تقول الأخبار الواردة من سوريا أن "داعش" نفذت حكم الإعدام بحق ستة مقاتلين من جماعة "غرباء الشام"، مع قائدهم "حسن جزرة".
ونقل الفيديو الذي طيرته مواقع التواصل الاجتماعي عملية إعدام السبعة الذين ينتمون لـ "المعارضة السورية" واحدا واحدا في مدينة الأتارب بطلقات في الرأس على وقع صيحات "التكبير".
ويصف البعض المغدور "جزرة" الذي أسس بعد ذلك لواء ما يسمى " الأبابي"، وكتيبة "أحرار الصاخور" ، و"لواء أحفاد المرسلين"، بأنه "قائد فصيل إسلامي معتدل"، بينما يرى آخرون أنه "زعيم عصابة".
و"داعش" هو اختصار لما يسمى "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، أنشأها تنظيم القاعدة بدمج "دولة العراق الإسلامية"، و"جبهة النصرة" السورية، ونشطت في هوجة ما يسمى بـ "الثورة السورية"، حتى حققت رقما قياسيا في قطع الرؤوس.
ولكن الأمر شهد تطورا دراماتيكيا في الفترة الأخيرة، عندما أمر زعيم التنظيم أيمن الظواهري بحلها، فاصلا بين النشاط الإرهابي في العراق عن بيزنس القتل في سوريا، وهو ما قوبل برفض من قبل "داعش"، ليتمرد الابن بذلك على أبيه. وينقلب "الثوار" على أنفسهم ، ويبدأون في تصفية بعضهم البعض، في ملهاة من "ملاهي" الثورات العربية.
تؤمن "داعش" بأن العمل .. عمل، لا مجال للواسطة والمحسوبية، لذلك أعدمت بدم بارد زملائها السبعة في "الجهاد"، وأعدمت أيضا حليفها محمد فارس، المقاتل في "كتائب حركة أحرار الشام"، إحدى الكتائب الإسلامية المقاتلة ضد قوات النظام السوري.
ولأن "داعش" تتمتع بفضيلة الاعتراف بالخطأ، وبعد الغضب الذي عمَّ مقاتلي المعارضة بإصدار بيان "اعتذرت" فيه عن قتل زميلهم وحليفهم في "الجهاد"، مؤكدة أن ذلك "غلطة".
وتحرص "داعش" على الصدق في كل تعاملاتها، لذلك تعاملت بحسم مع الكذابين، فعندما استوقف عدد من أفرادها أربعة سائقين "علويين" على طريق سريع على حدود العراق وسوريا، وسألت كل منهم سؤالا عن عدد ركعات الفجر، ادعوا أنهم "سنة" ليسلموا، فوقعوا في شر أعمالهم، وأمام السؤال خمن كل منهم عدد الصلوات، وكانت نهايتهم القتل بالرصاص.
ولـ "داعش" حضور قوي في الساحة السياسية في العراق وسوريا، وكان آخره قتل 18 سنيا وجدت جثتهم منذ يومين بدعوى أنهم مرتدون.
وتؤمن "داعش" إيمانا كبيرا بأن الأطفال عماد المستقبل، لذلك حرصت على إنشاء معسكرات لتجنيدهم، ليس ذلك فقط، ولكنها حرصت على منحهم المسؤولية في سن مبكرة حتى يتعلموا الاعتماد على النفس، ومن الدلائل على ذلك أنها عينت مراهقاً عمره 16 سنة أميراً لها في "إعزاز".
وحرصا على سلامة المجتمع، أصدرت بيانا يحدد أسلوب حياة لسكان المناطق التي يسيطرون عليها، ويضم عددا من الممنوعات ، منها منع الفتاة من ارتداء الجينز والكنزة، وتجريم تقصير الشعر، أو تسريحه بحسب القصات الحديثة، أو وضع أي مادة عليه، والبند الأهم هو منع الفتاة من الجلوس على الكرسي.
بين عشرات المجموعات المسلحة التي وجدت في الأراضي السورية بيئة مثالية للإرهاب، برزت "داعش"، التي حولت سوريا الدولة الحديثة المفعمة بالمجد، والتاريخ والجغرافية، والتراث، إلى "غبراء" جديدة تدمي الجسد العربي المثقل بالجراح.
أصبحت سوريا قبلة للإرهابيين من جميع أنحاء العالم، ولن تتضرر من ذلك فقط سوريا، ولكن نار الإرهاب ستصل إلى جميع أنحاء العالم، ولن تتمكن أقوى دول العالم من مواجهته، وأفغانستان أقرب مثل.
حلم السوريون بـ "الحرية"، ولكن بعد عامين من "النضال" تضاءل الحلم كثيرا، حتى أصبح "البقاء على قيد الحياة".
من العبث الحديث عن "إسقاط بشار"، و"جنيف 2" و"المحاصصة السياسية"، بينما سوريا تضيع ، الهدف الرئيسي الآن يجب أن يكون .. كيف نخلص سوريا والعالم من "داعش" وأخواتها من الجماعات الإرهابية.