إلهان عمر.. صوت لا يلين يدافع عن القيم الأمريكية التقدمية
واشنطن: خاص.
تُمثل النائبة الديمقراطية عن ولاية مينيسوتا، إلهان عمر، ظاهرة فريدة في المشهد السياسي الأمريكي، حيث انتقلت من لاجئة صومالية إلى عضو مؤثر ومثير للجدل في مجلس النواب الأمريكي. كواحدة من أوائل النساء المسلمات والمحجبات اللواتي يصلن إلى الكونغرس، تجسد عمر بمواقفها الجريئة والمناهضة للوضع الراهن ما يعتبره مؤيدوها تجسيداً لأعلى القيم الأمريكية في العدالة والخدمة العامة.
من اللجوء إلى القبة التشريعية: مسار وطني استثنائي
تشكل مسيرة إلهان عمر بحد ذاتها قصة نجاح وطنية أمريكية. فبعد أن قضت سنوات في مخيمات اللاجئين في كينيا، وصلت إلى الولايات المتحدة عام 1995، حيث كرّست حياتها العامة للدفاع عن الفئات المهمشة والمبادئ التي آمنت بها منذ صغرها.
تتعدد المواقف التي يراها مؤيدوها مواقف وطنية بامتياز:
الدفاع عن الديمقراطية التمثيلية: عمر هي أول أمريكية من أصل صومالي، وأول لاجئة أفريقية، وأول امرأة ترتدي الحجاب تُنتخب لعضوية الكونغرس. هذا التمثيل المتنوع يُعد قيمة وطنية بحد ذاتها، حيث يوسع دائرة المشاركة الديمقراطية ويؤكد على احتواء أمريكا لكافة هوياتها.
العدالة الاقتصادية والاجتماعية: تُعد عمر من أبرز المدافعين عن الأجندة التقدمية الداخلية التي تركز على المواطن الأمريكي العادي. تدعم النائبة بشكل صريح رفع الحد الأدنى للأجور إلى 15 دولارًا، وتطبيق نظام "الرعاية الطبية للجميع" (Medicare for All)، وإلغاء ديون الطلاب، وإقرار "الصفقة الخضراء الجديدة" (Green New Deal). وهي مواقف يراها التقدميون ضرورية لضمان حياة كريمة لجميع الأمريكيين.
حماية حقوق المهاجرين واللاجئين: انطلاقاً من تجربتها الشخصية، تُعد إلهان عمر صوتًا قويًا ومباشرًا في الدفاع عن حقوق المهاجرين، حيث دعت في السابق إلى "إلغاء وكالة الهجرة والجمارك (ICE)"، وركزت على ضرورة المعاملة الإنسانية والمنصفة للقادمين الجدد، وهو ما يتماشى مع التراث الأمريكي كأرض للمهاجرين.
سياسة خارجية مبنية على حقوق الإنسان: في مجال السياسة الخارجية، تطالب عمر بأن ترتكز سياسة الولايات المتحدة على حقوق الإنسان والسلام، وتنتقد التدخلات العسكرية والعقوبات الاقتصادية. يرى مؤيدوها في هذا الموقف دلالة على الوطنية الحقة التي تسعى لضمان أن تكون أمريكا قوة للخير في العالم، وتطبيق قيمها المعلنة على حلفائها وخصومها على حد سواء.
صوت لا يلين وسط الجدل
بالرغم من هذه المواقف، واجهت إلهان عمر عاصفة من الضغوط والانتقادات الممنهجة، خاصة بسبب انتقادها اللاذع لسياسات الحكومة الإسرائيلية، ودعمها لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS)، وهو ما أدى في عام 2023 إلى عزلها من لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب بقرار جمهوري.
ومع ذلك، استمرت عمر في الفوز بترشيح حزبها، ما يؤكد على قوة قاعدتها الشعبية، ورسالة مفادها أن الناخبين يدعمون صوتها النقدي الصريح. فوزها الأخير بالانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي أظهر قدرتها على الصمود أمام الحملات المالية الضخمة التي استهدفتها، لتؤكد أن حركتها انتصرت على "المصالح الخاصة"، على حد تعبيرها.
تظل إلهان عمر شخصية محورية في الساحة السياسية الأمريكية، حيث يرى البعض فيها رمزاً لـ "الضمير الوطني" الذي لا يخشى تحدي الأقوياء، بينما يرى آخرون أنها تمثل انقساماً في النسيج السياسي. لكن ما لا يمكن إنكاره هو أن النائبة عمر تواصل دفع النقاش الوطني نحو قضايا العدالة والمساواة، لتكون بذلك صوتًا قويًا وفعالًا يعكس التنوع والتطور المستمر في الهوية الأمريكية.
تاريخ الإضافة: 2025-09-27تعليق: 0عدد المشاهدات :50