صدرت مؤخرا في القاهرة الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر الكبير محمد الشحات والتي تمثل حصاد رحلة شعرية امتدت لما يقرب من النصف قرن.
وتقع الأعمال الكاملة في أربعه أجزاء من القطع المتوسط تضم 2326 صفحة ويبلغ عدد الدواوين في الأجزاء الأربعة عشرون ديوانا ، حيث ضم الجزء الأول 7 دواوين ، والثاني 5 دواوين والثالث 5 دواوين أما الجزء الرابع فيضم 3 دواوين ، حيث يضم الجزء الأول سبع دواوين هي الدوران حول الرأس الفارغ (دار الحرية) 1974 ، آخر ما تحويه الذاكرة (العربي للنشر والتوزيع 1976)، عندما تدخلين دمي سلسلة الإبداع العربي (الهيئة المصرية العامة للكتاب 1983)، تنويعات على جدار الزمن (الهيئة المصرية العامة للكتاب 1986 )،مكاشفة (الهيئة المصرية العامة للكتاب 1995)، كثيرة هزائمي (الهيئة العامة لقصور الثقافة 1990 )، المترو لا يقف في ميدان التحرير (الهيئة المصرية العامة للكتاب 2012 ) ويقع هذا الجزء في 524 صفحة بينما ضم الجزء الثاني والذى يقع في 598 صفحة ويضم الدواوين أدخلوني على مهل (دار وعد للنشر والتوزيع 2013)، يوميات ثورة 30 يونيو (دار وعد للنشر والتوزيع 2013 )، عندما هزني وجعي( دار وعد للنشر والتوزيع 2014 )، البكاء بين يدي الحفيدة( دار وعد للنشر والتوزيع 2014 )، الحياة بلا أي وجه (دار وعد للنشر والتوزيع 2016) وضم الجزء الثالث والذى يقع في 652 صفحة دواوين حروف الوطن (دار وعد للنشر والتوزيع 2017)، محاولات لا أعرف نهايتها (الهيئة المصرية العامة للكتاب 2018 ) ، يكتب في دفتره (دار الأدهم )، ترنيمات شاعر قبل الرحيل (دار الأديب 2019) سيعود من بلد بعيد (دار الأدهم 2019 أما الجزء الرابع والأخير والذى يقع في 552 صفحة فيضم الدواوين)، رجفة المقامات ( دار الأدهم 2020 )، متى ينتهى دار الأدهم 2020، رجل مسكون بالزرقة (نقابة اتحاد لكتاب 2021 ).
يقول الشاعر في قصيدته "استكمال الرحلة" :
جلس يراجع قصتَهُ وتوضأ خشيةَ أن يأتيه الموت علي عجلٍ كان يراه على مقربةٍ يرقب غفوتَـهُ هل يأخذُهُ ؟ أم يتمهلُ هل حان الوقت لكى يرجعَ ؟ كان يحسُّ بأن الروحَ تغادره ثم تعودُ استسلمَ دون مقاومةٍ حين أحسَّ بأن الأنفاس تعاندهُ لم يقدر أن يرفعَ كفيهِ لكى يمنع هذا الخوفَ فكان يغادر ثم يعودُ يغادر ثم يعودُ فهل حان الأجلُ استبشر حين أحسَّ بأن الرغبةَ في أن يُكملَ رحلتَهُ أقوى من رغبتهِ في أن يرحلَ فتماسكَ ظل يقاوم ويقاومُ لم يقطعْهُ رحيل الأصحابِ فكان يودعهم محفوفاً بمواعيدِ لقاءْ فتدب بداخلة الرغبةُ في أن يصمدَ فلقد كان يحسُّ بأن الأجلَ به متسعٌ للآمالِ وأن عليه فريضةَ أن يُكملَ رحلتَهُ فتماسكَ ـ ما أقسى أن تبقى منزوعَ القدرةِ تشعر أنكَ تقف على مفترق الطُرُقِ وتعجز أن تتقدمَ أو تتوقّفَ أو تتراجعَ حين تمشّى في جنبيهِ الداءُ وتملّـكه، وباعد ما بين مضاجعهِ انتبه لمن رحل من الخلّانِ ومن سبق من الأحبابِ وبدأ يراجع قائمة المفقودين هل يصحبه أبوهُ وأمّهُ وأخوه هل تصحبُهُ شقيقتهُ ورفاقٌ سبقوه أم سيعود وحيداً فوقَ الأكتافِ كما جاء وحيداً ظل يفتش عن شيء يستند عليهِ فاستجمع ما سكنَ بداخلهِ من آيِ القرآن يرددها حين أحسَّ بأنَّ الروحَ ستخرجُ فتعود إليه محملةً ببشاراتٍ لم يعرف كم مر عليه من الوقتِ قببل رجوع العافيةِ إليه فاستنشق حين آفاقَ هواءً ظل يخاصمهُ طيلة حبس الداء بداخلِهِ فلقد كان يعانده ويظنُّ بأن عليه العودة من حيث أتى ما فاتته الرحمةُ من خالقهِ فعاد لكى يكمل رحلته
تاريخ الإضافة: 2021-10-19تعليق: 0عدد المشاهدات :379