الشارقة : كتب.
وقّع الشاعر الفلسطيني الأردني علي العامري ديوانه الشعري الجديد «فلسطينياذا» في معرض الشارقة الدولي للكتاب 42 ، وسط حضور ثقافي، واهتمام إعلامي كبير.
الديوان ـ الصادر عن الدار الأهلية للنشر والتوزيع في العاصمة الأردنيّة عمّان ـ يقع في 133، من القطع المتوسط، تصدرت الغلاف لوحة من إبداع الفنان محمد العامري شقيق الشاعر، وجاء في إهداء الكتاب «إلى جدي وأبي وأمي الذين علموني حكمة الأشجار».
يتضمن الكتاب نصّاً واحداً، متعدد الأصوات، والإيقاعات، يوظّف أساليب الحوار والسرد والدراما والمرجعيات التراثية الشعبية والتاريخية والأسطورية، من بينها عناصر من ملحمة هوميروس «الإلياذا» مثل انتظار بنلوبي لعودة عوليس، والحصان الخشبي، وتضحيات أبناء طروادة.
وكتب الأديب والناقد الدكتور إبراهيم السعافين مقدمة للكتاب، جاء فيها إنّ «العامري في هذا الكتاب الشّعري الذي اختار له عنواناً ذا صلةٍ وثيقة بالملحمة، يقدّم الملحمة الفلسطينيّة الحديثة في تشبّث أبناء فلسطين بهويّتهم وأرضهم، سواء أكان ذلك على الأرض الفلسطينيّة أم في مواطن الشتات».
وأضاف «يتماهى صوت الأرض وصوت ابنها الذي يهجس باسمها في كلّ حين. فنرى الارتداد إلى اللحظة الأولى وعالم البساطة وتماهي الإنسان مع الطبيعة حين كان يصنع الحضارة وحيداً، فيلتحم الصوتان الملحميّ والرعويّ في استقصاء فريد للمدن والقرى الفلسطينيّة، فلا يغادر مكاناً محتلّاً قائماً أو مدمّراً إلّا ذكره ذكر العاشق الذي يتلذّذ بذكر الأسماء والمتعلّقات. وبدا من مظاهر هذا التلذّذ تكرار ذكر المكان، وكأنّه يردّد أغنيةً أو أنشودةً قريبةً إلى النّفس تدغدغ الأعماق».
وتابع «نوّعت هذه المطوّلةُ أو هذه الملحمةُ العصريّةُ في إيقاعها، فلم تقف عند تفعيلةٍ واحدة، بل راوحت بين التفعيلات كلّما اقتضى الحال. وبوسعنا القول إنّ هذا العمل له بنيته الخاصّة وصوته الخاص؛ فخير الأعمال الأدبيّة ما يُبنى في صورته العامّة على غير مثال».
يقول الفنان زهير أبو شايب عن الديوان: "علي العامري، في عمله الشعري الجديد هذا يفعل ما يفعله الشاعر الحقيقي الشجاع لا يستسلم لسلطة المقولات، ولا يسمح لتجربته الشعرية أن تركد مهما بلغ نضجها وزخمها، ولذا فإنّه يهجم على «النصّ» فيحرّره من يبابية التجريد، سواء بالكتابة عن ثيمة «فلسطين» المهجورة، أو بتحرير لغة القصيدة من سطوة المجاز واللجوء بجرأة فاتنة أحيانًا إلى استخدام معجم شرس تحريضي واضح لا يخجل من التقرير ولا يتعفف عن مقاربة الواقع، ويغامر في ترداد أسماء الأماكن والنباتات والأشياء بلذة مكشوفة؛ ثم يهجم على صنم المقولات بفأسه الشعرية فيحطمه، ويكتب نصًا تهجدياً في متردم فلسطين الذي غادره الشعراء، يكتب كأنه يبتهل بلغة تعلو وتخفت، وتغمض وتفصح، وتتأمل وتقرر. لكنها تحتفظ، في كل حالاتها، بدرجة حرارة النص الحي".
وعن الديوان، قال العامري «تجتمع في كتاب (فلسطينياذا) ذاكرة المكان الأول، فلسطين، مع ذاكرة أطلس التهجير والشتات. وتلتقي فيه ذاكرة الجد والأب والأم وذاكرة الحفيد والابن، وذاكرة النكبة والنكسة، وذاكرة الحرب، مثلما تلتقي ذاكرة نهر الأردنّ بذاكرة الفدائي، وذاكرة مفتاح البيت، وذاكرة الطفولة وقرية القليعات».
وخصص الشاعر ريع ديوانه لأطفال غزة، حيث يخوض الشعب الفلسطيني حاليا ملحمة واقعية أخرى على الأرض في أقوى صور النضال الوطني، وقال الشاعر تعليقًا على ذلك "مساهمة رمزية لنقول لأهلنا في غزة وعموم فلسطين إننا معكم".
والشاعر علي العامري أحد الأصوات الشعرية المميزة، يملك خصوصيته، ومفرداته القادرة على البوح والتأويل والتحليق في طقس شعري حميمي خاص، صدرت له عدة مجموعات شعرية منها: «هذي حدوسي.. هذي يدي المبهمة» عن دار آرام للدراسات والنشر، في عمّان عام 1993، و«كسوف أبيض» عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت 1997، و«خيط مسحور» عن وزارة الثقافة الأردنية 2012، وطبعتها الثانية عن دار فضاءات للنشر في عمّان 2014، كما صدرت طبعتها الإسبانية عن «بيت الشعر» في سان خوسيه عاصمة كوستاريكا، عام 2014، بترجمة أستاذة اللغة الإسبانية وآدابها في جامعة القاهرة الدكتورة عبير عبد الحافظ،، و"كتاب الحدوس"، عن دار خطوط وظلال للنشر والتوزيع في عمَّان 2021، وهو يعمل حاليًا مديرًا لتحرير مجلة "الناشر الأسبوعي" التي تصدر عن هيئة الشارقة للكتاب.