الشارقة: ندوات.
ضمن فعاليات الدورة الـ 44 من معرض الشارقة الدولي للكتاب (5 – 16 نوفمبر) تحت شعار "بينك وبين الكتاب". شهدت الشارقة، عاصمة الثقافة والإبداع، أمسية شعرية استثنائية، ففي فضاء "ملتقى الشعر" الذي احتضنه المعرض، تجسدت مقولة أن "الشعر جسر الثقافات"، حيث تلاقت ثلاث أصوات شعرية هي: الشاعر السوري أنس الحجار، والشاعر المصري الدكتور محمود محمد علي، إلى جانب الشاعر والكاتب الروسي ماكسيم زامشيف، رئيس تحرير صحيفة "ليترا تورنايا غازيتا". وقدم هذه الأمسية باقتدار الدكتور أحمد سعدالدين، الذي أكد على رسالة الشعر كجسر للتواصل بين القلوب والثقافات المختلفة.
قال الدكتور أحمد سعد الدين في نقديمه : "مساءُ الشعرِ... ومساءُ الكلمةِ حينَ تتألَّقُ في وجدانِنا، وتُعيدُ للحرفِ سحرَهُ وبهاءَهُ... مساءُ الشارقةِ، عاصمةِ الثقافةِ العربيةِ والإسلامية، ومرفأُ الإبداعِ الذي يضيءُ دروبِ الحرفِ والفكرِ.
برعايةٍ كريمة من صاحبِ السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضوِ المجلس الأعلى، حاكمِ الشارقة، حفظه الله ورعاه.
وتَحْتَ شِعَارِ "بَيْنَكَ وَبَيْنَ الكِتَابِ"، نَلْتَقِي هَذَا المَسَاءَ فِي فَضَاءِ الكَلِمَةِ وَالإِبْدَاعِ، حَيْثُ يُصْبِحُ الشِّعْرُ امْتِدَادًا لِلْكِتَابِ، وَيَتَحَوَّلُ الكِتَابُ إِلَى نَافِذَةٍ تُطِلُّ عَلَى الرُّوحِ وَالجَمَالِ.
يَجْمَعُنَا هَذَا اللِّقَاءُ فِي مُلْتَقَى الشِّعْرِ، ضِمْنَ فَعَالِيَّاتِ مَعْرِضِ الشَّارِقَةِ الدُّوَلِيِّ لِلْكِتَابِ، المُقَامِ فِي إِكْسْبُو الشَّارِقَةِ خِلَالَ الفَتْرَةِ مِنَ الخَامِسِ وَحَتَّى السَّادِسَ عَشَرَ مِنْ نُوفَمْبَر.
اليَوْمَ الجُمُعَةُ المُوَافِقُ، الرَّابِعَ عَشَرَ مِنْ نُوفَمْبَر 2025، نَعِيشُ مَعًا أَمْسِيَةً شِعْرِيَّةً تَفِيضُ بِالْجَمَالِ، وَتَعْبُقُ بِنَبْضِ الكَلِمَةِ وَوَهَجِ المَعْنَى.
الحُضُورُ الكِرَيمُ، هِيَ أَمْسِيَةٌ تَتَوَحَّدُ فِيهَا اللُّغَاتُ وَالثَّقَافَاتُ فِي حُضْرَةِ الشِّعْرِ، لأَنَّ الشِّعْرَ، فِي جَوْهَرِهِ، رِسَالَةُ إِنْسَانٍ إِلَى إِنْسَانٍ، وَجِسْرُ تَوَاصُلٍ بَيْنَ القُلُوبِ وَالعُقُولِ. أَمْسِيَةِ حَافِلَةِ بِالْقِرَاءَاتِ الْمُخْتَارَةِ وَالْمُعَبِّرَةِ عَنِ الإِنْسَانِ وَالْوُجُودِ، بِأَسَالِيبٍ بَلَاغِيَّةٍ وَرُؤًى عَمِيقَةٍ.
فِي هَذِهِ الأَمْسِيَةِ، نُصْغِي إِلَى ثَلَاثَةٍ مِنَ الأَصْوَاتِ الشِّعْرِيَّةِ الَّتِي تَتَنَوَّعُ فِي أَسَالِيبِهَا وَتَتَّحِدُ فِي رُقِيِّ مَعَانِيهَا، حَامِلَةً إِلَيْنَا جَمَالَ اللُّغَةِ وَصِدْقَ الإِحْسَاسِ وَعُمْقَ التَّجْرِبَةِ الإِنْسَانِيَّةِ. أولى المفردات نتعرف فيها على فرسان هذه الأمسية:

أنس وليد الحَجّار، شاعرٌ سوريٌّ من مواليدِ مدينةِ حماة، عضوٌ اتحادِ الكُتّابِ العرب. عملَ مدرِّبًا لدى وزارةِ الثقافةِ ضمنَ برنامجِ اليونيسف للكتابةِ الإبداعيّة.
حازَ على جائزةِ القوافي في الشارقة 2024، والمركزِ الثاني في جائزةِ كتارا 2016، والمركزِ الثالث في مسابقةِ جمعيةِ العاديات 2013، كما تأهّلَ إلى نهائيّاتِ شُعراءِ الشام 2016.
شاركَ في معرضِ الشارقةِ الدوليِّ للكتاب 2023 ومهرجانِ الشعرِ العربي في الشارقة 2025، إلى جانبِ مشاركاتٍ عدّةٍ في مهرجاناتٍ داخلَ سورية، ونُشرت قصائدُه في مجلاتٍ عربيةٍ متنوّعة. من مجموعاتِه الشعريّة: دموعٌ على الورق، سِحرُ الأنوثة، سِفرُ الشآم، ورَحى الذكريات.
أما محمودُ محمّدٌ عليٌّ مصطفى، فهو شاعرٌ مِصريٌّ من مواليدِ محافظة أُسوانَ، حاصلٌ على الإقامةِ الذَّهبيّةِ. حصل على الماجستيرَ في الحديثِ النبويِّ الشريفِ وعلومِه من كلِّيّةِ أصولِ الدِّينِ – جامعةِ الأزهرِ، عامَ 2025.
نالَ المركزَ الأوّلَ في مسابقةِ إقليمِ جنوبِ الصَّعيدِ للشِّعرِ الفصيحِ (وزارةِ الثقافةِ المصريّةِ 2023 والمركزَ الثَّاني في مسابقةِ الشَّبابِ والرِّياضةِ 2020 كما شغَلَ منصبَ رئيسِ نادي أدبِ أُسوانَ. شاركَ في تحكيمِ مسابقاتٍ دوليّةٍ للشِّعرِ بأكاديميّةِ ريبتون – دبي، وكرَّمَتْهُ جهاتٌ عدّةٌ منها وزارةُ الثقافةِ المصريّةُ، وبيتُ الشِّعرِ، وأكاديميّةُ ريبتون، والمركزُ العراقيُّ للأدباءِ.
يعملُ واعظًا ومدرِّسًا وعضوًا بلجنةِ الفتوى في مجمعِ البحوثِ الإسلاميّةِ بالأزهرِ الشَّريفِ، وله مُشاركاتٌ أدبيّةٌ واسعةٌ في مصرَ والإماراتِ.
فارس الأمسية الثالث هو ماكسيم أدولفوفتش زامشيف، وهو شاعرٌ وكاتبٌ وصحفيٌّ روسيّ، من مواليد موسكو. يُعدُّ أحدَ الأسماءِ البارزةِ في المشهدِ الأدبيِّ الروسيِّ المُعاصر، ويشغلُ منصبَ رئيسِ تحريرِ صحيفة "ليترا تورنايا غازيتا" (Literaturnaya Gazeta)، كما يتولى رئاسةَ فرعِ موسكو في اتحادِ كُتّاب روسيا.
تميَّز زامشيفُ بشعرهِ الذي يجمعُ بين الحسِّ الوطنيِّ والرؤيةِ الفلسفيةِ، وتُعنى أعمالُه بتأملاتٍ حول الإنسانِ والهويةِ الروسيةِ والقيمِ الثقافيةِ، وله حضورٌ لافتٌ في المهرجاناتِ والمؤتمراتِ الأدبيةِ داخل روسيا وخارجها.
أصدرَ عدة دواوينَ شعرية، ونُشرتْ قصائدهُ ومقالاتهُ في مجلاتٍ وصحفٍ أدبيةٍ روسيةٍ كُبرى، ونال تقديرًا من مؤسساتٍ ثقافيةٍ روسيةٍ لجهودهِ في دعمِ الأدبِ والشعرِ.
إلى جانب نشاطهِ الأدبيِّ، عُرف زامشيفُ بمواقفه الفكريةِ المحافظةِ وبمشاركتهِ في الحواراتِ الثقافيةِ والسياسيةِ الروسية.