الشارقة: كتب.
في حضور ثقافي وإعلامي لافت، وقَع الراوئي والقاص الكبير عبدالفتاح صبري كتابه النقدي الجديد "القصة القصيرة جدا في الإمارات .. سرديات ما بعد الحداثة" في معرض الشارقة الدولي للكتاب الـ 43.
الكتاب الصادر في سلسلة "دراسات نقدية" التي تصدرها دائرة الثقافة في الشارقة 2024 يعتبر أول كتاب يرصد ويؤرخ لظاهرة القصة القصيرة جدًا، والتي كان لها دور في إثراء المشهد القصصي في الإمارات، وقد ساعدت المؤلف إقامته الطويلة في الإمارات عامة والشارقة خاصة، في مواكبة تطور القصة القصيرة المحلية، حيث ساهم في تقديم العديد من الأصوات القصصية الإماراتية.
والقصة القصيرة جداً نوع حديث من الأدب انتشر في الفترة المعاصرة بشكل واسع وأصبح نوعاً سردياً قائماً بحد ذاته، وهي تعتبر بالحجم أصغر من القصة القصيرة، وقد لا تتجاوز بضعة أسطر، وأحياناً قد لا تكون أكثر من سطر واحد.
ذكر الكاتب في كتابه أن "التطور في أساليب الكتابة وتسارع الأحداث أبرز شيوع القصة القصيرة جداً كتطور حتمي مرتبط بآليات الحداثة وتطور أدواتها وانزياح الوقت لصالح تشابكات الحياة مع الشعور بالقلق الوجودي والنزوع نحو الفردية الذي خلقته الحياة الاقتصادية المادية التي غلبت الذات كمخرج وحيد للتفاعل مع الحياة والآخرين".
يبدأ الكتاب بـ "مدخل تحطيم السرديات وهم الحداثة، ويضم الكتاب اربعة فصول، الفصل الأول: القصة القصيرة جداً: المفهوم - العناصر - التقنيات، التكوين، ويضم الفصل الثاني: القصة القصيرة جداً الإماراتية، مدخل القصة القصيرة الإماراتية، القصة القصيرة جداً الإماراتية . أولاً: النشأة والتطور ـ ثانياً: التطور التاريخي والكمي.
وضم الفصل الثالث: مقاربات وقراءات في القصة القصيرة جداً الإماراتية .. ويشمل المبحث الأول: مقاربة في الفن والبناء. أولاً : الشعرية في القصة القصيرة جداً الإماراتي. ثانياً: العناوين والدلالات . ثالثاً: إشكاليات القصة القصيرة جداً الإماراتية. المبحث الثاني: قراءة في مجموعات قصص قصيرة جداً، ويشمل : أولاً: جمالية التضاد وسلطة الرمز في «قصص قصيرة جداً» - هيفاء أبو سمرة. ثانياً: مغامرة السؤال.. محاولة الانعتاق في «لا عزاء لقطط البيوت» - عائشة الكعبي . ثالثاً: واقع بطعم التدرج في «مد وجزر» - بديعة الهاشمي. رابعاً: العلاقة الشرطية والتضاد النصي في «الغيمة رقم 9 وقصص أخرى - لطيفة الحاج..
عبدالفتاح صبري كاتب وشاعر وناقد وروائي،· أصدر على مدار أربعين عاما أكثر من أربعين مؤلفا في القصة القصيرة والشعر وفنون الكتابة الأدبية، وهو أحد المساهمين بقوة في إثراء المشهد الثقافي العربي، إنطلاقا من تجربة الشارقة الثقافية، حيث يعمل مديرًا لتحرير مجلة "الرافد" الثقافية التي تصدر عن دائرة الثقافة في حكومة الشارقة، وقد أسهم من خلال موقعه الثقافي القيادي في تنظيم العديد من الملتقيات الأدبية والفكرية والنقدية في مختلف الدول العربية، وقدم العديد من الكتاب والمبدعين.