتهادية فيما يتعلق بهذه المصطلحات، هناك مصطلحات يمكن أن تترجم إلى العربية، ومنها ما يبقى بلغته الأصلية ويعرّب، فنحن نتحدث مثلا عن الهارموني، بلغة العالم، ويمكن أيضا أن نقول تناغم أو غنائية، ونتحدث أحيانا عن التضاد ونسميه أحيانا contrast أو تباين، وهكذا دواليك".

وقال أن "هناك سياقان فيما يتعلق بالمفاهيم الاصطلاحية التي تكتب باللغة العربية، سياق معرّب يستقي لغته من اللغات الانسانية، وغالبا اللغات الفرانكفونية ذات الصلة باللاتينية التاريخية، وسياق عربي يترجم فيه هذا المصطلح ويتفق عليه، وتبعا لذلك لدينا مشكلة فيما يتعلق بالاصطلاحات الفنية، فيما يتعلق بالمسميات المركبة كما هو الحال بالنسبة لعلم الأخلاق وعلم الجمال، ففي اللغات الأجنبية والغربية تحديدا تجير على الأنطولوجي أو الإنثربووجي ، نحن في بعض الأحيان نستخدم هذه المصطلحات باعتبارها معربة صوتيا، وأحيانا نستخدم المقابل المركب العربي، فبدلا من Ethics  نقول علم الأخلاق وبدلا من aesthetics  نقول علم الجمال"

وأضاف الدكتور عبدالعزيز أن "هذه المسأله تحتم على الجهات المرجعية في العالم العربي اللغوية والألسنية أن تواصل تجديد القاموس العربي، ليكون قادرا على المواكبة والمواءمة مع هذه المصطلحات ، وأن يكون هناك أداة مفاهيمة واحدة، وأذكر هنا كتاب للدكتورة زهور كرام، قامت فيه بعمل ثبت مرجعي للمصطلحات، المصطح العربي وما يقابله في اللغات وخاصة الإنجليزية، وذلك يشير إلى ضرورة توحيد المصطلحات، لتوحيد المفهوم تجاه هذا المصطلح أو ذلك، فمثلا الفنون المفاهيمة أحيانا نسميها المفاهيمة وأحيانا البنائية، وأحيانا التركيبية، وهذا كله صحيح من حيث المبدأ، ولكن كل مسمى يتناول زاوية من الزوايا، وهذا موجود في كثير من مصطلحات الفن التشكيلي".

وأكد أن "اجتهاد الراحل الدكتور الحجري في هذا الجانب نوع من التنبيه لأهمية الاشتغال على هذا البعد، بحيث يكون لدينا قائمة بالمفاهيم الاصطلاحية المرتبطة بالعلوم الانسانية عامة وبالفن خاصة ، بما في ذلك التصنيف والتوصيف"

قضايا جوهرية

قالت الدكتورة زهور كرام أن "الراحل الدكتور الحجري كان حريصا على التواجد العربي، ومن خلال كتبه والجوائز التي حصل عليها تظهر قدرته على التعامل في حقول معرفية كثيرة، في الثقافة الشعبية والسرد الروائي والشعر والتشكيل، كان مثقفا متكاملا من حيث الاشتغال بالظواهر الأدبية والفكرية بشكل عام، وكان الراحل طموحا جدا، وكان مجدّا، وصاحب أخلاق، كان سفيرا للثقافة المغربية، ولكن حسبنا أن الكاتب يرحل وتبقى أفكاره حية مؤثرة حتى بعد رحيله من الوجود، وهذا مبدأ يجب أن ننتبه له ككتاب ومبدعين، أن نكتب ما يجعلنا مؤهلين للبقاء في هذا الوجود والتأثير فيه، من خلال هذا الكتاب يتأكد لنا بطريقة واضحة أن أي منتوج إبداعي فكري مسؤولية، وهو الذي يتحدث عنا عندما نرحل من هذا الوجود".

وأوضحت أن "كتاب "المصطلحات الفنية في الممارسة النقدية التشكيلية العربية .. الخلفيات، الوظائف، الأبعاد" يطرح قضايا جوهرية، وإنتاج الوعي بتلك القضايا مهم، فالكتاب عن الفن التشكيلي وعلاقته بالمصطلح، ولكني أظن أن الكتاب يمدنا بتمثل حول كل الحقول، الحقل الأدبي والحقل السيسيولوجي والحقل السياسي وغيرهم، لأن التوعية بالمصطلح المدخل المنطقي للفهم والمعرفة والعلم والأدب، بمعنى أننا لا يمكن أن ننجز التمثل ، لا أقول ننجز الشرح أو الفهم، هذا ما يمكن الحصول عليه انطلاقا من عملية الوصف، وهذه عملية أولى، يمكن أن يصل إليها حتى القاريء العادي، ولكن عندما نتحدث عن التمثل، نتجاوز مفهوم الوصف والشرح إلى مستوى أعلى" .

وأبانت الدكتورة كرام أن "هذا المستوى الأعلى يحتاج إلى لغة جديدة، وهي اللغة الواصفة، هذه اللغة عبارة عن مصطلحات ومفاهيم نظريات، بمعنى عندما نقرأة الكتاب أو نشاهد اللوحة أو الفيلم السينمائي، الانسان العادي يشاهد الموضوع الذي يراه، يريد أن يفهم الحكاية، ولكن بالنسبة للمتخصص الذي عليه مسؤولية انتاج الوعي والتفكير لا يستعمل لغة الانسان العادي وهي اللغة ذات المعنى الواحد، وإنما يستعمل اللغة الواصفة، وهي مصطلحات ومفاهيم وأدوات، ومناهج" .

وبينت أن "الإنسان العادي عندما يشاهد الفنون والآداب لا يبحث عن المنطق أو الظواهر، لا يبحث عن انتاج الخطاب أو الوعي من هذه الأشياء، وإنما يبحث عن الفهم، في حين أن الظواهر الفنية كالتشكيل والسينما والمسرح عندما نحللها، لا نهدف إلى الفهم، ولكن نهدف إلى التأويل، وهي لغة رمزية ولغة العلامات والاشارات، فيها إنزياح من الواقع، فهي لغة إيحائية  وبالتالي لا تحتاج إلى الفهم،   وهي تسمى في النقد التشكيلي اللغة الثانية".

وقالت الدكتورة كرام، أن "التشكيلي عندما يبدع لوحته ، فإنما ينتجها بلغته الخاصة، وتسمى اللغة الأولى، ولكن الناقد الفني لا يقرأ اللغة الأولى بنفس اللغة فالانسان العادي عندما يرى لوحة يبحث عن الفهم ، ويقول أن هذا يشبه عمي أو خالي ، يريد المقابل في الحياة، أما بالنسبة للناقد الفني فيحتاج لغة ثانية ، وهي مجموعة من النظريات ، وهو ما يشير إليه الراحل الحجري في كتابه".

ارتحال المفاهيم

قالت الدكتورة كرام أن "الناقد يجب أن يتمثل النظريات، وهذه الخلفية المرجعية التي ينبغي أن يؤسس بها الناقد الفني ممارسته النقدية، ومن هنا يجب أن يكون لديه إلمام بالمصطلحات، وبطريقة نطق المصطلح".

وأضافت "في الجامعة ندرب الطلبة على القاعدة الأساسية للمعرفة، وهي تحديد المفاهيم والمصطلحات، في البحث العلمي، حيث يتعلم الطالب كيف يصنع من المعرفة التي يتلقاها نظاما، وهذا النظام يصنع من المصطلحات ، كما هو الشأن في المعمار ، المهندس عندما يضع التصميم أهم شيء القاعدة حتى لا ينهار المبنى ، بدون الانطلاق من القاعدة ينهار الموضوع، وكتاب الرحل الحجري يطرح هذه القضية بقوة، ويثير الانتباه  إلى ضرورة الاهتمام بعلم المصطلحات، باعتبارها المدخل لأي علم أو معرفة، لا يمكن أن أحلل أي ظاهرة فنية أو سينمائية أو درامية أو أدبية أو نفسية أو حتى سياسية إذا لم أكن على وعي بالمصطلح".

وتابعت "هنا أتذكر مقولة مشهورة للمفكر المغربي عبدالله العروي الذي تحدث عن ارتحال المفاهيم، وعملية نقل وانتقال المفاهيم وسفرها عندما كان يتحدث عن المفاهيم الكبرى مثل مفاهيم الدولة والحداثة، عندما نقرأ كتبه المؤسسة  للنظام المعرفي والفكري نجد كتابا عن الحداثة وآخر عن الدولة، كتب كلها حول هذه التحديدات الاصطلاحية . إذا لم نتمثل هذه المصطلحات لا يمكن أن ننتتج خطابا معرفيا . العروي طرح هذه الفكرة ، وأيضا جاءت بصيغة أخرى في كتاب الراحل الحجري".

وأكدت أن "المصطلح حتى يحقق شرعيته ينبغي أن نراعي سياقين ، الأول : الوعي بسياق التأسيس، بمعنى أن هذا المصطلح إذا أخذناه مثلا من التربة الغربية الأوروبية ، ليس كما نأخذه من التربة الأمريكية أو الآسيوية، وعندما نريد أن نقله للتربة العربية، ينبغي أن ندرك كيف تأسس المصطلح في السياق الغربي ، ونتعرف على سياقه سواء كان اجتماعيا أو اقتصاديا أو سياسيا وغير ذلك، وماهي الأسباب التي أدت لظهور هذا المصطلح ، ودلالته، والثاني : معرفة سياق التلقي كما يقول العروي، فمثلا سياق التلقي بالنسبة للعرب، لـ  "مفهوم التعدد اللغوي" مختلف، وهذا ناقشه المفكر الروسي ميخائيل باختيم، عندما تحدث عن هذا المصطلح تحدث عن عدد من الروايات الروسية ، التي بها تعدد لأنماط الوعي، عندما تحدث عن التعدد اللغوي لم يتحدث عن اللغة اللسانية أو المعجمية، ولكن اللغة باعتبارها نمط من الوعي، وبالتالي الرواية عندما تكون فيها مجموعة من أنماط الوعي تحيلك إلى كثير من الأشياء"

وبينت أنه "البعض في كثير من الدراسات نقل هذا المصطلح للثقافة العربية دون فهم لسياقه، وبالتالي بدأنا نروج له بمعنى أنه تعدد الشخصيات، عندما أقرأ رواية بها تعدد الشخصيات أقول تعدد لغوي، وهذا خطأ، سببه عدم الوعي بالمصطلح وسياق تأسيسه، ثم عدم الوعي بالمصطلح من سياق التلقي، وهذا يسيء للمصطلح في جوهره، ويسيء أيضا للظاهرة العربية التي نقوم الآن بالتفكير فيها، ونجعلها تقول ما لم تقوله، وهذه خيانة للمعرفة العربية والأدب العربي، عندما لا نحسن عملية انتقال وارتحال المفاهيم، هذه القضايا يطرحها كتاب الحجري".

وقالت أن "القضية الأخرى التي يطرحها كتاب الحجري هي أننا عندما ننقل فإن عملية النقل لا تكون أفقية أو عمودية، النقل هو تحول في حد ذاته، عندما تأخذ شيئا من سياقه، وتنقله إلى سياق آخر،  فإنه يغادر مقامه الأول، وبالتالي فإن تشغيل المصطلح مشروط بتشغيله انطلاقا من سياقه، أنت عندما تأخذه من سياقه وتضعه في سياق آخر يجب أن يكون مكونا من السياق الجديد".

المصطلح الوظيفي

قالت الدكتورة كرام أن " الراحل الحجري بين في كتابه أن عملية النقل أو الانتقال أو الارتحال أو السفر للمفاهيم والمصطلحات عليها أن تتميز بالتحول ، فمثلا مصطلح التناص مصطلح معروف وليست لغة حياتية خاصة في الشعر، عندما نقرأ القصائد الشعرية والنصوص القصصية والسردية الروائية نجد بعض النصوص التي نقول أن فيها تناص، الأمر ليس بهذا الشكل، حتى يتحقق هذا المصطلح ويصبح مصطلحا حقيقيا ووظيفيا، إما أن يكون وظيفيا يساعدني على تطوير المعرفة لا شأن لي به، فالتناصية مكون من مكونات الأدب ، لكي تدخل نصوصا في ذلك عليها أن تدخل في شكلين ، الأول التحول والثاني هو التشرب، بمعنى هذا المصطلح الذي آخذه من الغرب علي أن أحوّله، وعملية التحول لا تتحقق إلا باستراتيجية ثانية، وهي التشرب،  مثلا السياق العربي عندما أدخل له مصطلحا جديدا ، يجب أن يتشرب السياق هذا المصطلح، أي أن يكون هذا المصطلح مكوّن من مكونات الظاهرة العربية، بمعنى أن ينسى ذاكرته التأسيسية الأولى وتصبح له ذاكرة جديدة ، وهذه ما نسميها بالشراكة الانسانية في إنتاج المعرفة" .

وقالت أن "من المفترض أن كل ثقافة عندما تأخذ من ثقافة أخرى تعمل على تحولها وتشربها، وتسمح لنصوصها أن تستضيف هذا المصطلح، ويصبح من مكوناتها، هذه الأفكار التي طرحها الدكتور الحجري في كتابه ، وهي من القضايا التي ينبغي أن نبحث فيها لأنها قضايا مؤسسة ، وليست قضية محتويات ، قضايا استراتيجية لكل الفنون" .

معلم للجميع

قالت الدكتورة نجاة مكي "تعرفت على الراحل الدكتور إبراهيم الحجري عندما حصل على جائزة النقد التشكيلي في الشارقة، وقبل ذلك التقيته في عدة معارض فنية ،  وقد كان انسانا يملك العلم والثقافة في مجال التشكيل، وكان معلما للجميع ، ورغم وقوفي معه فترة قصيرة استفدت كثيرا من عمله وثقافته ، وكان بينا مشروع تعاون بين الفنانين المغاربة والاماراتيين ، وتم تأجيله".

وقال الفنان التشكيلي إحسان الخطيب إن "الراحل الحجري لازال حيا بكلماته وأعماله، لقد تعرفت عليه من خلال كتابه ، وقبل الندوة قرأت كتاب آخر لشكري محمد عياد هو "دائرة الابداع" الفائز بجائزة العويس، وهو كتاب جميل جدا، يتحدث عن النقد الأدبي بشكل عام، وعندما قرأت كتاب الراحل الحجري "المصطلحات الفنية في الممارسة النقدية التشكيلية العربية، لاحظت أنه أدخل الشعر والأدب في الحكم على المسألة الجمالية بشكل عام . هذه الحالة جعلتني أتوقف عن الكتاب وأعود لكتاب "دائرة الابداع" .

وأضاف "عندما شاركت في الجلسة واستمعت لمداخلة الدكتورة زهور ، تفاعلت مع قضية المصطلح ، وعلاقته بالابداع ، واستفدت كثيرا من أطروحاته ، واستوقفني مفهوم القراءة الثانية، وهي بالنسبة لنا كفنانين هي القراءة الأولى، عندما نتحدث عن المحاكاة لا نتحدث عن المثالية في زمن أفلاطون، وأرسطو وغيرهما،  ولكن نتكلم عن اليوم وعن فن اليوم وعملية تسفير المشاعر ، عندما تخرج من الفنان وتظهر في شكل صرخة أو كلمات أو لون إلى آخره".

اللغة بريئة

قال الدكتور محمد الأمين إن "أهل اللغة العربية والمعاجم يتهمون غالبا في قضية المصطلحات، وفي الحقيقة لا لوم عليهم ، فهم يقومون بكل ما يطلب منهم لتطوير اللغة، والنحو وصياغة المصطلحات وتوحيدها، وهناك في المغرب مركز تابع لاتحاد المجامع اللغوية لمراجعة المصطلحات، ويقوم بجهد كبير في هذا الباب . لكن المسؤولية تقع على من لديه سلطة الإعلام والتعليم . هم يجتهدون، ولكن هذا الاجتهاد يوضع على الرفوف ولا يسأل عنه".

وأضاف "أما بالنسبة لكوننا نحن نستورد المصطلح ، ولا ندري كيف ندققه ونوظفه التوظيف الصحيح، هذا أيضا لا ينبغي أن يوجه للغة العربية،  فهذا يقع بكل اللغات، بسبب الانقطاع بين الثقافة المشرقية والمغربية، فتجد مصطلحات تستعمل هنا، وتستعمل بمعنى آخر منزاح هناك، وهذه ليست مسؤولية اللغة، ولكن مسؤولية المثقفين والمؤسسات الراعية للثقافة".

وأوضح الدكتور الأمين أن "لدينا نوع من الانبهار بالثقافات الأخرى، بمعنى أن كل شيء يجب أن يكون مستوردا، ثم نبدأ نحن ننظر في لغتنا هل يطابق ذلك أم لا؟، فهل لغتنا ظهرت أمس ، وهذا لا يعني أننا نضع سدا بين اللغات، فالتقارب والتعاون أمور لاشك فيها وموجودة في الحضارة الإنسانية من أخذ وعطاء ، ولكن لا ينبغي أن نكون دائما في دائرة الاتهام".

وأكد أن "لدينا ثقافة راسخة، ومن درس علم البلاغة العربية وكل العلوم العربية، سيجد من المصطلحات المتداولة ، ولكل جزئية لو كانت صغيرة مصطلحاتها ، ولكن الباحث لا يعرف المصطلحات العربية ، ويذهب للغات الإنجليزية والفرنسية يريد منهم مصطلحات ليطبقها على مكان كانت له مصطلحاته الثابتة".

تاريخ الإضافة: 2021-09-07 تعليق: 0 عدد المشاهدات :514
1      0
التعليقات

إستطلاع

مواقع التواصل الاجتماعي مواقع تجسس تبيع بيانات المستخدمين
 نعم
69%
 لا
20%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات