تصدر اسم زهران ممداني، الناشط الاشتراكي الديمقراطي، عناوين الأخبار في الولايات المتحدة بعد فوزه المفاجئ في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لمنصب عمدة مدينة نيويورك لانتخابات عام 2025. وبذلك، أصبح ممداني أول مرشح مسلم وأول شخص من أصول جنوب آسيوية يترشح لهذا المنصب في تاريخ المدينة.
يمثل ممداني، البالغ من العمر 33 عاماً، موجة جديدة من السياسيين التقدميين الذين يعتمدون على الدعم الشعبي وحملات التواصل الاجتماعي الذكية لمواجهة المؤسسة السياسية التقليدية، متفوقاً على شخصيات ذات ثقل وخبرة واسعة مثل الحاكم السابق أندرو كومو. هذا الانتصار لا يمثل مجرد تحول سياسي، بل يجسد رسالة قوية عن تنوع نيويورك وقوة صوت الأقليات.
من أين أتى زهران ممداني؟
وُلد زهران كوامي ممداني في العاصمة الأوغندية كمبالا عام 1991، وينتمي إلى عائلة لها باع في الفكر والفن؛ فوالده هو الأكاديمي الماركسي الشهير محمود ممداني، ووالدته هي المخرجة الهندية الحائزة على جوائز، ميرا ناير. انتقل زهران مع عائلته إلى نيويورك في سن السابعة، ونشأ في بيئة واعية اجتماعياً، حيث تخرج لاحقاً من كلية بودوين بدرجة البكالوريوس في الدراسات الإفريقية.
قبل دخوله عالم السياسة، عمل ممداني كمستشار لمكافحة مصادرة الرهون العقارية في كوينز، وناشطاً في مجال حقوق المستأجرين، بل وخاض تجربة فنية قصيرة كموسيقي هيب هوب. وقد ألهمته تجربته مع العائلات ذات الدخل المنخفض لخوض الانتخابات التشريعية لولاية نيويورك عام 2020، حيث فاز بمقعد الدائرة 36 ليصبح أحد أبرز وجوه التيار الاشتراكي الديمقراطي في الولاية.
ركائز برنامج ممداني السياسي
يرتكز برنامج ممداني الانتخابي بشكل أساسي على معالجة قضايا القدرة على تحمل تكاليف المعيشة في نيويورك، ويطرح مقترحات جريئة ومُثيرة للجدل في الوقت ذاته، من أبرزها:
الإسكان والعدالة الاقتصادية: الدعوة إلى تجميد فوري للإيجارات على الوحدات السكنية المستقرة بالإيجار، وزيادة إنتاج المساكن الحكومية بأسعار معقولة.
الحد الأدنى للأجور: اقتراح رفع الحد الأدنى للأجور في المدينة إلى 30 دولاراً للساعة بحلول عام 2030.
النقل والمواصلات: تطبيق برنامج لجعل حافلات النقل العام مجانية بالكامل لجميع سكان المدينة، وتحسين سرعة وكفاءة الخدمة.
التمويل: تمويل هذه المقترحات الطموحة عبر فرض زيادات ضريبية على الشركات الكبرى وشرائح النخبة التي يتجاوز دخلها مليون دولار سنوياً.
مواقفه الجريئة وتأثيره الإعلامي
ما يميز حملة ممداني هو قدرته على التواصل مع القاعدة الشعبية المتنوعة في نيويورك، خاصة الناخبين المهاجرين والشباب. وقد استخدم حملات رقمية إبداعية، تضمنت مقاطع فيديو باللغات الأوردو والهندية والإسبانية، وظهر في فيديوهات تحاكي أسلوب أفلام بوليوود، مما ضمن وصول رسالته إلى مجتمعات غالباً ما تُهملها الحملات التقليدية.
كما اكتسب ممداني شعبية واسعة بفضل موقفه العلني والصريح المؤيد للقضية الفلسطينية، حيث وصف علناً السياسات الإسرائيلية بأنها "نظام فصل عنصري". هذا الموقف، الذي نادراً ما يتم تبنيه بهذه الجرأة من قبل مرشحين رئيسيين في الولايات المتحدة، أكسبه دعماً قوياً من المجتمعات العربية والمسلمة والأصوات التقدمية، رغم تعرضه لانتقادات حادة من جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل.
بفوزه في الانتخابات التمهيدية، يقف زهران ممداني الآن كمرشح ديمقراطي رئيسي في مواجهة المعارضة في الانتخابات العامة، حاملاً لواء التغيير الاجتماعي والاقتصادي، وممثلاً لوجه نيويورك المتعدد الثقافات.
هل يستطيع هذا الاشتراكي الشاب أن يكمل مسيرته ويصبح أول عمدة مسلم للمدينة الأكثر تأثيراً في العالم؟ الإجابة ستكون في صناديق الاقتراع نهاية العام.
تاريخ الإضافة: 2025-10-01تعليق: 0عدد المشاهدات :61