الحفاظ على البيئة أمر ديني، فقد أمرنا الإسلام بإعمار الأرض، والحفاظ على البيئة حتى في أوقات الحروب، وأمرنا بالزراعة، حتى أنه أمرنا إذا جاء أحدنا الموت وفي يده فسيلة بأن نزرعها.
ورغم وجود وزارة للبيئة في مصر. كان النشاط البيئي متواضعا ، في مصر بعد الثورة يجب أن يكون الحفاظ على البيئة في الأولويات، من هنا سيتم العمل على الآتي:
1ـ تأسيس حملة قومية للحفاظ على النيل، تتضمن تنظيفه وإزالة الإشغالات عنه، وتجميله ، مستلهمين في ذلك تراثنا الفرعوني في الحفاظ على النيل، والاحتفال به، والتضحية من أحله.
2ـ تأسيس حملة قومية لنظافة وتجميل مصر.
3ـ الانضمام إلى الحملة العالمية لمقاومة التأثيرات الخاصة بالتغير المناخي.
إدارة الأزمات والكوارث:
مشكلة الأنظمة المصرية السابقة أنها كانت تتعامل بالبركة مع الكثير من الأمور، حتى أخطر الملفات مثل ملف النيل تعاملت معه بلا مبالاة، وفي خضم الأزمة مع أثيوبيا والتقارير التي تتحدث عن احتمال تأثر حصة مصر بسبب السدود الأثيوبية ومنها سد "الألفية" خرج مسؤول ليخدر الناس في التلفزيون، ويقول بسذاجة "هيه المية هتنقطع بكره".
حتى عندما تحدث الكارثة لا نتخذ أي إجراءات حاسمة لمنع تكرارها، وأحد الأدلة على ذلك غرق العبارة السلام التي راح ضحيتها 1300 شخص، لم يتخذ النظام أي إجراءات لمنع تكرار ذلك، فتكررت كوارث غرق المعديات، والبواخر.
ولو وقعت حادثة غرق تسببت في وفاة هذا العدد الهائل من البشر في أي دولة متحضرة، لاستقال رئيس الجمهورية في الحال.
مشكلتنا أننا نحمل الثقافة العربية التي تركن إلى القدرية، وتلصق الكوارث والأزمات بالقدر، دون تقديم أي أداء احترازي يمنع تكرارها.
مصر بعد الثورة يجب أن تنشيء إدارة قومية لإدارة الكوارث والأزمات تكون مسؤوليتها الأولى التعامل مع ملف الكوارث والأزمات، ليس فقط التعامل معها، ولكن "توقع" الكوارث المحتملة، وإعداد الخطط لمواجهتها.
لا يمكن أن ننتظر وقوع الكارثة لنقع في حالة الارتباك التقليدية، ونفشل في مواجهة المشكلة.
خلال فترة التجنيد كنا ننفذ مشاريع قتالية افتراضية على سبب افتراضي. مشاريع تتحرك فيها القوات، والمدافع، وتستخدم الذخيرة الحية ، ويمكن أن نفقد فيها أرواح، وذلك على هدف وهمي.
من بين هذه الأهداف مثلا .. توقع أن يقوم الرئيس السابق معمر القذافي بالاعتداء على الحدود لإحراج القيادة السياسية، بالطبع كان هذا افتراض، ولكن القوات المسلحة تضع الاحتمال، وتبني عليه ردود أفعال، وتؤمن التدريب اللازم لمواجهة الأمر، حتى إذا ما وقع الاحتمال كان لقواتنا الجاهزية التامة للتعامل معه، لذا يجب أن نتعامل مع كافة الكوارث المحتملة بهذه الروح.
على سبيل المثال يمكن وضع الافتراضات التالية:
1ـ قيام إسرائيل بمحاولة احتلال سيناء.
2ـ قيام دولة عربية أو أكثر بالاستغناء عن العمالة المصرية مما سيترتب عليه عودة 3 ملايين مصري، كما حدث في ليبيا مثلا بسبب الثورة.
3ـ حدوث أزمة مالية أو تأثر مصر تأثير مباشر بالأزمة العالمية.
4ـ حدوث زلزال قوته 9 درجات على مقياس ريختر، كالذي وقع في اليابان في مارس 2011، وأعقبه تسونامي مدمر.
5ـ غرق الدلتا وحدوث عمليات نزوح جماعي، حيث تؤكد التقارير أنها تهبط من 3 مللي : 5 مللي سنويا.
6ـ حدوث عمليات انهيارات وهبوط في الرتبة، كما حدث عندما انهارت صخرة الدويقة، وتسببت في ضحايا وخسائر.
7ـ قيام مجموعة من القراصنة الصوماليين باختطاف ناقلة مصرية تحمل شحنة هامة.
8ـ قيام دولة ما بمحاولة الإضرار بمصر وفقا لمخطط إسرائيلي بإغلاق منابع النيل، لحرمان مصر من حصتها المائية، أو التأثير عليها.
وهكذا يكون لدينا قائمة لأزمات وكوارث افتراضية . نتدرب وندرب الأجيال على مواجهتها قبل أن تحدث. ليس فقط التدريب على مواجهة الكارثة الهدف. ولكن أيضا العمل على تقليل احتمالات الكوارث بإجراءات وخطوات فاعلة خاصة في الكوارث البشرية التي يتحمل نتيجتها الإنسان بالدرجة الأولى كما حدث في حالة غرق العبارات "سالم أكسبريس" ، و"القمر السعودي"، و"السلام"، وسيول سيناء، وحادثة مصرع 18 سائحا مجريا انقلب بهم الأوتوبيس في الغردقة.
تاريخ الإضافة: 2014-04-11تعليق: 0عدد المشاهدات :881