تسجيل الدخول
برنامج ذكاء اصطناعي من غوغل يكشف السرطان       تقنية الليزر تثبت أن الديناصورات كانت تطير       يوتيوب تي في.. خدمة جديدة للبث التلفزيوني المباشر       الخارجية الأمريكية تنشر ثم تحذف تهنئة بفوز مخرج إيراني بالأوسكار       الصين تدرس تقديم حوافز مالية عن إنجاب الطفل الثاني       حفل الأوسكار يجذب أقل نسبة مشاهدة أمريكية منذ 2008       تعطل في خدمة أمازون للحوسبة السحابية يؤثر على خدمات الإنترنت       حاكم دبي يقدم وظيفة شاغرة براتب مليون درهم       ترامب يتعهد أمام الكونغرس بالعمل مع الحلفاء للقضاء على داعش       بعد 17 عاما نوكيا تعيد إطلاق هاتفها 3310       لافروف: الوضع الإنساني بالموصل أسوأ مما كان بحلب       فيتو لروسيا والصين يوقف قرارا لفرض عقوبات على الحكومة السورية       بيل غيتس يحذر العالم ويدعوه للاستعداد بوجه الإرهاب البيولوجي       ابنا رئيس أمريكا يزوران دبي لافتتاح ملعب ترامب للغولف       رونالدو وأنجلينا جولي ونانسي عجرم في فيلم يروي قصة عائلة سورية نازحة      



الأنتكخانة، أيام هستيرية، وأنا وعمي والإيموبيليا: 3 رويات بين الحاضر والماضي لناصر عراق


رفيق الرضي*

البداية من معرض القاهرة الدولي للكتاب 2022، كنت برفقة الأديب اليمني الكبير الأستاذ محمد القعود الذي طلب مني مرافقته إلى دار الشروق، وهناك توقف طويلاً أمام عدد من العناوين، لكنه توقف كثيراً عند رواية "الأنتكخانة" للروائي ناصر عراق، تأملها بشغف كبير، عرضت عليه الحصول على نسخة منها، فرد علي مبتسماً لقد قرأتها ولدي نسخة منها، ثم بدأ يحكي لي عن الروائي ناصر عراق وصداقتهما وعن زيارته إلى صنعاء ذات يوم.

وفي معرض الشارقة الدولي للكتاب، كان لي شرف الحصول على الروايات الثلاث الأخيرة للروائي ناصر عراق وهي (الأنتكخانة)، (أيام هستيرية)، ورواية (أنا وعمي والإيموبيليا)، ثلاثة عوالم متشابهة ومختلفة في نفس الوقت، وبعد أن أنهيت قرأتها وجدتني أكتب عنها:

الأنتكخانة

رمضان المحمدي شخصية رئيسية في الرواية يجد نفسه قاتلاً متسلسلاً بعد قتله مستورة شريكته في سرقة الآثار، ولاحقاً يتورط في قتل قريبتها صابحة، وفي نهاية الرواية يموت على يد الضحية الثالثة نبوية التي تمكنت منه بعد تعرضها لأصابة كادت أن تودي بها، ولم تسعفنا الرواية في معرفة مصيرها بعد نقلها إلى المشفى.

التناقض الكبير بين الوالد الذي حاول تربية ابنه الوحيد تربية صارمة، مع البخل الشديد وبين الحياة السرية التي عاشها رمضان المحمدي والقائمة بالدرجة الأولى على سرقة الآثار وبيعها بالشراكة مع صديقه الفرنسي.

تعرضت الرواية إلى الخديوي إسماعيل وإلى المرحلة الزمنية التي عاشتها مصر في تلك الحقبة المهمة من التاريخ المصري، وعرضت الرواية عدد من الشخصيات منها أحمد أفندي كمال، الذي حاول جاهداً لفت انتباه مدموزيل جوزفين  والتقرب منها، لكنه وبعد معرفته الكثير لما وراء الجمال الظاهري، ومعرفته حقيقة من يسرق الآثار، أكتشف أن العودة إلى الجذور هي ما سيمكنه من جعل حياته أكثر سعادة وطمأنينة.

أن الرسالة الجميلة التي حملتها الرواية أختصرها الراوي في تعليم زوجته البسيطة زينب القراءة والكتابة لتنتهي الرواية بالطموح والحب  والأمل وزينب تردد أولى الحروف الهجائية، وأعتقد أن المؤلف حرص على إيصال رسالة مفادها أن ننظر إلى السعادة فيما نمتلكه.

أيام هستيرية

في نقلة زمنية كبيرة لمرحلة فيروس كورونا وفي معايشة للحاضر وثورة وسائل التواصل الاجتماعي، وما فرضه كوفيد 19 على الناس من قيود في السفر والتواصل، وفي مرور جميل على حقيقة التآلف بين الزوجين من المثقفين والأدباء، والذي يصعب في كثير من الأحيان أن يمر دون عواصف شديدة قد تأتي عليه في كثير من الأحيان.

نسمة فريد ونبيل عبد الحكيم البنا نموذج لمثقفين وجدا أنفسهما في بيت واحد رغم فارق العمر الكبير بينهما، تعرف عليها من خلال صفحاتها على وسائل التواصل الاجتماعي وما تنشره من قصائد ومنشورات، بدأ في متابعة ثم الأعجاب والتعليق الإيجابي على ما تنشره، لينتهي الأمر بالتواصل عبر الواتس آب ثم دعوتها إلى ندوة ومقابلتها وجهاً لوجه وقبل ذلك كان قد عرض عليها الزواج ليجد نفسه متردداً بعد مقابلتها لأول مرة، لكنه هرباً من الوحدة القاتلة قرر المضي في التجربة التي لم تكن سعيدة كما كان يأمل، وبعد فترة يهتدي إلى أن الحل في الطلاق، وأثناء ذهابه لإنهاء إجراءات السفر، عاد إلى البيت فلم يجدها فقد أختفت هكذا دون مقدمات، ووجد نفسه مرة ثانية وحيداً، لكن مع أفكار مشتتة وكثيرة وتساؤلات عن زوجته التي لم يجد لها أثر.

لا شك أن المؤلف عمد إلى بيان أهمية معرفة الطرفان بعضهما البعض قبل الزواج، وعدم التسرع في الارتباط بشخص لمجرد رؤية صورته على وسائل التواصل الاجتماعي، ودون السؤال عنه وأمور كثير أراد التطرق إليها جعلتنا في حيرة مشابهة لحيرته وهو في طريقه إلى قسم الشرطة للإبلاغ عن أختفاء نسمة فريد.

أنا وعمي والإيموبيليا

ما بين زمن كورونا وزمن الخديوي إسماعيل، هناك فترة الأربعينات من القرن الماضي وما تلى ذلك مما يسمى بالزمن الجميل، تعرضت الرواية لعدد من الشخصيات الفنية والأدبية المهمة على الصعيد الأدبي والفني والسينمائي، ومن الشخصيات التي مرت عليها الرواية أم كلثوم ونجيب محفوظ ونجيب الريحاني وغيرهم من الشخصيات الخالدة ، كما تعرضت الرواية لشخصيات سياسية كان لها تأثيرها على مصر في مرحلة منها مصطفى النحاس رئيس مجلس الوزراء ومجلس الأمة المصريين، ومن مؤسسي حزب الوفد وجامعة الدول العربية.

في تداخل بين شخصيات الرواية ومعالجتها قضية مهمة هي قضية المخابرات في مرحلة مهمة من تاريخ مصر، ومحاولتها التحرر من الإستعمار البريطاني، والصراع القائم وقتها بين أجهزة المخابرات الأجنبية وعملائها.

في أدهاش رائع تنتهي الرواية هذه المرة على صوت الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب وهو يصدح بكلمات "يا دي النعيم اللي أنت فيه يا قلبي من بعد العذاب".

وهكذا مع الثلاث روايات في أزمنة مختلفة، لكن القضايا الأجتماعية التي تطرقت لها الروايات تعني بالمجتمع المصري، حيث تسلط الضوء على سرقة الآثار وما حصل من تجريف لآثار مصر في مراحل مختلفة، وقضية الصراع بين أجهزة المخابرات الأجنبية وقضية تعليم المرأة.

ــــــــــــــــــــــ

* شاعر وكاتب يمني


تاريخ الإضافة: 2023-11-21 تعليق: 0 عدد المشاهدات :765
1      0
التعليقات

إستطلاع

مواقع التواصل الاجتماعي مواقع تجسس تبيع بيانات المستخدمين
 نعم
69%
 لا
20%
 لا أعرف
12%
      المزيد
خدمات