الشارقة: فنون

نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة معرضًا فنيًا بعنوان "ملامح بلا ظلال" للفنانة الإماراتية ميرة القاسم. حضر الافتتاح عدد من الشخصيات الثقافية البارزة، منهم الدكتور عمر عبد العزيز، رئيس مجلس إدارة النادي، والدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، بالإضافة إلى نخبة من الفنانين والمثقفين.

مسيرة فنية وإبداعية متعددة

ميرة القاسم فنانة تشكيلية، وصحفية، وشاعرة إماراتية مخضرمة. تتميز بمسيرتها المتنوعة، حيث عملت في عدة مؤسسات إعلامية كبرى مثل مجلة "المرأة اليوم" وجريدة "الرؤية"، وكتبت مقالات أسبوعية في صحف مثل "الاتحاد" و"الإمارات اليوم" و"البيان". إلى جانب عملها الصحفي، قدمت العديد من الأمسيات الشعرية داخل وخارج الدولة، ولها قصائد تغنى بها فنانون إماراتيون. كما أنها عضو في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات.

وفي مجال الفن التشكيلي، شاركت في العديد من المعارض مثل معرض "غد مستدام" ومعرض "ثلاث رؤى تشكيلية"، إضافة إلى معرض الصور الفوتوغرافية "حتة من مصر".

رؤية فنية حرة

يضم المعرض حوالي 60 لوحة صغيرة، تعكس رؤية فنية حرة خارجة عن المألوف، وتتأثر بأسلوب الفن الفطري. تركز اللوحات بشكل خاص على الوجوه النسائية التي تبدو مجردة من الظلال، وكأنها ذكريات باقية في الذاكرة بعد زوال حقيقتها. هذه الوجوه لا تخضع لأي معيار فني محدد، بل تعبر عن مشاعر الفنانة وانطباعاتها عن المرأة الإماراتية في الماضي.

وإلى جانب الوجوه، تعرض اللوحات أزهارًا ملونة في أصصها، مما يضيف بهجة واحتفالًا بالألوان. هذا الاحتفال بالألوان يضفي نوعًا من الفرح على الوجوه، رغم مظهرها الذي قد يبدو مشوهًا، وهو تشوه يعكس طبيعة الذاكرة وليس تشوهًا فعليًا في الملامح.

لمسة خاصة

أشاد الدكتور عمر عبد العزيز بتجربة القاسم الفنية، وقارنها بالفنانين العالميين أماديو موديلياني وموندريان، مشيرًا إلى قدرتها على التعبير عن المشاعر المكتومة في الوجوه وإضافة لمستها الخاصة من خلال الألوان. كما لفت إلى أن ارتباطها بالشعر قد أثرى أعمالها التشكيلية.

من جانبه، أكد عبد العزيز المسلم أن علاقته بالفنانة تمتد لأكثر من ثلاثة عقود، وأشار إلى تأثر أعمالها الفنية بالشعر، مما يجعل لوحاتها قريبة من القلب وتشبه مساحات القصائد.

الإحساس اللحظي

عبرت ميرة القاسم عن رؤيتها لأعمالها، مشيرة إلى أن الفنان لا يجب أن يشرح فنه، بل يترك للمتلقي حرية تفسيره. وقالت إن الأشكال والألوان في لوحاتها تأتي بناء على الإحساس اللحظي وليس التخطيط المسبق، وأن هذه الأعمال هي بالفعل "ملامح لوجوه بلا ظلال، وزهور خرجت من الذاكرة، وعبرت عن ذكرياتي، وعن التشبث بماض يعني لي كل شيء."