أرى أناس كأنهم منذ وقت طويل على قيد الحياة أعني إنهم من زمان قديم وربما قبل الزمن جاؤوا ليقتلوك بلا سبب وحتى عائلتي التي أحبتك جدًا صارت ترفض حياتنا معًا أراك من وراء نافذة الحياة الزجاجية تعيش وكأنك قد وصلت إلى أرزل العمر محاطًا بوهم كبير اسمه المرض ملتحفًا بأجهزة التنفس الصناعي ووصلات السيروم وأنا أنظر بجنون إلى جهاز رسم القلب وغرباء عائلتي الذين لم أثقل عليهم يومًا يجرجروني من كتفي لألتقي بطبيب شاب أتوا بامرأة تُحبك لتضع على وجهي المكياج من يرضى في هذا الزمن بعروس مثلي.. حزينة.. وغاضبة عاشقة لغيره ولا ترغب بالزواج كل شيء تغير أمامي فجأة كأني غفوت وصحوت لأجدني في عالم آخر الجميع يريد قتلك داخلي تزعجني القرارات تلك التي جاءت من أناس لا أعرفهم وكأني قد أعيش حياة على الحياة أبي الذي لم يسأل عني منذ سنوات صار يضربني بالسوط ..كنت اعتقدته قد مات جسدي ممتلئ بالكدمات .. يبدو أنه يأتي بالحلم وتلاشت صورة أمي كأنما ابتلعتها الشمس وأنا أحاول أخذك من المستشفى أخبؤك داخلي بكل مايلزم بجهاز التنفس الصناعي وجهاز رسم القلب بوصلات السيروم ..بأدويتك.. بحقن التخدير وحتى بالسرير فالجميع يريد أن يقتلك داخلي فضلًا انهض.. أنا خائفة إنهم أناس منذ زمان قديم يقتربون بالمشاعل والخناجر والشوم وأنت ترفض ارتباطنا الرسمي بسبب فارق العمر الذي صار بكلمة منك مثل الجسر صنعته ليفصل بيننا لاحتمال العودة ... سئمتُ الاحتمالات. فالجميع يريد قتلك داخلي ... إن قتلوك سيتحطم الجسر الذي من زجاج وسينقطع الحبل الذي كان يوصلني إليك مسافة الأربعين سنة التي صارت تقف بيننا مثل سد من حديد لكنه في هذه المرة لن يوصلني إليك بل سيلتف حول عنقي كي يستريح الجميع بعدما أسقط ببحر يملؤه الزجاج تحيطه الأعراف والتقاليد التي كنت ترفضها وتدرِّسها طيلة حياتك إن الله خلقك لي هو الذي جعلني أحبك قل لي بحق من رفع السماء وبسط الأرض بحق من جعلك جميلاُ إلى هذا الحد وبحق أحضاني التي أسكنتك فيها لسبع سنين بحق هذا الدم الذي يسيل من يديّ مذ كنت أحاول تحطيم غرفتك الزجاجية لأعيدك إليّ ..ماهذا العشق العجيب؟! الآن وجدتني أناسب الطبيب ؟! قُلها .. قُلها وأنت تنظر في عينيّ أنك لا ترغب فيّ كي أصدق تلك التراجيديا التي تخنق حياتي حياتي المونودرامية العمياء الخرساء عديمة الضوء والصوت فالجميع يريد قتلك داخلي وأنا أرفضُ قتلك .. فضلًا اِنهض أنا خائفة يُفزعني أن يتكرر هذا الكابوس الذي أرى فيه أبي الميت.. يضربني بالسوط.
"
تاريخ الإضافة: 2023-12-21تعليق: 0عدد المشاهدات :862